فتوى شرعية بضرورة مراعاة قداسة آيات الله وأسمائه عند التخلص من بقايا المطبوعات
نشر بتاريخ: 11/02/2008 ( آخر تحديث: 11/02/2008 الساعة: 12:59 )
القدس- معا- أصدرت دار الافتاء الشرعي في القدس فتوى تدعو الى الالتزام بقداسة آيات الله وأسمائه عند الخلص من بقايا المطبوعات, فيما يلي نصها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فقد بلغني أن بعض التجار يذهبون إلى الصين وغيرها سعياً وراء توفير الكلفة ، فيطبعون بعض الشعارات ومواد النشر ويعملون زخارف وغير ذلك.
ويكون من بين مواد الطباعة آيات قرآنية وأدعية إسلامية ... الخ ويزعم بعض المطلعين أن الزوائد من تلك المواد ترمى بشكل مهين أو تستخدم لأغراض تخل بقداسة مضامينها ، وإزاء ذلك أوضح أن جميع المواد المطبوعة التي تحوي ذكراً لاسم من أسماء الله أو كلامه سبحانه وتعالى أو رسله الكرام يجب أن تصان من الامتهان والإزدراء، سواء أكان ذلك متعمداً أم غير ذلك ، وتحت أي ظرف من الظروف ، ويحرم استخدامها بأي شكل أو أسلوب فيه هتك للصون والقداسة ، ويجب أن يتم التخلص من الزوائد بطريقة الحرق أو الدفن في التراب ، أو بأية طريقة أخرى يراعى فيها قداسة آيات الله وأسمائه الحسنى وحفظها من أن تدنس.
والأصل في المسلم أن يراعي قدسية القرآن الكريم وأن يصونه من أي امتهان سواء من شخصه أم من الآخرين ، وسواء في بلاد المسلمين أم في غيرها.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو" (صحيح البخاري، في الجهاد والسير)
وعلل هذا النهي في رواية لمسلم، بالتحرز من تعرضه للامتهان، عن نافع عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو". (صحيح مسلم، في الإمارة)
لذا فإن من يطبع مواداً تتضمن آيات من القرآن الكريم أو أسماء الله الحسنى أو أسماء أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، عليه أن يتأكد خلال عمله هذا أو بعد أن ينتهي منه، من جمع الزوائد المتبقية من تلك المواد لإرجاعها الى بلده أو اتلافها بالصورة المقبولة شرعاً.
وإلا فإنه يعتبر من المشاركين في إثم التعدي على آيات الله وأسمائه بالإمتهان والانتقاص ، والله تعالى يقول:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}(النساء: 140) وقال تعالى{ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون10}(الروم 10).
والإستهزاء بالآيات القرآنية قد يكون لفظياً أو فعلياً ، فكل تصرف فعلي أو تعبير لفظي يتضمن امتهاناً لآيات الله بصورة من الصور، فهو متضمن في مفهوم الاستهزاء وشمول معناه، والذي نعوذ بالله أن نقع فيه أو أن يقع في حباله أحد من المسلمين.