الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلمة صالح زيدان في اجتماع المجلس الوطني

نشر بتاريخ: 04/05/2018 ( آخر تحديث: 04/05/2018 الساعة: 14:14 )
كلمة صالح زيدان في اجتماع المجلس الوطني
رام الله - معا - جاءت كلمة الرفيق صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بتاريخ 2/5/2018، كما يلي.

الأخ الرئيس أبو مازن
الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، الأخوة في هيئة الرئاسة
الأخوات والأخوة أعضاء المجلس الوطني
تحية لكم من شعبنا الصامد في قطاع غزة، تحية لكم من قلب هبته الجماهيرية، من مسيرات العودة وهي تجابه الحصار الإسرائيلي الغاشم، وتواجه صفقة القرن وسياسة ترامب وقراراته العدوانية المنسقة مع دولة الاحتلال، والهادفة لتصفية الحقوق الوطنية.
لقد رفعت مسيرات العودة راية الحقوق الوطنية المشروعة، وأعادت إلى الواجهة حق العودة، ورفعته عاليا طبقا للقرار 194، وبالترافق مع حق شعبنا في الحرية والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس.
لقد مثلت مسيرات العودة تطورا بارزا في التجربة الفذة لشعبنا وانتفاضته الباسلة منذ 6/12/2017، وجسدت ذلك النموذج المبدع والفعال في المقاومة الشعبية بوجهها السلمي من جانب، وأسلوب الإرهاب الدموي لدولة الاحتلال من جانب آخر.
أيتها الرفيقات ايها الرفاق
تنعقد الدورة الحالية لمجلسنا، وشعبنا يتطلع لقرارات تصدر عنه بتواصل الجهود لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية طبقا لاتفاق 12/10/2017، والحوار الشامل للفصائل الفلسطينية في 22/11/2017، وتكفل خروج حركتنا الوطنية من المأزق الصعب الذي تراوح فيه، وتوفير الدعم والحماية السياسية للانتفاضة ومسيرات العودة.
وفي هذا السياق فإن شعبنا في قطاع غزة، ومن موقع العطاء والتضحية، حيث قدم في مسيرات العودة لوحدها أكثر من 45 شهيدا وحوالي ستة آلاف وخمسمئة جريح، يدعو مجلسكم الموقر لحماية ودعم مسيرات العودة بأخذ قرار بالإلغاء الفوري للإجراءات العقابية المتخذة بحق أبناء غزة، وفي المقدمة صرف رواتب الموظفين كاملة، ودون اقتطاع 30% من رواتبهم، وهو ما يقتضي كذلم إعادة الاقتطاعات من الرواتب، وبمفعول رجعي منذ تطبيقها في آذار /مارس 2017 وحتى الآن.
إن مرتبات الموظفين، هي شريان الحياة الرئيسي للقطاع وتزداد أهميتها في ضوء اشتداد الحصار، وعدم استكمال عملية الإعمار، والأرقام الفلكية للبطالة والفقر، ووقف تلك المرتبات يأتي مع تخفيض وكالة الغوث لخدماتها والتهديد بوقفها في شهر أيلول/ سبتمبر القادم بسبب الأزمة المالية الحادة المتمثلة بالعجز في الموازنة والبالغ 200 مليون دولار عام 2018، وذلك بعد خفض واشنطن لمساهمتها المالية من 365 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، وتأثير ذلك المضاعف على مجتمع غزة الذي تزيد فيه نسبة اللاجئين عن 70%.
أيتها الأخوات أيها الأخوة، لمصلحة من يجري وقف صرف مرتبات موظفي السلطة والخصومات منها؟ وما الخطأ الذي ارتكبوه؟ وهم الملتزمون بقرارات الشرعية الفلسطينية بالتوقف عن العمل منذ عام 2007.
