منتدى شارك الشبابي ينظم حلقة نقاش حول استدامة المتطوعين الشباب داخل المؤسسات
نشر بتاريخ: 12/02/2008 ( آخر تحديث: 12/02/2008 الساعة: 15:50 )
رام الله- معا- أوصى مهتمون مختصصون في العمل التطوعي بضرورة تشكيل فريق وطني لإعداد برنامج عمل من أجل تفعيل العمل التطوعي في فلسطين وبحث استدامة المتطوعين الشباب في داخل المؤسسات، وإنشاء مركز للدراسات يعنى بالعمل التطوعي، وبلورة ميثاق عمل بين المؤسسات للعمل مع المتطوعين، وإنشاء اتحاد خاص بالمتطوعين يشرف على تدريبهم وتوزيع المهام عليهم وينظم طاقاتهم، ووضع القوانين لتنظيم عمل المتطوعين داخل المؤسسات، وضرورة استثمار خبرات المتقاعدين في مجال العمل التطوعي، وتعزيز فرص الحصول على الوظيفة لهم في داخل المؤسسات المتطوعين فيها، وعدم تسييس العمل المؤسسي ومحاربة الفئوية فيها.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها أمس منتدى شارك الشبابي في مقره برام الله وغزة عبر نظام الفيديو كونفرنس حول "استدامة المتطوعين في المؤسسات الشبابية الفلسطينية"، بمشاركة ممثلي اتحاد الشباب الفلسطيني والهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" ، ومؤسسة تعاون لحل الصراعات، مركز حقوق الإنسان والمشاركة الديمقراطية "شمس"، ملتقى الطلبة (بيت لحم)، مؤسسة قيادات جمعية الثقافة والفكر الحر (خان يونس)، جمعية الإنسان التنموية (القرارة)، جمعية شباب بلا حدود (القرى الشرقية)، جمعية رعاية الطالب(النصيرات)، مؤسسة هدف(غزة)، صوت المجتمع(غزة)، المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع بانوراما(غزة)، النادي الجماعي(حي البرازيل/رفح)، جمعية يبوس الخيرية(رفح)، جمعية غسان كنفاني(بيت حانون)، والهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين(جباليا).
وشدد المشاركون في الورشة على دعم وإسناد المؤسسات العاملة في مجال العمل التطوعي وضرورة وجود قانون أو لائحة لتنظيم العمل التطوعي والشبابي أو قانون يعالج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للشباب أو للعمل التطوعي.
وأكدوا كذلك على وجود نقص واضح في عدد المدربين في البرامج والأنشطة التطوعية المختلفة، مطالبين بتشكيل مجلس أو هيئة تطوعية في كل محافظة من المؤسسات العاملة في المجال الشبابي والتطوعي في المحافظة بالإضافة إلى البلديات وممثل عن مديرية الشباب والرياضة في تلك المنطقة وتكون مهمة هذا الجسم العمل على تطوير العمل الشبابي ووضع الخطط والاستراتيجيات ومساعدة وتمكين المؤسسات الشبابية في المحافظة.
وطالبوا بضرورة أخذ الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة لدورها لما لها من دور مؤثر وأساسي لتطبيق وترسيخ مفهوم العمل الشبابي التطوعي في الحياة العامة وإبراز دور الشباب في بناء وتطوير المجتمع. وأن تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل التطوعي وأهميته ودوره التنموي على أن يقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب.
وتحدثت مديرة الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب" بيالارا" هانيا البيطار: حول أسباب عزوف الشباب عن العمل التطوعي في فلسطين، عدم توفر الدافع الشخصي، عدم الشعور بالانتماء، عدم توافق الاهتمامات الذاتية مع أهداف ونشاطات المؤسسة، عدم مراعاة المؤسسة للوضع الاقتصادي للمتطوعين، عدم مصداقية بعض المؤسسات، وعدم تمكين المتطوع من تحقيق ذاته،
وأكد أن إستراتيجية المؤسسة إزاء المتطوعين يجب أن تتضمن أهدافها: آليات التنفيذ، نوعية وخلفية المتطوعين، آلية التعامل معهم، وكيفية اختيارهم، ومراحل تدريبهم، وتفعيل عملهم التطوعي وتحفيزهم، وصولا إلى تحقيق الانتماء واستدامة وتنمية العمل التطوعي.
بدوره أكد مدير مركز شمس عمر رحال: على انعدام التنسيق بين المؤسسات، في ظل غياب محترفين في العمل التطوعي، وانعدام الاهتمام بالعمل التطوعي، واحتكار المناصب والمفاصل الرئيسية في المؤسسات، ووجود استغلال للمتطوعين من قبل المؤسسات، مشيرا إلى أن المشكلات النفسية تجاه المتطوعين ناجمة عن "التنافس بين المتطوع والموظف"، والخوف من المتطوعين من قبل المؤسسات، عدم المساواة بين المتطوعين، وانعدام الحقوق وغياب الحوافز للمتطوعين وعدم تقدير للجهود الطوعية.
