نشر بتاريخ: 30/05/2018 ( آخر تحديث: 31/05/2018 الساعة: 09:07 )
القدس- تقرير معا- ميساء ابو غزالة- بزي مقدسي أصيل وعبارات تراثية قديمة يبدأ المسحراتي نشاطه لإيقاظ المقدسيين في البلدة القديمة من القدس، يتجولون في ازقتها وشوارعها قارعين طبول الفرح قبل يوم صيام طويل، وفي المقابل فإن سلطات الاحتلال تقرع طبول المضايقات على المسحراتي في القدس، فتلاحقهم بالتهديد والاعتقال وبفرض غرامات مالية، في محاولة لإخماد صوت التراث المقدسي المتوارث عبر الأجيال.
خلال الأيام الماضية اعتقلت شرطة الاحتلال 7 من المسحراتية خلال تسحيرهم المواطنين المقدسيين في حارات البلدة العتيقة والحجة "إزعاج المستوطنين"، ورغم ذلك وإصرارا منهم لحمل الإرث والتقليد الفلسطيني فقد واصلوا ما بدوه تطوعا منذ بداية شهر رمضان وصدحت أصواتهم بعبارات وأهازيج مختلفة في البلدة القديمة.
المسحراتي .. عادة تميز شهر رمضان في القدس
المسحراتي الشاب محمود بدر قال أن فرقتهم تعمل على تسحير المواطنين في ثلاث حارات بالبلدة القديمة "عقبة الرصاص والشيخ ريحان وشارع الواد"، حيث يبدأون قبل موعد آذان الفجر بساعة.
وأضاف أن أعضاء فرقته يسعون من خلال التسحير باستخدام الطبل وبالزي الفلسطيني "القمباز والحطة" لإبقاء هذه العادات الجميلة التي تميز شهر رمضان في مدينة القدس، ونقلها الى الأجيال القادمة، "فمنذ صغرنا تعودنا على وجود المسحراتي وسنعمل على المحافظة على وجوده" قال بدر".
وأَضاف المسحراتي بدر أن المسحراتي يضفي بهجة لشهر رمضان، وأهالي البلدة القديمة ينتظرونه كل ليلة لإيقاظهم حيث يخرج الأطفال والفتية والشبان يشاركون وبعضهم من يتجول معهم.
وتقوم فرقة المسحراتية بمناداة كل عائلة باسمها وقال بدر :"نحن أبناء البلدة القديمة وكلنا عائلة واحدة وبحكم معرفتنا ببعضنا البعض نقوم بمناداة كل عائلة لإيقاظها وإلقاء التحية والسلام عليها".
ولم يرق للاحتلال وجود فرق المسحراتي في القدس وبحجة "ازعاج المستوطنين" الذين يعيشون داخل بؤر استيطانية في البلدة اعتقلت قوات الاحتلال "محمود بدر وأحمد حواش ومحمود قليبو" قبل عدة أيام وحرروا مخالفة مالية لهم قيمتها 475 شيكل لكل منهم، وهددوا بمضاعفة المخالفة في حال الاعتقال مرة ثانية.
وأشاروا أن المخالفة التي حررت لفرقتهم لن تثنيهم عن مواصلة تسحير السكان فهذه من العادات الجميلة التي توارثوها من الأجداد وسيحافظون عليها.
المسحراتي حجيج... اعتقل 3 مرات وإصرار على تسحير المواطنين
أما المسحراتي الشاب محمد حجيج فقد تعرض للتوقيف والاعتقال ثلاث مرات خلال الايام الماضية بحجة " الازعاج" وقال :"منذ بداية الشهر وبداية التسحير
بدأت المضايقات، بالتوقيف وتحرير الهويات والتفتيش والتهديد بالاعتقال ثم الاعتقال وتحرير المخالفات".
واضاف :"ملاحقتنا بالإجراءات المذكورة يؤدي الى عرقلة وتعطيل تسحرينا للسكان، حيث تتعمد الشرطة توقيفنا وتفتيشنا لفترة وبذلك ينتهي وقت السحور ولا نتمكن من التجول في كافة الحارات".
ولفت حجيج انه اعتقل وثلاثة شبان اخرين خلال الأيام الماضية، ورغم ذلك يصر على الخروج كل ليلة في موعده لتسحير السكان ليرى الابتسامة على وجوه من ينتظره وباعتبار التسحير عادة وثقافة فلسطينية لا يمكن التخلي عنها.
ولم تتوقف المضايقات عند التهديد والاعتقال، ففي يوم الجمعة الماضي قامت مستوطنة تعيش في بؤرة استيطانية داخل البلدة القديمة برش غاز الفلفل باتجاه حجيج والمسحراتي رامي العجلوني ومجموعة من الفتية والأطفال الذين كانوا برفقتهم، وعندما حاولوا تقديم شكوى بما جرى لأفراد الشرطة المتواجدين من مكان الحدث حاولوا ملاحقة واعتقال الأطفال بحجة اعتدائهم على المستوطنين.
وقال حجيج :"لن يسكت صوت المسحراتي بسبب وجود أقلية تستوطن في حاراتنا...سنواصل التسحير حتى أخر ايام هذا الشهر الفضيل".
الناشط علاء الحداد.. المسحراتي يزرع البسمة
وأوضح الناشط المقدسي علاء الحداد لوكالة معا أن مضايقات شرطة الاحتلال للمقدسيين خلال استعدادهم لشهر رمضان الفضيل بدأت منذ تعليق الزينة، حيث اعتقل 4 شبان بحجة "إلقاء الحجارة"، واليوم نشهد اعتقالات للمسحراتية في البلدة القديمة.
وقال الحداد :"ان حجج الاحتلال لا أساس لها، ففرق المسحراتية بالبلدة القديمة يقومون بالتجول وترديد عبارات وأهازيج مختلفة هم لا يزعجون بل هم يزرعون البسمة على وجوه الأهالي خلال تسحيرهم اليومي"، مشيرا الى تغاضي سلطات الاحتلال عن أعمال العربدة والتخريب التي يقوم بها عشرات المستوطنين سنويا خلال مسيرة "توحيد القدس" من تخريب أبواب المحلات التجارية ومضايقة السكان وهذا العام تم تخريب أحبال زينة رمضان المعلقة بالبلدة القديمة."
وأكد الحداد ان المسحراتي كان منذ القدم عندما لم تكن وسائل التطور التكنولوجي لإيقاظ المتسحرين، ويحرص أبناء الجيل الجديد المحافظة على هذا الإرث."
المسحراتي ممنوع في قرية جبل المكبر!
ملاحقة الاحتلال للمسحراتية ومخالفتهم ليست الاولى، ففي رمضان الماضي أوقفت سلطات الاحتلال "فرقة المسحراتي" التابعة لمجموعة كشافة جبل المكبر في القدس، وحررت لبعضهم مخالفات مالية، ثم سلمتهم قرارات تقضي بمنعهم من التسحير بحجة إزعاج المستوطنين في مستوطني "أرمون هنتسيف" و"نوف تسيون"، وقبل بدء رمضان هذا العام تم تحذيرهم هاتفيا من التسحير في القرية مؤكدين أن على قرار "منع المسحراتي" الصادر العام الماضي.