إن هذا الإجراء العقابي، لا يضغط على حركة حماس لكي تقبل بموجبات المصالحة. في الوقت الذي تواصل فيه حماس دفعها لنسبة عالية من رواتب الموظفين لديها، وتعوض عليهم النقص بتوزيع أراضي الشعب والدولة بطريقة خاطئة وغير قانونية.
إن فرض هذا الإجراء العقابي هو على أبناء م.ت.ف وهو لا يضغط لإنهاء الانقسام بل يغذيه، وهو تعميق لانفصال غزة عن الضفة الفلسطينية.
إن جذب فئات الشعب والتفافها حول م.ت.ف يتطلب معالجة عقلانية لمشكلاته، وليس تهميش قطاع غزة وفرض العقوبات على أبنائها، وهم الذين قاموا بعدة هبّات جماهيرية ضد الانقسام، وساعدوا بشكل فعال على إبرام اتفاقات المصالحة.
إننا مع رفع الظلم وجميع العقوبات عن غزة، فإضافة لصرف المخصصات، ضرورة رفع ضريبة الكهرباء لتحسين وزيادة ساعات إنارتها وكذلك إعادة العمل بالكامل بالتحويلات الطبية التي توقفت، وصرف مخصصات أسر شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي في 2014، واعتماد تفريغات 2005، ودفع رواتبهم مثل باقي الموظفين وغير ذلك من الأمور.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
لقد سعدنا كثيرا ونحن نسمع من الأخ الرئيس أبو مازن عن مشاريع الطاقة النظيفة وبناء المستشفيات، وغير ذلك من المشاريع في الضفة الفلسطينية، ولكن كم يحزّ في نفوسنا، ويحزننا ونحن لا نرى خطة مماثلة لغزة التي تغرق في الظلام، بساعات أربع للكهرباء يوميا. هذا فضلا عن تردي الأوضاع الصحية والتعليمية والاجتماعية واشتداد المعاناة من الأوضاع المعيشية حيث وصل معدل البطالة إلى 41%، ونسبة الفقر بين 60-65% والمياه ملوّثة بنسبة 95% فضلا عن ملوحتها العالية.
إن غزة تعيش في الدرك الأسفل من الجحيم، وكم كان بودّنا أن نسمع خطة لإنقاذ قطاع غزة، والتخفيف من أزماته المأساوية وهو على مسافة سنتين من الزمن عندما تصبح غزة مكانا غير قابل للحياة.
أيتها الأخوات أيها الأخوة
نقولها صراحة، أن هناك حاجة ملحّة لاضطلاع حكومة التوافق بكامل مسؤولياتها في قطاع غزة، ومهما كانت المعيقات والتي تقتضي من الجميع التدخل لإزالتها، وبروح المسؤولية الوطنية، وبعيدا عن التجاذبات والمناكفات السياسية.
إن على حكومة التوافق الشروع بمشاريع لخفض نسبة البطالة الأعلى في العالم ومكافحة الفقر وخاصة في أوساط الشابات والشباب ومخيمات اللاجئين، ووضع خطة للتخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعاناة الهائلة التي يعاني منها القطاع، ومعالجة أوضاع البنى التحتية، ووضع خطة لمعالجة أزمة الكهرباء، والشروع بتنفيذ مشاريع تنقية وتحلية المياه، ودعم المزارعين، وأصحاب المصانع والمؤسسات المدمرة.
وقبل كل ما تقدم، وبعده، العمل على رفع الحصار وانتظام فتح معبر رفح بشكل يومي بدلا من الوضع الحالي البالغ السوء.
إخوانكم في قطاع غزة يتطلعون إليكم، إلى قراركم بدعم وحماية مسيرات العودة من خلال وقف الإجراءات العقابية من السلطة بحق أبناء غزة، وانتشاله من جحيم المعاناة الهائلة.
وغير ذلك فمن العسير على أعضاء المجلس الوطني من قطاع غزة الدفاع عن مقرراته.

دمتم للوطن ودامت فلسطين
المجد للشهداء الحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى.