الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في "عيد العشاق" زهور غزة تنتحر.. بدلاً من أن يحملها العشاق تأكلها المواشي وتدوسها الاقدام

نشر بتاريخ: 14/02/2008 ( آخر تحديث: 14/02/2008 الساعة: 12:41 )
غزة- معا- خضرة حمدان- الرابع عشر من فبراير يوم موسمي عالمي للزهور يمكن أن يدر أموالاً طائلة على البلد المصدّر, أما في قطاع غزة فالقصة تختلف ويبدأ مزارع الزهور بحسبة بسيطة يسترجع همومه وخسائره الفادحة والسبب إغلاق المعابر وفرض الحصار على زهوره والحكم النهائي عليها بالموت.

ولأنها لم تتمكن من الوصول إلى أيدي العشاق في العالم فقد "انتحرت" الزهور اليوم الخميس على قارعة الطرق وأمام عدسات الكاميرات بالقرب من معبر صوفا التجاري الذي كان من المفترض ان يحملها زهية بهية إلى أيدي الطالبين.

فلماذا تحزن أزهار غزة؟ محمود خليّل رئيس جمعية منتجي الزهور في قطاع غزة قال: "يجب أن تحزن لأن وضع غزة مأساوي حزين وكئيب للغاية فلا معنى للزهور حين يبحث المواطن عن لقمة العيش وحين يضطر المزارع إلى مراجعة حساباته الخاسرة خسارة فادحة لهذا العام".

وقد قرر مزارعو الزهور في قطاع غزة البالغ عددهم 60مزارعاً وخاصة في جنوب القطاع الاستنكاف عن زراعة محصولهم الوردي للعام القادم إن لم تكن هناك ضمانات دولية واضحة وجلية بأن محصولهم سيتم تصديره وأنه لن يجد ذات النهاية كطعام للمواشي والأغنام كما هو الحال للعام 2007-2008.

الموسم القادم لزراعة أشتال الزهور سينطلق في العشرين من حزيران /يونيو وهو موعد يجعل مزارع الزهور والعاملين البالغ عددهم 750 عاملا يعيلون أسرا يقدر عدد أفرادها بـ 4500 نسمة وذلك في قرابة 500 دونم زراعي- يجعلهم يستنكفون رافضين تكرار الخسارة.

فما هي خسائرهم؟ يقول خليل ان ستين مليون زهرة وهو المنتوج لقطاع غزة أتلفت بسبب عدم التصدير امام اغلاق المعابر وهو ما عاد بخسارة قدرها بحوالي 14 مليون دولار كانت أرباحاً ستدر على القطاع إلا أنها ضاعت هباء امام تعنت الاحتلال الاسرائيلي ورفضه الالتزام باتفاقية تسويق زهور غزة التي تذهب إلى البورصات العالمية ومن ثم يتم توزيعها على الدول الأوروبية وعلى مختلف أرجاء العالم، حيث يكون الدور الاسرائيلي فقط هو دور النقل عندما يفتح معابره وبالمقابل يتقاضى مبالغ مالية عن مهمة النقل.

المشهد كان ثقيلا على مزارعي الزهور فهم بأيديهم قاموا بسكب منتوجهم السنوي وبأيديهم خسروا جهدهم وحصادهم لعام كامل ولكنه على حد تعبير أحدهم ممن كانوا في مشهد السكب امام معبر صوفا حين قال:" لا حل غير ذلك فهي تلفت وليس هناك أي فائدة ترجى وهذا هو حكم المحتل الذي يستهدف كل قطاعات الإنتاج لدى قطاع غزة".

المزارعون ناشدوا السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي والحكومة الهولندية خاصة بأن تعمل جميعها على عدم تكرار المشهد وأن تضمن العام القادم إمكانية تصدير الزهور من القطاع إلى العالم، مشددين على هذا الدور حين قامت به الحكومة الهولندية للموسم الزراعي السابق حيث تم تصدير زهور القطاع عبر هولندا.