وشدد على أن عوامل جذب المتطوعين والاستدامة تتمثل في: البيئة الصحية والتنظيم الإداري والتسلسل الوظيفي في المؤسسات، وضرورة غرس قيمة العمل التطوعي في الشباب من قبل الأسرة والعائلة، وتدريب وبناء قدرات المتطوعين والمتطوعات لما له من أهمية في التنمية الاقتصادية، والحد من البطالة بين الشباب، وقال جازما لا يوجد أبحاث نوعية خاصة بالعمل التطوعي، بالإضافة إلى غياب البرامج الخاصة في المؤسسات لتفعيل العمل التطوعي أو تقديم مشاريع خاصة بالمتطوعين، والتركيز على العمل التطوعي الاحترافي، وضرورة إنشاء مركز للدراسات يعنى بالعمل التطوعي.
من جهته استعراض السكرتير العام لمنتدى شارك الشبابي سفيان مشعشع: واقع استدامة المتطوعين في المؤسسات الشبابية من وجهة نظر المؤسسات الشبابية، وتحدث عن مشكلة التطوع تكمن في الاستدامة وليس في التطوع، وإقحام الفئات غير الشابة في التطوع.
وأشار إلى انحدار مستوى المعيشة في المجتمع الفلسطيني، وتراجع القيم الحامية للشعب الفلسطيني، مؤكدا على أن هنالك فرص لإعادة الحيوية للعمل التطوعي.
وقال مشعشع إن المؤسسات لم تستطع إحسان العمل مع المتطوعين، مؤكدا أن العلاقة بين المؤسسات والمتطوعين كانت علاقة استغلالية، لذلك يجب الإقرار بمشكلة في التعاطي مع المتطوعين والاعتراف بسهولة معالجتها وحلها عن طريق الخروج بميثاق عمل بين المؤسسات للعمل مع المتطوعين.
فيما استعرضت المتطوعة أريج عطا الله من غزة: واقع وتجارب المتطوعين في المؤسسات الشبابية من وجهة نظر المتطوعين: وتحدثت عن تجربة التطوع في بعض المؤسسات، وقالت إنها عبارة عن استغلال للمتطوعين، بالإضافة إلى أن المتطوعين يعانون من رفض العائلة، منوهة إلى أن التطوع يشكل قيمة اجتماعية، منتقدة عدم اهتمام الجامعات بزيادة الوعي بالتطوع في المجتمع.
وأضافت أن معظم المؤسسات تطلب عدم إدراج فترة التطوع في السيرة الذاتية، بالمقابل فان المؤسسات الدولية تعمل على تشجيع العمل التطوعي.
ووجدت عطا الله أن التطوع أثر في شخصيتها بشكل عام، ودعت إلى وجوب العمل على بناء جيل متطوع وتوعية المؤسسات بمعنى ومفهوم التطوع من حيث عدد الساعات والمكافآت.
أما المتطوعة روان داغر/ حملة الحق في التعليم ـ بيرزيت: وخلاف لأريج قالت: أنها تلقت دعما من الأهل للعمل التطوعي والمجتمعي، مبينة إلى أن والدها كان يبحث لها عن فرص المشاركة في العمل التطوعي منذ أن كان عمرها 12 عاما.
وقالت إن المتطوع يواجه مشكلة في عدم وجود المردود المادي وتغطية المواصلات، مؤكدة أن معظم الشباب لا يوجد لديهم حاليا انتماء للوطن بسبب مجموعة من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
مشاكل المتطوعين:
وأوضحت أن المشاكل التي يتعرض لها المتطوعون تتمثل في استغلال المؤسسات لهم بشكل سيء، واقتصار مفهوم التطوع على مجموعة معينة من الأشخاص، بالإضافة لمفهوم العولمة والواسطات في مجال تغطية ساعات العمل التطوعي للجامعات الفلسطينية، وانعدام التقدير لقيمة العمل التطوعي، وبالتالي عزوف الشباب عن العمل التطوعي.
بدوره شرح الناشط الشبابي محمد العروقي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/غزة : آليات استقطاب واستدامة الشباب ببرامج العمل التطوعي.
وكان قد افتتح الورشة المدير التنفيذي لمنتدى شارك بدر زماعرة، وإيمان البيوك من المنتدى في غزة، بكلمة أكدوا فيها على أهمية العمل التطوعي، وعلى أهمية الورشة لما لها علاقة بالخروج بتوصيات قد تسهم في استدامة العمل التطوعي وتفعيله.