الطريق الى الاقصى .. واجراءات الاحتلال المعقدة
نشر بتاريخ: 25/05/2018 ( آخر تحديث: 26/05/2018 الساعة: 11:57 )
رام الله - معا - تقرير فراس طنينة - احتشد الالاف منذ ساعات الصباح الأولى، عند حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة، للوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية لشهر رمضان المبارك، في ظل إجراءات عسكرية اسرائيلية مشددة، شهدت اعتقالات واعتداءات على المواطنين وتفريق العائلات.مسربان أحدهما مخصص للنساء، والآخر للرجال، كل مسرب نصبت عليه عدة حواجز للتفتيش والتدقيق، ويمر المواطنون من بين عشرات الجنود وفوهات البنادق موجهة للمارين.وتقول رسيلة شماسنة من سكان بلدة قطنة، وهي والدة الشهيد محمد شماسنة، إن جنود الاحتلال اعتدوا على طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، وأبعدوه عن والده، وأجبروا والده على دخول القدس، فيما أعادوا ابنه، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وعلى كل من حاول مساعدته.وتؤكد أن سلطات الاحتلال تحاول أن توجه رسائل إلى العالم بأنها تتيح للفلسطينيين أداء الصلاة في أماكن العبادة، ولكن ما يجري هو العكس، وتطالب الشعب الفلسطيني بأن يتوجه إلى القدس للتأكيد على أنها مدينة فلسطينية، وأن لا الولايات المتحدة ولا الاحتلال يستطيعون تغيير حقيقة عروبة وإسلامية المدينة المقدسة.المنطقة المخصصة لمرور النساء تشهد كثافة كبيرة من حيث مرور النسوة، واللاتي لا يخضعت لفحص بطاقة الهوية، باعتبار أن العمر مفتوح لمرورهن يوم الجمعة، ولكن من يكون برفقتها أطفال، فإنهم يخضعون للتدقيق، وكثيراً ما أعاد الجنود أطفال زادت أعمار عدة أشهر فقط عن 12 عاماً.من ناحيتها، تقول سرية طناطرة أن الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس إلا في شهر رمضان المبارك، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون كل هذه الالاف موجودة على الحواجز، لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وتحمل مشاق السفر والتنقل، والخضوع للتفتيش.وتؤكد طناطرة أنها اضطرت لأداء الصلاة على حاجز قلنديا الأسبوع الماضي، بسبب عطل طرأ في الآلة المخصصة للفحص الجسدي، فأعاد الجنود كل النساء، وأجبرن على أداء الصلاة على الحاجز.الشرطة الفلسطينية تتواجد على بعد مئات الأمتار لتنظيم حركة السير، لا سيما في ظل تدفق مئات الحافلات من محافظات شمال الضفة الغربية ورام الله والبيرة.المسافة التي يقطعها الفلسطينيون للوصول إلى الحاجز تزيد عن الكيلو متر وبعضها تزيد عن الكيلومترين، وبالتالي فإن كبار السن والنساء يحتاجون للمساعدة، وهو ما يقوم به ضباط إسعاف جمعية الهلال الأحمر والمتطوعين، وضباط الدفاع المدني والمتطوعين، وضباط ومتطوعي الإغاثة الطبية، وحتى رجال الشرطة وقوى الأمن بلباسهم العسكري والمدني.ويتواجد الارتباط العسكري الفلسطيني في المنطقة، ويقوم ضباطه وأفراده بمساعدة النساء، ويحاولون إقناع الضباط الإسرائيليين بالسماح بمرور بعض الأطفال ممن تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، ولكن كانوا ينجحوا أحياناً ويفشلوا أيضاً.على الجهة الأخرى، وفي المنطقة المخصصة لمرور الرجال، فإن الوضع مختلف تماماً، فلا تواجد للشرطة ولا للارتباط العسكري الفلسطيني، عشرات الجنود من "حرس الحدود" يحولون المنطقة إلى ثكنة عسكرية، يمنعون الصحفيين من الحركة والعمل، ويعتقلون ويعتدون على من يحلو لهم، وهو ما وثقته كاميرا معا.حاجز تلو آخر يضطر المواطنون لعبوره سيراً على الأقدام، يخضعون للتفتيش والفحص، وكثيراً للاعتداء والاعتقال، ويحتجز الجنود الشبان ممن لا تنطبق عليهم الشروط، في منطقة بعيدة عن أعين الجميع، وهو ما أكده أكثر من مواطن، تعرضوا للضرب.ويقول تامر عصفور أنه ينتظر شهر رمضان في كل عام من أجل التمكن من الدخول إلى مدينة القدس، ولكن بسبب صغر سنه، فإنه لا يتمكن من ذلك، وبالتالي فإن الجنود أعادوه وهددوه بالاعتقال.هي طريق آلام فلسطينية جديدة، يسلكها الفلسطيني للوصول إلى حق أساسي مكفول في كل القوانين الدولية، بحقه في أداء عباداته في أماكنه المقدسة، ولكن الاحتلال يصور هذا الحق على أنه منة، وليست حقاً.