الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جلسة فاتيكانية فلسطينية مشتركة حول: مفهوم الحج

نشر بتاريخ: 27/04/2018 ( آخر تحديث: 27/04/2018 الساعة: 17:48 )
جلسة فاتيكانية فلسطينية مشتركة حول: مفهوم الحج
القدس -  معا-  عقد المجلس البابوي لحوار الاديان برئاسة الكاردينال جان لويس توران، واللجنة الفلسطينية للحوار برئاسة الشيخ الدكتور محمود الهباش، قاضي القضاة ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، لقاءً في روما، ضمن مذكرة التفاهم بين الطرفين، لمناقشة مفهوم الحج عند الديانة الإسلامية والديانة المسيحية، والعوامل المشتركة بين الديانتين.

وتركزت أوراق العمل حول فرائض الحج في الإسلام والديانة المسيحية، وربط مفهوم الحج إلى الأراضي المقدسة في فلسطين.

وقدّم الدكتور الهباش مداخلته بأهمية تعميق الحوار بين الديانات السماوية، وثمّن عمق العلاقة بين دولة فلسطين وحاضرة الفاتيكان والتي توجت بتوقيع الاتفاقية الشاملة بين الطرفين. كما رحّب باهتمام قداسته بالحوار مع العالم الإسلامي وعلى رأسهم الأزهر الشريف، وأشار على دلالة زيارة الكاردينال توران إلى السعودية مؤخرًا، وتوقيع مذكرة تفاهم مع رابطة العالم الإسلامي. وذكر بمقولة الرئيس عباس بأن الحج إلى فلسطين فريضة على المسلمين والمسيحيين، وأن زيارة مدينة القدس تعتبر زيارة للسجين وليس تطبيعًا مع السجان.

وقال الهباش إن الهدف الرئيسي للإجتماع هو بحث زيارة المسلمين والمسيحيين للأماكن المقدسة في فلسطين وتشجيع السياحة الدينية من كافة دول العالم لها، مضيفًا أن الاحتلال الاسرائيلي هو العائق الأكبر أمام حرية التنقل والوصول إلى الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في فلسطين وخاصة القدس وبيت لحم ومدينة الخليل.

وأشار إلى أن الأراضي المقدسة في فلسطين تخص جميع المسلمين والمسيحيين في شتى بقاع الأرض الذين عليهم واجب الدفاع عن مقدساتهم وحمايتها من العربدة والحصار المفروض عليها من قبل دولة الاحتلال، ورفع الصوت عاليًا من قبل حكومات العالم في وجه الاحتلال الذي يحول بين المؤمنين ومقدساتهم ويحاول بشتى الطرق والأساليب أن تبقى هذه المقدسات وحيدة وخالية من زوارها تمهيدا لتهويدها والسيطرة عليها وفرض حالة أمر واقع عليها.

من جانبه أكد رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان الكاردينال توران خلال الإجتماع ان الأماكن المقدسة في فلسطين يجب أن تكون مفتوحة أمام المؤمنين لزيارتها ووقف كافة الاجراءات التي تتخذها دولة الإحتلال للحيلولة دون وصول المسلمين والمسيحيين على حد سواء لأماكنهم المقدسة بكل حرية ودون أية معيقات تذكر.

وقدمت أوراق ودراسات من قبل الدكتور عمر عبدربه حول مفهوم الحج بالإسلام وربطه بالقدس والخليل وبيت لحم، كذلك قدم الأستاذ هاني أبودية ورقة علمية عن مفهوم الحاج بالديانات السماوية وخاصة المسيحية منها، ونبّه إلى استغلال وحرف مفهوم الحاج باسم الدين إلى فئة على حساب فئة أخرى بأيدولوجية منغلقة بعيدة عن المفهوم الصحيح للدين، كما واقترح أن يتم اصدار فيزا للحج للأراضي المقدسة. وفي النهاية ربط مفهوم الحج إلى روما والأراضي المقدسة والعمل بجهد مشترك مع ذوي الاختصاص حاضرة الفاتيكان.

وضمن ورشة العمل عرض فيلم وثائقي من قبل مستشار الرئيس الفلسطيني زياد البندك حول ترميم كنيسة المهد في بيت لحم بإشراف الرئيس عباس وبمساهمة سخية من دولة فلسطين والقطاع الخاص الفلسطيني وبعض الدول الصديقة. ومن طرفه شدد المحافظ عدنان الحسيني على اهمية زيارة المدينة المقدسة لدعم الوجود الفلسطيني المسيحي والاسلامي، ودعم صمود القدس بقطاعاته المختلفة. كما تحدث عن المعاناة التي يواجهها المقدسيين مسلمين ومسيحيين في مدينة القدس بسبب مماراسات الاحتلال الاسرائيلي.

وذكر السفير عيسى قسيسية أن البابا فرنسيس قد كرم فلسطين بزيارته لها واحتفل مع فلسطين بإعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيتين القديسة مريم بواردي والقديسة ماري الفونسين غطاس في الفاتيكان بتاريخ 17/5/2015، ومن الواجب أن تصبح الأديرة التي عاشتا فيها مزارات للحج المسيحي. واقترح السفير عيسى أن يتم تدريب كادر فلسطيني ليكونوا دليلاً سياحيًا للحج الكاثوليكي.

وأدار الجلسة المونسنيور خالد عكشة والذي قام وبالتعاون مع سفارة فلسطين لدى الفاتيكان بتنظيم هذا اللقاء الهام.

واتفق الطرفان على المتابعة الحثيثة وعقد لقاء في الأراضي المقدسة في فلسطين ضمن اللجنة المشتركة.
المصدر: موقع أبونا