الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسلامية المسيحية تعقد ورشة حول تهويد القدس ومقدساتها

نشر بتاريخ: 05/06/2018 ( آخر تحديث: 05/06/2018 الساعة: 11:13 )
رام الله- معا- عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بالتعاون مع مكتب تمثيل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين، ورشة عمل بعنوان "الديانات السماوية ضد تهويد القدس ومقدساتها" في مدينة رام الله، بحضور لفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والسامري، وعدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية.
وجاءت هذه الورشة التي حضرها أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية د. حنا عيسى، والسفير أحمد الرويضي ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وقاضي قضاة فلسطين د. محمود الهباش، ووزير الاوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، والكاهن الاكبر للطائفة السامرية عبد الله واصف، وراعي كنيسة الروم الارثوذكس رام الله الياس عواد، ونيابة عن محافظ القدس د. سعيد يقين، وراعي كنيسة الروم الملكين الكاثوليك عبد الله يوليو، ورئيس لجنة القدس بالمجلس الثوري عدنان غيث، ونخبة من الشخصيات الدينية والوطنية والاعتبارية.
وجاءت الورشة في إطار التأكيد على رفض نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، والدعوة إلى الالتزام بالوضع القانوني والدولي لمدينة القدس، والجزء الشرقي منها باعتباره عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وفي إطار التحذير مما يجري حالياً في المدينة المقدسة من انتهاكات جسيمة تشمل كافة مناحي الحياة فيها، بشكل يتنافي مع القانون الدولي، ويتعارض مع رغبة المجتمع الدولي الرافض للاعتراف بالقرار الأمريكي.
وفي البداية شكر الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، منظمة التعاون الاسلامي، مؤكداً على أن القدس كانت وما زالت ابرز قضايا المنظمة، لا سيما في الأوقات الحرجة التي تمر بها عاصمتنا القدس والهجوم الاسرائيلي الأمريكي لتهويدها واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ونحن اليوم نقف وقفة مقدسة اسلامية مسيحية سامرية في وجه من هود قدسنا ومنحها لعدو غريب عنها عنوة .
والقى ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين السفير أحمد الرويضي، كلمةً نيابة عن الأمين العام للمنظمة يوسف بن احمد العثيمين، مشيراً الى ان هذه الورشة تعقد على مقربة من القدس لإطلاق صوت رجال الدين نصرة للقدس ومقدساتها، والتأكيد على انها العاصمة الأبدية لفلسطين، كذلك لإبراز التحديات وترسيخ المسؤولية المشتركة، فالقدس هي القضية المركزية لمنظمتنا، مثمنا ارادة شعبنا وتمسكه بحقوقه ومدافعته عن أرضه، فهو جسد نموذجا للتحدي والارادة الوطنية الصلبة.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الرئيس المسلم للهيئة الاسلامية المسيحية سماحة الشيخ محمد حسين، إن القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وهي مدينة مقدسة بقرار رباني، وكل ما تتخذه اسرائيل وأمريكا من قرارات واجراءات هو اعتداء على شعبنا والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها والشرعية الدولية، فكل عباداتنا وصلاتنا ترتبط بالقدس ومن يسعى لهدم التاريخ والحضارة لن ينجح.
وتحدث راعي كنيسة الروم الارثوذوكس في رام الله الياس عواد، عن ان ذكرى النكسة ذكرى أليمة على ابناء شعبنا، ويوم النكسة هو يوم الغاء الطابع المسيحي الاسلامي للمدينة، فالدفاع عن القدس يكون بالوحدة الوطنية، ونحن شعب واحد دافع واستشهد عن الأرض، وعندما وضعوا البوابات الالكترونية تواجدنا جميعا كرجال دين والقينا كلمتنا كفلسطينيين، ونقول للعالم كفى تخاذل وصمت، عليكم مساندتنا والاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين.
وشدد وزير الاوقاف ادعيس على ان الاحتلال يستهدف وجودنا، لذلك نطالب المرجعيات الدينية ان يكون لها تأثير على المرجعيات السياسية للتحرك دوليا، والضغط على المجتمع الدولي لإجباره على تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث بالقدس، فإسرائيل تريد اشعال المنطقة بحرب دينية، لذلك القدس تحتاجنا جميعا.
من جانبه تحدث الدكتور سعيد يقين نيابة عن محافظ القدس، عن ان الايدلوجيا الصهيونية تقوم على التفوق العرقي والاصطفاء الالهي والذي انتج ابادة وترانسفير يومي، فالقدس اكثر مدينة بالعالم فيها رحيل يومي، وكل مؤسسات الاحتلال تحارب الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس لجنة القدس بالمجلس الثوري عدنان غيث" يجب أن يكون التركيز اليوم على الوعي، فالقدس تتعرض للكثير من التنكيل والتهويد والتهجير وتغير الطابع، وما ترصده العدسات ليس كل ما تتعرض له المدينة التي تتعرض لمجزرة وابادة".
وقال الكاهن الأكبر للطائفة السامرية إن هذه الأرض هي مهد الديانات الثلاث، ارض التعايش والسلام والحضارات، لذلك يجب العمل بصدق واخلاص لإرجاع القدس.
وقال راعي كنيسة الروم الملكين الكاثوليك الارشمندريت عبد الله يوليو" طريقنا إلى القدس كطريق المسيح إليها طريق آلام وتضحية وفداء، وفقط من يحب ويعشق يمكنه أن يضحي بنفسه في سبيل من يحبه، وبالتالي علاقتنا بالقدس يجب أن تكون ليس فقط علاقة عقائدية سياسية كانت أو دينية بل علاقة حب وعشق لأن الحب يجعل من العقيدة إيمانا ويصير الإمان عملا وجهادا وبأيدينا سنعيد البهاء للقدس لأن القدس لنا والبيت لنا".
وشدد الحضور على أن اتخاذ مثل هذه القرارات يُعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة. مؤكدين أن القرار الأمريكي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز واضح فاضح من قبل الإدارة الأمريكية للحكومة الاسرائيلية، الأمر الذي يفقد الطرف الأمريكي فعلياً الأهلية ونزاهة الوسيط المطلوبة لرعاية عملية سلمية تفضي إلى حل عادل ودائم. خاصة أن هذا القرار خارج على الشرعية الدولية، ويمثل خرقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بالخصوص.
ووجه المتحدثون نداء الى العرب والمسلمين بضرورة العمل فورا على توفير إسناد سياسي وإعلامي لنصرة مدينة القدس ومقدساتها ووضع حد لعمليات التهويد فيها، باعتبار القدس وفلسطين القضية العربية والإسلامية الأولى، حيث أن نقل السفارة ليس اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم.
وحذر المتحدثون من التداعيات الخطيرة لنقل السفارة، والتي ستزيد الوضع تعقيداً في الشرق الأوسط، وتؤثر سلباً على أمن واستقرار المنطقة، وستقوّض الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين.