غزة- معا- نظم القطاع الصحي في شبكة المنظمات الاهلية وقفة استنكارية لجريمة الاحتلال باغتيال المسعفة رزان النجار، أمام مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" بمدينة غزة حيث مكتبي منظمة الصحة العالمية والمفوض السامي لحقوق الانسان.
وطالب ممثلو منظمات أهلية صحية وحقوقيون وعاملون في القطاع الصحي بمساءلة ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمة بحق الطواقم الطبية والتي كان آخرها استشهاد المسعفة رزان النجار والعمل الجاد لتوفير الحماية للمؤسسات والطواقم الطبية.
وردد المشاركون هتافات "يسقط يسقط الإجرام، تعيش تعيش الانسانية، لرزان تحية من الطواقم الطبية"، ورفعوا لافتات تستنكر الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق استهداف المسعفة رزان النجار مطالبين بمحاسبة اسرائيل على انتهاكها للقانون الدولي الانساني واستهدافها للطواقم الطبية؛ "استهداف الطواقم الطبية مخالف للمواثيق الدولية، لا لاستهداف الطواقم الطبية، يجب محاكمة الاحتلال على جرائمه، نطالب منظمة الصحة العالمية بحماية الطواقم الطبية".
وفي كلمته اكد مدير شبكة المنظمات الاهلية امجد الشوا ان الشهيدة المسعفة رزان النجار باتت رمزاً للإنسانية وللعمل الانساني مشيرا انه بالتزامن يتم تنظيم وقفات في غزة ورام الله من قبل القوى الوطنية والاسلامية ومنظمات المجتمع المدني لرفع الصوت عاليا ولاستنكار جريمة الاحتلال البشعة بحق المسعفة النجار التي قضت برصاصة غادرة وهي تقوم بعملها الانساني في إسعاف الجرحي.
واشار الشوا أن شبكة المنظمات الاهلية وجمعية الاغاثة الطبية التي تنتمي لها الشهيدة رزان ومنظمات حقوق الانسان جاءت اليوم الى أمام مقر مكتب المفوض السامي ومكتب منظمة الصحة العالمية لتطالب هذه المنظمات الاممية بدورها في توفير الحماية للطواقم الطبية.
واكد الشوا ان فشل المجتمع الدولي في محاسبة الاحتلال هو بمثابة ضوء اخضر للاحتلال للاستمرار في قتل ابناء شعبنا واستهداف الصحفيين والطواقم الطبية وغيرهم ممن يوفر لهم القانون الحماية.
ومن جهته، أكد مدير جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية ومنسق القطاع الصحي بالشبكة د. عائد ياغي أن هذه الوقفة أمام مكتب المفوض السامي ومكتب منظمة الصحة العالمية جاءت لنذكرهم بأن هناك 120 شهيدا سقطوا منذ الثلاثون من آذار من بينهم شهيدين من المسعفين وهناك أكثر من 13 الف جريح من بينهم أكثر من 250 جريح من الطواقم الطبية.
وأكد د. ياغي أن قتل رزان النجار جريمة حرب جديدة تضاف الى قائمة جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الاعزل، ضد الشباب والاطفال والنساء والصحفيين والطواقم الطبية.
واوضح ياغي ان هذه الوقفة "جاءت للاعلان عن رفضنا واستنكارنا لهذه الجرائم ولرفع الصوت عالياً بأن آن الاوان للمجتمع الدولي ومنظماته الانسانية أن يتحرك، كفاكم صمتاً وقلقاً اتجاه ما يقوم به الاحتلال من جرائم ضد الانسانية".
وطالب ياغي بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، مشدداً على ان استشهاد رزان لن يزيد المؤسسات والطواقم الطبية إلا اصرارا لمواصلة رسالتها الانسانية .
واعلن أن جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية قررت اطلاق اسم الشهيدة رزان النجار على مركزها الصحي في الفخاري تخليدا لذكراها.
وبدوره، أكد الدكتور مدحت محيسن وكيل مساعد وزارة الصحة في قطاع غزة أن من نماذج البطولة لهذا الشعب الصامد هؤلاء الذي كان استهداف الاحتلال المباشر لهم سواء الطواقم الطبية العاملة في الحقل الانساني الصحي او الصحفيين بقطاع غزة والذي تعرض ويتعرض لهجمات متعددة تستهدف المباني والمعدات وسيارات الاسعاف والفرق الطبية.
وأكد الدكتور محيسن "أن استشهاد المسعفة النجار التي كانت تقوم بعملها الانساني والتي روت بدمائها تراب فلسطين لن يزيدنا الا اصرارا على مواصلة الدرب ومواصلة تقديم الخدمات الصحية والطبية لشعبنا في كافة الميادين".
وتابع "لا ولن نتخلي عن ابناء شعبنا حتى ننتصر رغم الصمت العربي والدولي وسنواصل العمل لانتزاع حقوقنا، مؤكداً أن وزارة الصحة في قطاع غزة أطلقت اسم المسعفة الشهيدة رزان النجار على النقطة الطبية بخانيونس".
ومن جهته، أكد مدير مركز الميزان لحقوق الانسان عصام يونس أن الرصاص لم يسعف الذين يلبسون المعاطف الطبية البيضاء الذين تقدموا لإجلاء المصابين، رافعين أيديهم، تأكيدا على عدم تشكيلهم أي خطر على قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قامت بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المسعفة رزان النجار اثناء تأديتها واجبها الانساني تجاه الجرحي الفلسطنيين.
وأشار يونس الى أن هناك عملية ممنهجة تستهدف الصحفيين والطواقم الطبية والذين لم يشكلوا أي خطر على الاحتلال ولكنهم يقومون بدورهم الانساني وينقلون الحقيقة مبيناً ان غياب المحاسبة يعني الافلات من العقاب وتغييب منظومة العدالة.
وطالب يونس المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني حيث ان الاحتلال يمعن في ارتكاب جرائمه نتيجة صمت المجتمع الدولي ونتيجة الانحياز التام من الولايات المتحدة والتي توفر له الحماية والغطاء لارتكاب جرائمه.
ومن جانبه، استنكر الدكتور سلمان شاهين رئيس مجلس ادارة اتحاد لجان العمل الصحي الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في استهدافه المباشر والعمد للشهيدة المسعفة رزان النجار والتي تبلغ 21 عاما التي ارتقت اثناء عملها في اسعاف المصابين على حدود شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأكد شاهين على ضرورة أن يقف الشعب الفلسطيني صفاً ويداً واحدة بكافة فصائله واطيافه وفئاته في مواجهة الاحتلال حتى نيل كافة الحقوق الفلسطينية التي سلبها الاحتلال.
ودعا وبشكل عاجل كافة المؤسسات الصحية والحقوقية والانسانية الدولية الى استنكار الجريمة البشعة وارسال لجنة تحقيق فورا للتحقيق في الجرائم الانسانية بحق المدنيين عامة ومزودي الخدمات الصحية بشكل خاص.
واعلن انه تكريما لروح الشهيدة المسعفة رزان النجار سيتم اطلاق اسم الشهيدة على مركز الرعاية الصحية المجتمعية التابع لاتحاد لجان العمل الصحي في منطقة بني سهيلا شرق خانيونس.