مجدلاني: الموقف الفلسطيني قضى على "صفقة العصر"
نشر بتاريخ: 19/04/2018 ( آخر تحديث: 19/04/2018 الساعة: 20:08 )
غزة- معا- استبعد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إقدام واشنطن على طرح مبادرتها للسلام المسماة "صفقة العصر"، مرجحا في المقابل سعي إدارة ترامب الى الإبقاء على مناخ السلام دون التقدم خطوة باتجاه تحقيقه لقطع الطريق على أي مبادرات أو تدخلات دولية لإطلاق عملية سلام جادة.
جاء ذلك خلال مؤتمر "منتدى غزة للدراسات السياسية والإستراتيجية العاشر"، بعنوان "المتغيرات في النهج السياسي الفلسطيني" الذي نظمه مركز التخطيط الفلسطيني، وترأسه مدير عام المركز عوني ابوغوش.
ونظم المؤتمر بتعاون وتمويل من مؤسسة فريدريش ايبرت الالمانية، وذلك في مقر منظمة التحرير الرئيسي برام الله، وفندق المتحف في غزة عبر نظام ربط تلفزيوني، بمشاركة نخبة من السياسيين والمفكرين والمحليين الى جانب باحثين وأكاديميين.ورأى مجدلاني، ان الموقف الفلسطيني الصلب الذي أعقب الإعلان المشؤوم، قطع الطريق تماما على "صفقة العصر".
وعزا مجدلاني تراجع البيت الأبيض عن طرح المبادرة المرجح، الى اقتناع فريق ترامب باستحالة تمريرها عربيا واسلاميا وحتى دوليا جراء الرفض الفلسطيني الثابت والعنيد ونجاح الدبلوماسية التي يقودها الرئيس محمود عباس في طرح بديل حقيقي يتمثل في مبادرة السلام الفلسطينية التي تبنتها القمة العربية الأخيرة كجزء من مبادرة السلام العربية.
وكشف مجدلاني النقاب، عن ضغوط هائلة مارستها ادارة ترامب على كثير من الدول في مسعى لمنع القمة العربية من تبني مبادرة السلام الفلسطينية التي طرحها الرئيس امام مجلس الأمن الدولي، لكنها فشلت وانتصرت الإرادة الفلسطينية في معركة الإرادات.
وأضاف، أميركا لم ترفض المبادرة وحسب، بل حرضت الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم وهي تحاول مع الشركاء في الاتحاد الأوربي وأطراف دولية اخرى.
واستعرض مجدلاني باسهاب اللقاءات مع الإدارة الأميركية الجديدة وما دار فيها موضحا عقد اربعة لقاءات قمة بين الرئيس عباس وترامب، وأكثر من 20 لقاء مع فريقه لعمليه السلام، لم يتطرق فيها الجانب الاميركي الى أي من القضايا الجوهرية، بل تملص من ذكر حل الدولتين، وكان ناقلا للموقف الاسرائيلي مكتفيا بترجمة مطالب نتنياهو من العبرية الى الانجليزية، ما يوضح أن اعلان ترامب في السادس من كانون الأول لم يكن منعزلا، بل سبقه ايضا رفض الخارجية تجديد استمرار عمل مقر منظمة التحرير في واشنطن.
وقال ان الموقف الاميركي تم الرد عليه بموقف فلسطيني فوري حازم اعتبر ان واشنطن لم تعد مقبولة وسيطا وراعيا لعملية السلام بعد ان اضحت شريكا للاحتلال، ما استوجب تحركا فلسطينيا يفند مزاعم اميركا وإسرائيل ان الفلسطينيين انسحبوا من عملية السلام.
واكد على ان المبادرة السياسية كانت واحد من اربعة مسارات شكلت الرد الفلسطيني بضمنها الهجوم الدبلوماسي والسعي الى الانضمام الى المنظمات الدولية وانتزاع الاعتراف بفلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة واحراز مزيد من الاعترافات الدولية بها وتعزيز مكانتها الدولية، وتعزيز وتفعيل المقاومة الشعبية كفعل ضاغط على العالم ومساند للتحرك والجهد الرسمي، مثمنا في هذا الاطار ومقدرا عاليا الحراك الشعبي الذي انطلق في يوم الارض الثلاثين من آذار.
من جانبه، قال أبو غوش، إن المؤتمر ينعقد في ظل رياح خريف عاتية تحاول خلط الأوراق في الاقليم خدمة لمصالح الاحتلال واميركا التي تحولت من وسيط منحاز وراع غير نزيه لعملية السلام الى شريك مع الاحتلال عبر اعلان ترامب.ورأى ابو غوش ان ادارة ترامب وحليفتها حكومة نتنياهو ترى ان تمرير مخططها يتطلب إغلاق ملف القضية الفلسطينية واستهداف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وهي مهمة تتطلب التصدي للمشروع التصفوي وهو هدف يحاول المؤتمر بلورة توصيات ورؤى تسهم في تحقيقه استنادا الى الواقعية السياسية المستندة الى الشرعية النضالية وعلى أساس الشرعة الدولية وهو ما عملت عليه ووفقه منظمة التحرير منذ اللحظة الاولى.
