الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

نيابة " المقالة " تطلب من شرطة رام الله القبض على رئيس تحرير "الحياة الجديدة " حافظ البرغوثي وتسليمه لها

نشر بتاريخ: 14/02/2008 ( آخر تحديث: 14/02/2008 الساعة: 16:43 )
بيت لحم - معا - قال حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة في مقالة له بالصحيفة اليوم ان نيابة الحكومة المقالة في قطاع غزة وجهت طلبا لشرطة رام الله بالقبض عليه وتسليمه مخفورا لها لاستجوابه.

واعتبر البرغوثي هذا الاجراء محاولة من تلك الحكومة لشرعنة القمع والاعتداءات التي تمارسها مشيرا الى ان تلك الحكومة خالفت حرية الرأي واعتقلت واعتدت بالضرب على العديد من الصحفيين، موضحا انهم يخالفون قانون النشر والمطبوعات، اضافة الى كونهم حكومة غير شرعية.

واشار البرغوثي في حديث لـ "معا" انهم ينتهجون سياسة معينة على ما يبدو فقد بدأوا بالاعتداء باصدار قرار من الحكومة المقالة بمنع توزيع صحيفة "الايام" في قطاع غزة، قائلا: ان حكومة حماس المقالة تتضايق من حرية الكلمة وحرية الرأي والتعبير وانهاء الاعلام لانه يفضح ممارساتهم واعتداءاتهم.

واشار البرغوثي الى سوء اعلام حكومة حماس الفصائلي في غزة، وما يحويه من "مسبات وشتائم ومذلة ".


جاء ذلك في مقالة نشرها حافظ البرغوثي اليوم بعنوان -القبض على الحياة"

وجهت نيابة حكومة حماس المقالة امراً الى شرطة الرمال لاحضار العبد الفقير لله مخفوراً الى قسم شرطة الرمال واستجوابه وتوقيفه بناءً على طلب ما يسمى وزارة الاعلام في دعوى رفعها المسؤول عنها د. حسن ابو حشيش الذي سبق له ان نشر مقالات في "الحياة الجديدة" قبل واثناء حكومة حماس.

والطريف في الأمر ان شرطة الرمال توجهت بكتاب الى شرطة رام الله لاتخاذ اللازم واحضار العبد الفقير لله بصفته رئيساً للتحرير لمخالفته ما يسمى بقانون النشر.

شرطة حكومة حماس المقالة تخاطب شرطة سلطة دايتون كما يسمونها لجلب الموقّع اعلاه مخفوراً، وهذه مفارقة، ولا يقرأ سادة حماس ومشايخها اعلامهم الفصائلي الذي لم يترك شتيمة او مذمة إلا وقالها ضد من يعارضه الرأي او لا يصفق لهم وسبق واثناء اختطاف الزميلين عمر الغول ومنير ابو رزق ان تحدثت مع النائب اسماعيل الاشقر والوزير السابق باسم نعيم حول عدة مواضيع بالاضافة الى اعتقال الزميلين وما تم تداوله ان اعلام حماس لا يتورع عن استخدام اقسى الالفاظ وأقذعها ضد من يخالفه وهذا ما عفت عنه الصحف اليومية الثلاث، ولم تهبط الى مستواه.

وسبق وأن كتبنا مراراً انه يجب تهذيب الخطاب الاعلامي الفصائلي، حتى لا ينحدر الى السوقية التي ساقه اليها السياسيون او الدخلاء على الاعلام، لكن كلامنا لم يؤخذ به فان جن ربعك فان عقلك لا ينفعك مثلما يقال.

ولعل الهدف وراء هذه التلفيقات القانونية هو محاولة اخراج اضطهاد الصحافة في ثوب قانوني، وهو على اية حال ثوب مرقع وبائس، لأن من يريد الرد على الصحافة فانما يرد بالكلمة ذاتها والرأي بالرأي وليس الخطف والتهديد والوعيد. ولم يسبق للحياة الجديدة ان حجرت على رأي موضوعي او اغلقت صفحاتها امام اي رد، وهي عرفت بهذا النهج منذ انطلاقتها، ولعل قادة حماس انفسهم يعرفون ذلك ومنهم العسكري ومنهم السياسي ومنهم الشيخ ومنهم القادة الجدد.

إن التجني على الصحافة اليومية يأتي في سياق سياسة تكميم الافواه وهذه سياسة المفلس سياسياً، لأنها سياسة تضر ولا تنفع ولا يجوز السكوت عنها، لأن الهدف اخلاء غزة من الصحافة المكتوبة حتى تزدهر الصحافة الشفوية والقيل والقال والنميمة وتسويق الشائعات والاكاذيب على حساب الحقائق، وحشو المجتمع بالاعلام الاحادي الموجه وهذا هو ما يمكن وصفه باعلام الاستبداد.

نحن نعلم ان هناك من لا يحب الحياة الجديدة لديمقراطيتها وانفتاحها وانحيازها للحقيقة، وهؤلاء يريدونها في الحياة الآخرة، حتى لا يصار الى مقارعتهم الحجة بالحجة.