ابو قرع: مكبات النفايات مثالا ناجحا للتخلص من النفايات العشوائية
نشر بتاريخ: 24/04/2018 ( آخر تحديث: 24/04/2018 الساعة: 10:21 )
رام الله- معا- اوضح الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع ان معضلة التخلص من النفايات ومنها النفايات الصلبة ما ؤالت محل النقاش بين المختصين في هذا المجال، ومن ضمن وسائل متعددة يتم استخدامها للتخلص من النفايات الصلبة، وسيلة طمر النفايات في مكبات تم انشاؤها خصيصا وتستوفي الشروط الصحية والبيئية لذلك وتراعي احوال الناس القاطنين بالقرب منها.
واوضح ابو قرع ان من ضمن المكبات التي يتم استخدامها في البلاد وعلى نطاق واسع ومعروف من قبل بلديات عديدة، هو مكب "زهرة الفنجان" الذي يقع في محافظة جنين، الذي يعتبر وبشكل نسبي، من أفضل الامثلة لتصميم مكبات للتخلص من النفايات الصلبة، سواء من حيث الموقع، أو البناء، أو عملية الطمر والتخلص من النفايات، ويعتبرمثالا ناجحا على امكانية القضاء على ظاهرة مكبات النفايات العشوائية، غير الصحية والمضرة بيئيا، والمنتشرة بشكل كبير في بلادنا.
وبين ابو قرع ان مكب "زهرة الفنجان" يعتبر احد النجاحات في مجال البيئة في بلادنا، ورغم ذلك، ورغم ان مكب زهرة الفنجان بات يخدم مناطق أكثر وأوسع مما كان مخططا له مسبقا أو حين تم بناؤه، الا ان تداخل السياسة مع الاقتصاد مع البيئة والصحة والقرب من السكان وبالتالي انتشار الروائح الكريهة، يستدعي أخذ كل هذه الجوانب بعين الاعتبار، حين العمل من أجل تصميم أو بناء مكبات نفايات صلية جديدة، في المحافظات الفلسطينية المختلفة، والتي نحن الاحوج اليها.
واكد ان التخلص من النفايات الصلبة وغيرها من النفايات هي ضرورة بيئية وصحية، حيث أننا الاحوج لحماية البيئة وبكافة مصادرها، مع الزخم المتصاعد للبناء وللنشاط العمراني والسكاني، والمصادر الطبيعية المحدودة، فإن الانتباه الى الجانب البيئي لكل هذه النشاطات هو امر هام، ومن ضمن الاجراءات المطلوب القيام بها في هذا الصدد، وبالاضافة الى تطبيق القوانين البيئية الملزمة هو انشاء المكبات في ظل الشروط الصحية والبيئية، وبالتالي الانتهاء تماما من المكبات العشوائية ومن عملية حرق النفايات في الحاويات.
وقال ابو قرع ان من الاشكالات التي أحاطت او تحيط باستمرار عمل مكب "زهرة ألفنجان" والتي يجب أخذها بعين الاعتبار حين مناقشة عملية التخلص من النفايات الصلبة، هو الموقع، أو المكان الذي من المفترض أن تتواجد فية مكبات النفايات الصلبة، وبالاخص التأثير على السكان القريبين من المنطقة، وليس من الضرورة أن يكون هناك أثار صحية مباشرة، ولكن استمرار انتشار الروائح، مشيرا الى الازعاج، قد يكون لذلك أثار صحية غير مباشرة، أو بعيدة المدى على الناس في المنطقة، وبالتالي لا عجب أن تتواصل شكاوي المواطنين الذين يسكنون بالقرب من مكب "زهرة الفنجان"، من الروائح الكريهة، وبالاخص اذا بقيت النفايات الصلبة لفترة أطول من المفروض، قبل عملية طمرها.
واوضح انه ومن الامور الاخرى هو امكانية وصول النفايات الخطرة، من نفايات طبية وكيميائية وغيرهما الى مكبات النفايات العادية، مثل مكب" زهرة الفنجان"، حيث أن طريقة التخلص من النفايات الخطيرة أو التعامل معها تتختلف عن التخلص من النفايات العادية، واذا وصلت هذه النفايات الخطرة الى مكبات النفايات العادية، واحتمالات تسرب العناصر الكيميائية الخطيرة الى العصارة وبالتالي الى المياه الجوفية، وهذا بدوره يتطلب اجراء الفحوصات المخبرية الروتينية للعصارة، وكذلك تدخل الجهات الرسمية، من البيئة والصحة والحكم المحلي، للتأكد من أن النفايات الخطرة يتم التخلص منها بأسلوب علمي سليم.
واوضح انه من ضمن الاشكالات التي تحيط بمكبات النفايات المحدودة القدره، منها مكب "زهرة ألفنجان" هي القدرة الاستيعابية لهذا المكب، موضحا ان هذا المكب يغطي في الوقت الحاضر مناطق اوسع بكثير مما كان مخطط لة عند اقامته، حيث كان فقط مخصصا لمحافظات جنين وطوباس، أما الان ولاسباب مختلفة، لها علاقة بالسياسة والاحتلال والاقتصاد فانه يغطي حتى محافظات رام الله والبيرة، ونابلس، وغيرهما، وهذا بدوره، سوف يعمل على تقصير عمر المكب، وعلى احداث اشكلات تتعلق بعملية الاستقبال والطمر والتعامل مع النفايات المختلفة.
وقال ابو قرع اذا كانت عملية التخلص من النفايات الصلبة من خلال مكبات بيئية صحية هي الاولوية، فان عملية التقليل من النفايات الصلبة من الاساس هي من احد أهم المبادئ للتعامل مع مشكلة النفايات المختلفة، ومنها النفايات الصلبة، سواء من حيث التقليل من شراء المواد الاستهلاكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط، واتباع ثقافة الفصل بين النفايات، كما هي متبعة وبسهولة وبسلاسة وحتى بعائد اقتصادي بالاضافة الى العائد البيئي، في مجتمعات عديدة في العالم، وعملية فصل النفايات سوف تسرع أو تشجع عملية اعادة التدوير وبالتالي الاستفادة من كميات كبيرة من النفايات، مثل الورق والبلاستيك والزجاج.
واوضح انه وبالرغم من الملاحظات والشكاوي، فأن مثال مكب " زهرة ألفنجان"، كمثال ناجح بيئيا في بلادنا، يستدعي التفكير على المدى البعيد لابقاء هذا المكب يعمل، وبل مع عائد بيئي واقتصادي، اي العمل على انتاج الطاقة الكهربائية من النفايات او من تحللها او نتائج عملية التحلل، وهذا ما يتم في الكثير من البلدان في العالم، وحتى أن هناك دولا تقوم بشراء النفايات لانتاج الكهرباء منها في مكباتها، وبالاضافة الى انتاج االكهرباء، فإن انتاج السماد العضوي وبطريقة صحيحة من المكبات ومن ضمنها مكب "زهرة ألفنجان" يعتبر من المشاريع الناجحة، وبالاخص ان جزا كبيرا من النفايات الصلبة في بلادنا، هي نفايات منزلية، أي تحوي كميات كبيرة من المواد العضوية والطعام، وبالتالي امكانية استخدام السماد العضوي في المناطق الزراعية القريبة والبعيدة من المكب، مع عائد اقتصادي وبيئي وزراعي وصحي.