وقال مدير مؤسسة فردريش البيرت أسامة عنتر: "إن طبيعة وتركيبة الادارة الاميركية الحالية التي تدعم الحكومة الاسرائيلية اليمينية تحاول تغيير التاريخ وفرض سياسة املاءات فيما يخص القضية الفلسطينية ما يتطلب من القيادة الفلسطينية والمؤسسات الوطنية العمل الجاد لإفشال ما يسمى صفقة القرن".
وشملت الجلسة الأولى إلى جانب مداخلة مجدلاني، ورقة للمتحدث باسم حركة فتح عاطف ابو سيف تناول فيها الموقف السياسي لحركة فتح، تحت تساؤل هل هناك إستراتيجية سياسية جديدة؟ فيما قدم القيادي الحمساوي أحمد يوسف الموقف السياسي لحركته بعد اعلان الوثيقة السياسية وادارها الباحث جمال البابا من مركز التخطيط.وتوقف ابو سيف، امام المخاطر المحدقة والتي تتمثل في استمرار الاحتلال وعدم انجاز المشروع التحرري وتسارع الاستيطان والتهويد واستمرار الانقسام وانسداد افق عملية السلام والتطورات في السياق الاقليمي والدولي وكذلك تنامي النشاط الدبلوماسي الاسرائيلي.
وعن الفرص المتاحة، قال انها تكمن في استمرار التضامن العربي والمقاومة السلمية الشعبية واستعادة الوحدة الوطنية.
واوضح أن القيادة نجحت في محاصرة صفقة القرن حيث قام الرئيس محمود عباس بزيارة العواصم والدول في العالم وتحدث في مجلس الامن والبرلمان الاوروبي والقمة الافريقية والعديد من اللقاءات الهامة لدعم الحقوق الفلسطينية وستواصل القيادة جهودها من اجل عضوية فلسطين الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واكد على اهمية جلسة المجلس الوطني لتجديد شرعية النظام السياسي وتطوير الموقف السياسي الفلسطيني في ظل التهديدات القادمة مشيرا الى اجراء الحوارات المعمقة مع الشركاء في منظمة التحرير لمشاركة الكل الفلسطيني في الجلسة في اطار المصلحة الوطنية وبناء مؤسسات منظمة التحرير.
كما قدم يوسف قراءة في الورقة السياسية الجديدة لحماس وتحولات الرؤية والموقف بين ميثاقين، مشيرا الى ان الواقع السياسي يحدد درجة التخلي عن الأيديولوجيا، ولهذا لا يمكن القول في المنابر مثلما يتم في المحافل الدولية، منوها إلى ان المتغيرات في (الربيع العربي) كسرت ظهر حماس والتي كانت تعتمد على الدعم والاسناد، ما استدعى تعديل ميثاق حماس.
وفي الجلسة الثانية التي تمحورت حول رؤى بحثية واكاديمية، قدم الأكاديمي ابراهيم ابراش، ورقة عمل حول امكانية توافق فلسطيني على برنامج سياسي موحد تحت اطار منظمة التحرير، مشددا على ضرورة تفعيل دور ودوائر واداء المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للكل الفلسطيني، اضافة الى تدهور اوضاع السلطة الوطنية وتراجع خيار حل الدولتين وكذلك عنصرية اسرائيل ورفضها للسلام وفشل حركة حماس ومعها الجماعات (الاسلامية) في تشكيل بديل عن منظمة التحرير وخصوصا بعد وصول مراهنات حماس لطريق مسدود.
كما تناول المحلل السياسي عبد المجيد سويلم النتائج السياسية المترتبة في حال التراجع عن مشروع اوسلو وحل السلطة الوطنية، مؤكدا ان الساحة الفلسطينية في مأزق مختلف عن مفهوم الازمة ولهذا المأزق ثلاث سمات وعدة عوامل مؤثرة فيه وترتبط بالتحولات العميقة في المجتمع الاسرائيلي وتحالف اميركي اسرائيلي جديد وحالة الدمار والتهميش العربية.
واستعرض الباحث الاقتصادي بمركز التخطيط د. مازن العجلة، التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الرؤية السياسية الفلسطينية، مشيرا للإجراءات المحلية والاقليمية والدولية التي ساهمت في تزايد حدة المشكلات الاقتصادية وانعكست على المواقف السياسية الفلسطينية الرافضة للمفاوضات السابقة وردة الفعل الفلسطينية على القرارات الاميركية بشأن القدس.