شقير: نقل السفارة يمثّل خطراً على السلام العالمي
نشر بتاريخ: 12/05/2018 ( آخر تحديث: 12/05/2018 الساعة: 07:20 )
بيت لحم - معا- قال الكاتب والأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير ان خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تتمثل في أنها أفضل وصفة لإبقاء التوتر وزيادة النزاعات في منطقتنا، ولاسيما في فلسطين، وهي عبارة عن تعبير عن تجاهل فظ للقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر الجزء الشرقي من القدس الذي احتِلّ عام 1967 على أيدي القوات الإسرائيلية الغازية أرضاً محتلة.
وأضاف في حديث لـ"شرق وغرب": يتجاهل قرار ترامب هذا القرارات الشرعية الدولية وقرارات رفض احتلال الجزء الشرقي من القدس، فإن ترامب يتبرع من خلال إهداء هذه المدينة الفلسطينية المحتلة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن ليس له الحق في أن يتبرع بأرض الفلسطينيين إلى الإسرائيليين المحتلين، فهذا يعني أنه يمهّد إلى إدامة النزاع، ويمهّد إلى المزيد من الضحايا، ويمهّد إلى المزيد من التوتر، وبالتالي هذا يعني أنه لن يكون هناك تسوية قريبة عادلة تعترف بالحقوق الثابتة للفلسطينيين في وطنهم، مشيراً الى أن هذا جزء واضح من صفقة القرن التي يعمل عليها ترامب وفريقه المحيط المؤيدين للاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتابع: حينما تصبح القدس جزءً من دولة الاحتلال لن يكون هناك حل على الإطلاق، حيث أنه لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية حسب القرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالأراضي التي احتلت عام 1967 من دون القدس، وبالفعل لا يمكن إقامة دولة دون القدس. فالقدس هي مركز فلسطين، ولا قيمة للدولة من دون القدس.
وواصل: إجراء نقل السفارة وضم الجزء الشرقي من القدس إلى دولة الاحتلال يعني المزيد من التهويد والتضييق على المقدسيين ومصادرة ممتلكاتهم وفرض ضرائب باهظة عليهم وسحب هوياتهم وتهويد التعليم في المدينة، بالإضافة إلى تهويد مناطق وأحياء وشوارع وأجزاء عديدة في المدينة تحت مسميات مختلفة.
وأشار الى ان هذا إجراء ظالم وأحمق ومتهور من رئيس لا يفهم في السياسة، وهو يعمل على توتير الأجواء سواء أرادَ أو لم يرد وسواء أدرك أو لم يدرك، كما يعمل على إساءة سمعة أمريكا ليس فقط على مستوى فلسطين أو الوطن العربي وإنما على مستوى العالم أجمع بسبب البلطجة التي يمارسها من البيت الأبيض ضد الشعب الفلسطيني وضد أي شعب أو دولة لا تمتثل لأوامره وأوامر إدارته.
وواصل شقير يقول: هذا يعني أن هذا الرئيس يمثل خطراً على السلام العالمي ويمثل خطراً على قضايا الشعوب ويمثل خطراً على مصالح الشعب الأمريكي نفسه، لأن أمريكا في منطقتنا ولاسيما في فلسطين وفي القدس على وجه الخصوص، مكروهة إلى حدِّ بعيد بسبب هذه الغطرسة وعدم الأخذ بالاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني. وكذلك الاستهانة بهذه المصالح، وعدم الاكتراث بمشاعر الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وكذلك عدم احترام مشاعر الشعوب العربية ومشاعر جميع محبي السلام والحرية في العالم سواء منهم المسلمين أو المسيحيين.
وتابع: ستُنقل هذه السفارة إلى المقر الذي تداوم فيه القنصلية الأمريكية الآن على الأرض المُصادرة، وستنتقل منها أعمال السفارة باعتبارها سفارة عاصمة الولايات الأمريكية المتحدة في القدس، وأيضاً سيجرّ هذا الأمر إلى تداعيات عدّة، من بينها أن بعض الدول المتواطئة مع الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات ترامب أو حتى الخاضعة لهذه السياسات ستحاول نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، وبالتالي سيضاعف هذا من المعاناة وسيضاعف من استفزاز مشاعر الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة، وسيتسبب في المزيد من التوترات وأعمال النضال والاحتجاج السلمي ضد هذه السياسات.
وختم حديثه بالقول: أتوقع أن هذا الإجراء الأحمق والمتهور الذي لا يحترم مشاعر الناس سيتسبب في المزيد من التوتر وسوف يبعد أفق السلام المنشود، ولن تكون هناك تسوية سياسية عادلة إلا من خلال إلغاء هذا القرار أو بالاعتراف الصريح بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة لهم ذات سيادة على الأراضي التي احتلت عام 1967 ومن ضمنها الجزء الشرقي من القدس، والاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم عن سنوات المعاناة الطويلة التي قاسوا وعانوا فيها في بلدان الشتات أو في مخيمات اللجوء.