"الإسلامية المسيحية" تعقد ورشة "الديانات السماوية ضد تهويد القدس"
نشر بتاريخ: 05/06/2018 ( آخر تحديث: 05/06/2018 الساعة: 13:25 )
رام الله- معا- عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بالتعاون مع مكتب تمثيل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين، ورشة عمل بعنوان "الديانات السماوية ضد تهويد القدس ومقدساتها" في مدينة رام الله، بحضور لفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والسامري، وعدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية.
وجاءت هذه الورشة التي حضرها أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية د. حنا عيسى، والسفير أحمد الرويضي ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وقاضي قضاة فلسطين د. محمود الهباش، ووزير الاوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، والكاهن الاكبر للطائفة السامرية عبد الله واصف، وراعي كنيسة الروم الارثوذكس رام الله الياس عواد، ونيابة عن محافظ القدس د. سعيد يقين، وراعي كنيسة الروم الملكين الكاثوليك عبد الله يوليو، ورئيس لجنة القدس بالمجلس الثوري عدنان غيث، ونخبة من الشخصيات الدينية والوطنية والاعتبارية.
وجاءت الورشة في إطار التأكيد على رفض نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، والدعوة إلى الالتزام بالوضع القانوني والدولي لمدينة القدس، والجزء الشرقي منها باعتباره عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وفي إطار التحذير ما يجري حالياً في المدينة المقدسة من انتهاكات جسيمة تشمل كافة مناحي الحياة فيها، بشكل يتنافي مع القانون الدولي، ويتعارض مع رغبة المجتمع الدولي الرافض للاعتراف بالقرار الأمريكي.
وفي البداية شكر عيسى، منظمة التعاون الاسلامي، مؤكداً على أن القدس كانت وما زالت ابرز قضايا المنظمة، لا سيما في الأوقات الحرجة التي تمر بها عاصمتنا القدس والهجوم الاسرائيلي الأمريكي لتهويدها واعتبارها عاصمة لإسرائيل، مضيفا "ونحن اليوم نقف وقفة مقدسة اسلامية مسيحية سامرية في وجه من هود قدسنا ومنحها لعدو غريب عنها عنوة".
والقى الرويضي، كلمةً نيابة عن الأمين العام للمنظمة يوسف بن احمد العثيمين، مشيراً الى ان هذه الورشة تعقد على مقربة من القدس لإطلاق صوت رجال الدين نصرة للقدس ومقدساتها، والتأكيد على انها العاصمة الأبدية لفلسطين، لإبراز التحديات وترسيخ المسؤولية المشتركة، فالقدس هي القضية المركزية لمنظمتنا، مثمنا ارادة الشعب وتمسكه بحقوقه ومدافعته عن أرضه، فهو جسد نموذجا للتحدي والارادة الوطنية الصلبة.
وقال الشيخ حسين، ان القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وهي مدينة مقدسة بقرار رباني، وكل ما تتخذه اسرائيل وأمريكا من قرارات واجراءات هو اعتداء على الشعب والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها والشرعية الدولية،مضيفا "فكل عباداتنا وصلاتنا ترتبط بالقدس ومن يسعى لهدم التاريخ والحضارة لن ينجح".
وقال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش، إن المعركة بالقدس ليست معركة دينية، بل معركة سياسية بين اصحاب الحق والمستعمرين، الأمر الذي يتطلب اعادة الوعي للعالم العربي والاسلامي للهوية العربية والاسلامية المسيحية للقدس.
واكد الهباش على ضرورة الحذر عندما نستخدم او نتعامل مع اي مصطلح او كلمة تخص القدس، فالصراع كما يقول، ليس صراع مع يهودي بل مواجهة بين أهل واصحاب القدس من مسلمين ومسيحين وعرب، وبين بعض الطارئين من المستعمرين الغربيين الذين لا صلة لهم بهذه الأرض، فمأساة القدس لم تبدأ عام 67 او 48 او بوعد بلفور، بل بدأت المأساة قبل ذلك بكثير بحدود 450 عاما عندما بدأت تظهر الدعوات الاستعمارية الغربية، مؤكدا ان فلسطين ليست أرض الميعاد والأجداد والأرض الموعودة، ولو كانت كذلك كيف يضعونها ضمن خيارات عندما قرروا ايجاد مكان لإقامة دولتهم؟.
