نشر بتاريخ: 21/05/2018 ( آخر تحديث: 22/05/2018 الساعة: 11:55 )
بيت لحم - معا - قال قائد حركة حماس يحيى السنوار إن الحراك الوطني الفلسطيني في مسيرات العودة أجمعت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، معتبراً أنه حقق حتى الآن جملة الأهداف الاستراتيجية منها تسجيل شهادة الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، بناء سد منيع لصد المؤامرات التصفوية التي يُراد بها تصفية القضية الفلسطينية، إعادة حق العودة إلى ذاكرة الأمة العربية والإسلامية وصولاً إلى إسقاط النظرية التي تقول إنه لا محل للقضية الفلسطينية في جدول اهتمامات العالم.
وفي
لقاء مع الميادين ضمن حوار خاص الذي سيبث السبت عند الساعة 23 ليلاً، أشار السنوار إلى ان الشعب الفلسطيني اختار مسار المقاومة الشعبية والحراك السلمي لأن الظروف أوجبت عليه هذا الخيار في هذه المرحلة بالذات، لافتاً إلى أن ذلك لا يعني التخلّي عن الخيارات الأخرى، وأضاف "في جعبة شعبنا الكثير من الخيارات الأخرى، وخيار المقاومة المسلّحة لا يزال موجوداً على الطاولة".
وعن المرحلة المقبلة، كشف السنوار عن أن فعاليات عدة ستشارك في مناسبة قادمة، لتبلغ ذروتها ما بين الخامس (يوم النكسة) والثامن من حزيران/ يونيو المقبل (يوم القدس العالمي)، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيعبّر عن مقاومته الشعبية خلال هذه الأيام.
المقاومة راكمت قوّتها وحياتنا ليست أغلى من الشهداء
وعن التهديدات الإسرائيلية التي تطال قادة المقاومة الفلسطينية، قال السنوار "حياتنا ليست أغلى من حياة أي شهيد قدّم روحه رخيصة في سبيل الوطن وهذه المقدسات، أرواحنا ليست أغلى من أرواح أصغر شهيد ضحى بدمائه وروحه في سبيل هذا الوطن".
ونفى قائد حركة حماس أن تكون هناك أية اتفاقات بين الحركة والقاهرة لوقف الحراك ومسيرات العودة، وتابع "هذا الحراك مستمرّ حتى يحقق شعبنا أهدافه كاملة .. وعلى رأسها مسر الحصار مرة واحدة وإلى الأبد".
وعن
تطوّر قدرة المقاومة العسكرية في غزة، أشار السنوار إلى أنه ومنذ نهاية العدوان على القاطع عام 2014 استطاعت فصائل المقاومة بصورة عامة وكتائب القسام بصورة خاصة أن تراكم قوّتها وأن تطوّرها نوعياً، مشدداً على أن اللجوء إلى خيار المقاومة السلمية والشعبية لم يتم بسبب الشعور بالضعف أو بقلّة الحيلة.
علاقتنا في "غاية القوة" مع طهران و"ممتازة" مع حزب الله
وأكد السنوار أنه في حال شنّت إسرائيل عدواناً على غزة، فإن "لدى المقاومة مفاجآت جديدة"، لافتاً إلى أن "علاقة الحركة التي يرأسها ممتازة للغاية مع حزب الله اللبناني وأن الاتصالات شبه يومية بين الطرفين"، بحسب تعبير السنوار.
أما عن العلاقة مع إيران، فوصفها السنوار بأنها "في غاية القوة والمتانة والدفء"، مذكّراً أن "هذا البلد لم يقصّر خلال سنوات ما بعد عدوان 2014 في دعم المقاومة بالمال والعتاد والخبرات".
وعبّر السنوار عن رفض "حماس" أي عدوان إسرائيلي على أيّة دولة، وخاصة إذا اعتدى على أحد أطراف المقاومة في المنطقة، مضيفاً "سنقف إن شاء الله بكل ما أوتينا من قوة لنعبّر عن موقفنا واضحاً صريحاً لا تلجلج فيها ولا تردد".
وأعرب عن ثقته في الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية بأنها قادرة على أن يكونوا رديفاً وسنداً للمتظاهرين في غزة، مطالباً حركة "فتح" أن توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وأن ترفع القبضة الأمنية عن الجماهير في تلك المنطقة، بحسب تعبير السنوار.
وردّاً على ما يُحكى عن صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخراً، تمنّى السنوار لعباس الصحة والعافية، قائلاً إن "حماس" بابها مشرّع لعمل وطني مشترك وموحّد يتم الالتقاء خلاله في مجلس وطني توحيدي.
وتحدث السنوار عن استمرار حالة الانقسام والإجراءات العقابية والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، قائلاً إن الشعب الفلسطيني بدل أن يدخل في المناكفات الداخلية ذهب إلى المسار الثوري من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار.
وعن مسألة تأمين
رواتب الموظفين في قطاع غزة وتعثّر المصالحة، كشف السنوار أنه خلال الفترة الأخيرة استلمت الإدارات والوزارات المعنية في القاطع، قطاع البضائع الواردة من الجانب المصري لتدفع من خلال الجباية المتحصّلة عليها رواتب الموظفين.
الصفقات لا تمرر علينا..
وتابع رئيس حركة "حماس" بالقول إن الحركة ليست بصدد اتخاذ أية أجراءات دراماتيكية باتجاه المعابر في الفترة حالية، حيث أن لا زال الباب مفتوحاً أمام مشاريع الحوار الوطني الفلسطيني بالرغم مما حصل في 30 نيسان/ أبريل الماضي"، على حد قوله.
ونفى السنوار أن يكون قد مورّس أي ضغط من أية جهة كانت على "حماس" للقبول بأيّة تسويات أو صفقات من قبيل "صفقة القرن"، مضيفاً "نحن جاهزون لكي نفنى جميعاً حتى آخر طفل فينا ولا تُمرّر علينا مثل هذه الصفقات، ونحن لا يمكن أن نستجيب لأي ضغط".
كما نفى ما يُحكى عن ترؤسه لوفد "حماس" إلى القاهرة قريباً، لافتاً إلى أنه لا يوجد عن هكذا وفد حتى الآن.
أقول لأهالي الأسرى: نتنياهو وحكومته يكذبون عليكم
وعن محاولة تفجير موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدلله، كشف السنوار أن المجموعة التي صوّرت هذه العملية هي نفس المجموعة التي حاولت اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم قائد قوى الأمن في قطاع غزة يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وذلك بعد أسبوعين فقط من توقع اتفاق المصالحة في القاهرة.
ورأى السنوار أن
الجهات التي كانت تقف وراء التفجيرين أرادت تفجير عملية المصالحة، "وللأسف الشديد فقد نجحت نجاحاً كبيراً .. لم تنجح في المرة الأولى ولكنها نجحت إلى حد بعيد في المرة الثانية"، على حد قول السنوار، متهماً جهات في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في رام الله بالوقوف خلف التفجير الذي استهدف الحمدلله، بالاشتراك مع جهاز الشاباك الإسرائيلي، بهدف قتل المصالحة.
وعن
اغتيال العالم الفلسطيني الشهيد فاد البطش، وجّه السنوار الاتهام إلى ذات الجهة التي اغتالت مازن فقهاء، الموساد الإسرائيلي، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن التحقيقات في هذه القضية لم تكتمل بعد.
ووجه السنوار رسالة إلى أهل
الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة، قائلاً إن رئيس الحكومة الإسرائيلين بنيامين نتنياهو وحكومته يكذبون عليهم ليل نهار، وتابع "وكذبوا عليكم من قبل حين سوّقوا لكم وخدعوكم وجعلوكم تقيمون جنازات لأبنائكم وهم لا يعرفون حقيقة أنهم أحياء أو أموات، كذبوا عليكم أكثر من مرّة ولا زالوا يكذبون عليكم وسيظلّون يكذبون عليكم ما لم تأخذوا زمام المبادرة بأيديكم وترغمونهم على أن يعقدوا صفقة لتبادل الأسرى، وأبناءكم لن يعودوا إليكم ولن يروا شمس الحرية من جديد حتى يرى أسرانا شمس الحرية من جديد".