نشر بتاريخ: 17/04/2018 ( آخر تحديث: 17/04/2018 الساعة: 16:17 )
جنين- معا- شكل الثاني عشر من الشهر الجاري منعطفا تاريخيا مهما في حياة الكفيف بهاء الدين خمايسة "24 عاما" من بلدة اليامون غرب جنين، عندما استطاع تحقيق حلمه بالزواج، بعد أن قدمت له هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية مكرمة أرادت من خلالها الإسهام في تمكينه من استكمال متطلبات زواجه، لكونه من ذوي الهمم.
ولم تكن الإعاقة لتشكل عائقا أمام خمايسة في تحقيق سلسلة نجاحات نوعية، فوضع أمام عينيه شعارا واحدة "الإعاقة لا تلغ الطاقة"، وكان على يقين أن إعاقته لن تشكل عقبة كبيرة في حياته، وإنما ستكون بمثابة دافع رئيس له نحو تحقيق النجاح.
وأشار خمايسة إلى أنه يعاني من وجود بقع صفراء على شبكية العين، عندما كان عمره نحو ثلاث سنوات، وهو مرض وراثي أصابه وشقيقته الصغرى رغد "تسع سنوات"، وهو ما اصطلح على تسميته ب"العشا الليلي"، ويفقد صاحبه قدرته على الإبصار بشكل كبير.
وأنهى هذا الشاب دراسة تخصص أساليب تدريس التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة، في العام 2016، وفور تخرجه تقدم بطلب توظيف لدى مديرية التربية والتعليم في جنين، على أمل الحصول على وظيفة تعينه على مواجهة متطلبات الحياة.
إلا أن الحظ لم يحالف خمايسة الكفيف في الحصول على الوظيفة المطلوبة التي تنافس عليها مئات الخريجين من حملة الشهادات العليا، دون أن يشكل ذلك عامل إحباط له، ليقرر السير قدما في حياته، والتفكير الجدي بالزواج، وذلك بمساعدة والده وأشقائه ممن شيدوا له منزل الزوجية.
وقال خمايسة" تقدمت لخطبة فتاة من قرية العرقة تبلغ من العمر 21 عاما، وتدرس في جامعة القدس المفتوحة تخصص إدارة أعمال، وسرعان ما وافق أهلها على ارتباطي بها، فكان يوما مميزا في حياتي جعلني أشعر بأن الدنيا عادت وفتحت ذراعيها لي من جديد".
وأضاف" كانت لدي معلومات تؤكد أن هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، تولي الأشخاص ذوي الإعاقة أهمية خاصة في برامجها ومشاريعها، وتقدم للراغبين منهم بالزواج مساعدات عينية تساعدهم على استكمال متطلبات الزواج، وفعلا توجهت إلى مقر الهيئة الرئيس في مدينة جنين، حيث تقدمت بطلب المساعدة، فلم تتردد الهيئة للحظة واحدة في الاستجابة للطلب، وقررت تزويدي بثلاجة وفرن غاز وأجهزة كهربائية ليس بالإمكان الاستغناء عنها داخل المنزل".
وحرصت هيئة الأعمال الخيرية كما قال خمايسة على تزويده بتلك الأجهزة قبل يومين من الموعد المحدد لزفافه، لتضفي المزيد من الفرح الذي ارتسم على وجه ذلك الشاب الذي أضحى أمله الأخير الحصول على وظيفة ضمن تخصصه وتراعي طبيعة الإعاقة التي يعاني منها.
وأكد خمايسة أنه تقدم بطلب لدى وزارة التنمية الاجتماعية من أجل تمكينه من الحصول على مخصص شهري ضمن الحالات الاجتماعية، إلا أنه طلبه قوبل بالرفض، بسبب أنه يعيش مع أهله في بيت واحد.
وبحسب إياد خمايسة وهو والد الكفيف بهاء، فإن ابنه البكر إلى جانب ابنته رغد التي تدرس في مدرسة "النور" للمكفوفين، أصيبا بهذا المرض، وهما في التاسعة من العمر.
وأكد، أن العائلة توجهت إلى هيئة الأعمال الخيرية على أمل تقديم مساعدة لابنها تمكنه من استكمال إجراءات زواجه، وسرعان ما تبنت الهيئة هذه الحالة وقررت على الفور تقديم مساعدة زواج له، ما خفف عن العائلة بعضا من الأعباء المادية الثقيلة في سبيل تأثيث المنزل.
من جهته، قال مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين إبراهيم راشد، إن عائلة خمايسة، توجهت إلى الهيئة بطلب يتضمن مساعدة ابنها على تغطية نفقات زواجه، وهو طلب لم تتوان الهيئة للحظة واحدة عن الاستجابة له.
وذكر راشد، أن الهيئة بادرت إلى تزويد خمايسة بثلاجة كهربائية ومروحة وغاز للطهي وأجهزة أخرى متنوعة، ونقلتها إلى مسكنه قبل يومين من حفل زفافه.
وأكد، أن القضايا الإنسانية والخيرية تستحوذ على مكانة متقدمة في فكر واهتمام هيئة الأعمال الخيرية، وبرزت من خلال من تنفذه من مشاريع صحية وتعليمية وتنموية وإغاثية كتأكيد جديد ومتواصل أن عون الشعب الفلسطيني المظلوم هو واجب على كل مسلم وعربي وأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستبقى السند والعون الرئيس لهذا الشعب.
ولفت راشد إلى أن رسالة هيئة الأعمال تتمثل في التواصل مع المجتمع المحلي وتحسس همومه، والوقوف إلى جانب الشرائح المجتمعية الضعيفة، وتقديم المساعدة إليها ما استطاعت إليه الهيئة سبيلا.
وقال إن المبالغ المالية البسيطة التي يتم دفعها لصالح دعم ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك إعادة تأهيل وترميم مساكنهم، ومساعدتهم على الزواج، تعود بالأثر النفسي والاجتماعي الإيجابي عليهم وعلى عائلاتهم، وتسهم في تطوير العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، وترسم البسمة على شفاه المحرومين، وتعيد الأمل إلى قلوبهم، وتشعرهم بحجم دعم ومساندة مجتمعهم لهم.
وتابع" من هذه القاعدة، تنطلق هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في تنفيذ الكثير من البرامج والمشاريع التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة والعائلات المهمشة في المجتمع الفلسطيني، هادفة من وراء هذه المبادرات، مساندة وإنقاذ تلك العائلات، وكسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى".
ونوه إلى أن المساعدة التي قدمتها هيئة الأعمال للمواطن خمايسة، جاءت في إطار حرصها على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، والوقوف إلى جانبهم.
وشدد راشد، على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يحظون باهتمام كبير من قبل هيئة الأعمال والتي تحرص على دعمهم ومساندتهم وتلمس احتياجاتهم، وذلك من خلال سلسلة برامج ومشاريع تنفذها في سائر الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن هيئة الأعمال تتواصل مع الشرائح المجتمعية الضعيفة والمهمشة وذوي الإعاقة بشكل خاص والذين تقدم الهيئة كفالات مالية لنحو خمسة آلاف شخص منهم، ولتؤكد أن الإعاقة التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص لا تحد من طاقتهم، وإذا ما أريد لهم أن يسيطر العجز والضعف عليهم، فإنهم نجحوا في التغلب على العجز بالإرادة والطاقة والتعلم.