لم تمنعهم غزارة الامطار- اهالي الاسرى في طولكرم يعتصمون تضامناً مع ابنائهم
نشر بتاريخ: 12/02/2008 ( آخر تحديث: 12/02/2008 الساعة: 13:41 )
طولكرم- معا- تحت زخات المطر، وفي ظل اجواء باردة نسبياً سادت محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية كبقية محافظات الوطن، إعتصم أهالي الأسرى والمعتقلين أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة، رافعين صور أبنائهم الاسرى.
الحاجة ام شادي مطر "أبو سميرة" والدة الأسيرين التوأمين شادي وفادي مطر، بدأت حديثها "والدمع يملأ عينيها" بالتهاني والتبريكات لولديها، حيث يصادف اليوم الثلاثاء عيد ميلادهما، معربةً عن أملها ان تحتفل بهذه المناسبة في العام القادم وقد تحرر كافة الأسرى والأسيرات من كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وناشدت أم شادي قائلةً "اولادنا يعيشون ظروفاً قاسية في سجون الإحتلال، عندما نذهب لزيارتهم في سجن ريمونيم او جلبوع، لا نستطيع ان نراهم بوضوح جرّاء الزجاج المعتم الفاصل بيننا وبينهم، وعدم توفّر وسيلة جيدة للحديث معهم، فالجميع من الأهالي والأسرى يبدأون الصراخ والكلام بصوت مرتفع، مناشدة القيادة الفلسطينية والمؤسسات التي تعنى بالأسرى التدخل لدى سلطات الإحتلال لرفع المعاناة عنهم".
ولم يختلف حديث ام شادي عن حديث نادية الزغبي، والدة الأسير حاتم الجيوسي الموجود في سجن ريمونن والمحكوم بالسجن "25" مؤبد، موضحةً ان إدارة السجون تحرم الأسرى من الملابس التي يتم إدخالها عبر الأهالي، وتحرمهم الكنتينا، مؤكدةً ان إدارة السجون "تبيع" الأسرى في الكنتينا هناك بأسعار باهظة جداً فمثلاُ "علبة الشمينت" بــ 6 شيكل، عدا عن بقية المواد الغذائية.
وخلال حديثنا مع أمهات الأسرى، ومشاركتهن إعتصامهن الأسبوعي، وجدنا من الأمهات من تبكي بحرقة " لم ارى ولدي منذ يوم إعتقاله...قبل عدة سنوات" الإحتلال يحرمنا التصاريح بحجج أمنية واهية وفارغة وكاذبة، فكلما نطلب إستصدار تصريح زيارة يكون الجواب بالرفض "الأمني"، متسائلات .. ماذا يريدون من ام أسير عمرها فوق الــ 50 عام، وبماذا ضرّت المحتل بهذا العمر؟؟.
من جانبها، علّقت حليمة إرميلات مديرة نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم بالقول " الأسرى كافة يعيشون ظروفاً صعبة للغاية، لا كنتينا ولا سماح بدخول الملابس والأغطية، المحتل يمارس بحقهم ابشع الممارسات الوحشية.
واضافت إرميلات "ليس هذا فحسب، فالأهل لهم نصيب كبير في ذلك، خلال توجههم لزيارة ذويهم في سجون الإحتلال، وعبر المعابر والحواجز العسكرية الإسرائيلية، هنالك تفتيش مذل ومهين، وهنالك ساعات طويلة من الإنتظار في الشتاء تحت البرد والمطر، وفي الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة، فالإحتلال يمارس عمليات إذلال جماعية بحق أهالي الأسرى".
وللحقيقة، لا يخلوا الإعتصام الأسبوعي من الضحك والمزاح، فامهات الأسرى يرين بعضعن البعض في هذا اليوم اللواتي يجتمعن فيه، يتبادلن الأحاديث الشخصية، والأمور الإجتماعية العامة، في محاولة منهن ان يتناسين الآلام والجراح والمعاناة، التي تلحقهن ولا تفارقهن صباح مساء والمتمثلة بصورة الأسرى ومعاناتهم.