وتحدث عواد، عن ان ذكرى النكسة ذكرى أليمة على ابناء الشعب، ويوم النكسة هو يوم الغاء الطابع المسيحي الاسلامي للمدينة، فالدفاع عن القدس يكون بالوحدة الوطنية، مضيفا "نحن شعب واحد دافع واستشهد عن الأرض، وعندما وضعوا البوابات الالكترونية تواجدنا جميعا كرجال دين والقينا كلمتنا كفلسطينيين، ونقول للعالم كفى تخاذل وصمت، عليكم مساندتنا والاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين".
وشدد ادعيس على ان الاحتلال يستهدف وجودنا، طالبا المرجعيات الدينية ان يكون لها تأثير على المرجعيات السياسية للتحرك دوليا، والضغط على المجتمع الدولي لإجباره على تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث بالقدس، فإسرائيل تريد اشعال المنطقة بحرب دينية، لذلك القدس تحتاجنا جميعا.
من جانبه، تحدث الدكتور يقين نيابة عن محافظ القدس، عن ان "الايدلوجيا الصهيوني"ة تقوم على التفوق العرقي والاصطفاء الالهي والذي انتج ابادة وترانسفير يومي، فالقدس اكثر مدينة بالعالم فيها رحيل يومي، وكل مؤسسات الاحتلال تحارب الشعب الفلسطيني.
وقال غيث "يجب أن يكون التركيز اليوم على الوعي، فالقدس تتعرض للكثير من التنكيل والتهويد والتهجير وتغير الطابع، وما ترصده العدسات ليس كل ما تتعرض له المدينة التي تتعرض لمجزرة وابادة ".
وقال الكاهن الأكبر للطائفة السامرية إن هذه الأرض هي مهد الديانات الثلاث، ارض التعايش والسلام والحضارات، لذلك يجب العمل بصدق واخلاص لإرجاع القدس.
وقال عبد الله يوليو "طريقنا إلى القدس كطريق المسيح إليها طريق آلام وتضحية وفداء، وفقط من يحب ويعشق يمكنه أن يضحي بنفسه في سبيل من يحبه، وبالتالي علاقتنا بالقدس يجب أن تكون ليس فقط علاقة عقائدية سياسية كانت أو دينية بل علاقة حب وعشق لأن الحب يجعل من العقيدة إيمانا ويصير الإمان عملا وجهادا وبأيدينا سنعيد البهاء للقدس لأن القدس لنا والبيت لنا".
وشدد الحضور على أن اتخاذ مثل هذه القرارات يُعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة، مؤكدين أن القرار الأمريكي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز واضح فاضح من قبل الإدارة الأمريكية للحكومة الاسرائيلية، الأمر الذي يفقد الطرف الأمريكي فعلياً الأهلية ونزاهة الوسيط المطلوبة لرعاية عملية سلمية تفضي إلى حل عادل ودائم. خاصة أن هذا القرار خارج على الشرعية الدولية، ويمثل خرقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بالخصوص.
ووجه المتحدثون نداء الى العرب والمسلمين بضرورة العمل فورا على توفير إسناد سياسي وإعلامي لنصرة مدينة القدس ومقدساتها ووضع حد لعمليات التهويد فيها، باعتبار القدس وفلسطين القضية العربية والإسلامية الأولى، حيث أن نقل السفارة ليس اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم.
وحذر المتحدثون من التداعيات الخطيرة لنقل السفارة، والتي ستزيد الوضع تعقيداً في الشرق الأوسط، وتؤثر سلباً على أمن واستقرار المنطقة، وستقوّض الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين.