عباس زكي و السنيورة وكارين ابو زيد يطلقون مخطط إعادة إعمار مخيم نهر البارد
نشر بتاريخ: 12/02/2008 ( آخر تحديث: 12/02/2008 الساعة: 22:01 )
لبنان-معا-أطلق رئيس مجلس الوزراء اللبناين فؤاد السنيورة، وممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كارين كونينغ ابو زيد في السراي الكبير، قبل ظهر اليوم، المخطط التصميمي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة
جاء ذلك بحضور عدد من السفراء العرب والاجانب وممثلين عن قيادة الجيش ورئيس مجلس ادارة شركة "خطيب وعلمي" سمير الخطيب، وتخلل المؤتمر عرض خطط وتصورات إعادة بناء المخيم والمناطق المجاورة.
وقال السنيورة ان الحكومة اللبنانية التزمت بالشعار الذي اطلقته بعد نزوح الفلسطينيين من المخيم اثر بدء المعارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام، وهو "خروج مؤقت، رجوع مؤكد، اعادة اعمار المخيم محتمة".
واضاف ان اعادة بناء المخيم ستتم "على المساحة نفسها مع مراعاة للنسيج المجتمعي لسكانه وبما يضمن الحياة الكريمة والآمنة للقاطنين فيه".
واشار الى ان "حوالى 1500 عائلة عادوا الى معظم القسم الجديد من مخيم نهر البارد وان احوالهم صعبة، لكن الجهود لم ولن تتوقف لتحسينها".
وقال ان "ورشة ترميم كبيرة بدأت في القسم الجديد من المخيم منها الجزئي والسريع، على ان تشمل المرحلة الثانية وبالتعاون مع منظمة الأنروا اعادة اعمار ما تهدم بالكامل"، اي القسم القديم من المخيم.
واوضح ان المخطط "اتى نتاج تنسيق وثيق وكثيف بين الحكومة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية".
واعرب عن امله في "ملاقاة المجتمعين العربي والدولي لتأمين التمويل اللازم لانجاز المخطط".
وتبلغ الكلفة الاجمالية لاعادة بناء مخيم نهر البارد القديم والبنى التحتية 174 مليون دولار.
وقال: "لقد وعدت الحكومة اللبنانية ووفت بوعدها، فحوالي 1500 عائلة عادوا إلى معظم القسم الجديد من مخيم نهر البارد في تأكيد على أن الحكومة حريصة على عودتهم إلى منازلهم، أحوالهم صعبة، لكن الجهود لم ولن تتوقف لتحسينها، وأطلقت ورشة ترميم كبيرة في هذا القسم الجديد من المخيم منها الجزئي والسريع، على أن تشمل المرحلة الثانية وبالتعاون مع منظمة الأونروا إعادة إعمار ما تهدَّم بالكام،. ثم إن الناس بدأوا بتفقد ممتلكاتهم في القسم القديم من المخيم، وستبدأ عملية رفع الأنقاض فور انتهاء هذا الإجراء، وها هو المخطط التصميمي لإعادة إعمار المخيم نضعه أمام الرأي العام بشفافية، هذا المخطط أتى نتاج تنسيق وثيق وكثيف بين الحكومة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكافة الجهات المعنية، والأهم في شراكة مع الإخوة اللاجئين الفلسطينيين من قاطني المخيم، ما يقطع الطريق على كل من يحاول المتاجرة بهذه القضية الإنسانية، إن ما جرى في مخيم نهر البارد يستدعي من كل منا استقاء الأمثولات والعبر البناءة عساها تسهم في بناء راسخ للثقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني".
ثم تحدث عباس زكي فقال: حظيت السنة الماضية بنصيبها من المأساة والدمار. فمن أجل التخلّص من مجموعة "فتح الاسلام" التي استولت على مخيم نهر البارد، كانت النتيجة اقتلاع المخيم بأسره، وتدمير ممتلكاته وتعطيل حياته بشكل كامل، وهذا ما يستمر حدوثه اليوم. هنا يجب أن نعترف بأنّ طبيعة وحجم الدمار الذي لحقَ بالمخيّم خلق شكوكاً ومخاوف جدّية وخصوصاً فيما يتعلّق بمسألة اعادة إعمار المخيّم، وخاصة إن مسألة إعادة إعماره طال انتظارها ورافقها الكثير من المخاوف والشائعات. وأخيراً إن هذا اليوم، يجلب الوضوح للإرباك والسكون والهدوء للمخاوف بالإضافة الى خيط أمل لأهالي مخيم نهر البارد.
ونوه زكي بالخطة قائلا: إن الخطة التمهيدية هي نتاج عملية مشتركة بدأ العمل عليها أواسط حزيران عام 2007، مدعومة من القيادة الفلسطينية برئاسة فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة اللبنانية برئاسة دولة الرئيس فؤاد السنيورة مؤكدين أن النزوح مؤقت وإعادة الاعمار مؤكدة والعودة حتمية. وهي ترتكز على مبادئ وأفكار انبثقت من سكان مخيم نهر البارد أنفسهم عن طريق مساعدة الاونروا وشركة خطيب وعلمي وهيئة إعادة إعمار مخيم نهر البارد. وبهذا يقدم مخيم نهر البارد نموذجاً للشراكة قلّ وجودها من قبل في منطقة الشرق الاوسط، هذه السابقة لم تكن لتتحقق لولا كدّ واجتهاد الاهالي في المخيم وثقتهم بأنفسهم فضلاً عن دعمهم ومباركتهم للحكومة اللبنانية. إن موافقة الحكومة اللبنانية على هذا المشروع وإقرارها لهذه العملية انما يدل على وجود نوايا وتطلعّات حسنة اتجاه أهالي مخيم نهر البارد. هذه المبادرة الطيبة تؤكد أن المخيم سيعاد إعماره بحيث يكون ملائم لسكانه ويوفر عودة الحياة الطبيعية لجميع المرافق الحيوية داخله.
وقال زكي: ومن موقعي هذا ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني، أتقدم بالشكر الى دولة الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته، والى السفير خليل مكاوي رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، والسيد ريتشارد كوك مدير عام وكالة الأونروا وطاقم عمله، وخطيب وعلمي وسمير الخطيب مدير شركة خطيب وعلمي، وأخيراً هيئة إعادة إعمار مخيم نهر البارد. إن الخطة التمهيدية المقترحة ليست خطوة صحيحة ومهمة نحو إعادة الاعمار فحسب بل ان طريقة تطويرها وما تنضوي عليها هو إنجاز كبير متزامن مع تداعيات جوهرية على مجتمع مخيم نهر البارد وعلى معنى ودور مخيّمات اللجوء بشكل عام.
وقالت ابو زيد في المؤتمر ان "المهمة لن تكون سهلة (..) وما من منظمة تستطيع القيام بذلك وحدها"، مطالبة بدعم "مستدام من الجهات المانحة".
واشارت الى ان "اعادة بناء نهر البارد ستكون اكبر مشروع تضطلع به الانروا".