نشر بتاريخ: 12/06/2018 ( آخر تحديث: 13/06/2018 الساعة: 01:11 )
القدس- معا- احتضن المسجد الأقصى المبارك عشرات الآلاف من المسلمين في"ليلة القدر" - ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان- الذين أدوا صلوات العشاء والتراويح وقيام الليل أحياءً لهذه الليلة العظيمة التي هي "خير من ألف شهر".
وأوضحت مراسلة وكالة معا بالقدس أن المصلين زحفوا الى المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الظهيرة وبلغت ذروة التوافد الى المسجد قبل صلاة المغرب والعشاء، وامتلأت مساجد الأقصى وأروقته وباحاته والمنطقة المشجرة ومداخله وأبوابه بالمصلين من مدينة القدس ومدن الداخل الفلسطيني والضفة الغربية باستثناء أهالي قطاع غزة الذين يحرمون من الوصول اليه، فيما يعتكف الآلاف من المسلمين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية في الأقصى منذ حوالي أسبوع.
وأضافت أن الآلاف من الصائمين تناولوا طعام الإفطار في ساحات المسجد الأقصى، وأدوا صلاة المغرب ثم دأب العشرات على جمع القمامة وتنظيف المكان ثم أدوا صلاة العشاء ثم التراويح التي تناوب عليها أئمة المسجد الأقصى، واختتم الشيخ يوسف أبو سنينة امام وخطيب المسجد اختتم صلاة التراويح بصلاة الوتر، حيث توجه بالدعاء الى الله بأن يغفر ذنوبنا ويرحمنا ويعفو عنا، كما دعا الله أن يفك الحصار عن أهل غزة وأن يوحد كلمة المسلمين لنصرة أهل فلسطين، ويفرج عن الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، ويحمي المسجد من الأطماع ويطهره.
ودعا الشيخ أبو سنينة الله ان يفرج الكرب عن اليمن والعراق والشام وسائر بلاد المسلمين، وان يحقن دمائهم ويحفظ نسائهم ورجالهم من كيد الظالمين.
350 ألف مصلٍ
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية أعداد المصلين الذين أدوا صلاتي العشاء والتراويح ب350 ألف مصلٍّ.
وأوضح الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى أن المسلمين أدوا صلاتي العشاء والتراويح ثم قيام الليل وأحيوا هذه الليلة العظيمة في الأقصى، وقد عملت طواقم دائرة الأوقاف الإسلامية والفرق الطبية والكشافة الفلسطينية والمتطوعين وفرق النظام على توفير ما يلزم لراحة الصائم الوافد الى الأقصى، وانتشرت الفرق في المساجد والساحات وعملت على فصل أماكن الرجال عن النساء، كما سهلت دخول وخروج المصلين الى المسجد وتنقلهم داخله.
للمصلين الوافدين الى الأقصى بركة الزمان والمكان
من جهته قال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى ان التوافد والزحف الى المسجد الأقصى يؤكد أن الذي يمنع المسلمين الفلسطينيين من الوصول الى الأقصى هي الحواجز التي يضعها الاحتلال، وهذه الأعداد في الأقصى رسالة للعالم أجمع أن أهالي فلسطين يحرصون إلى المسجد الأقصى، والرسالة للاحتلال أن الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى والارتباط فيه ارتباط عقيدي، ولن يتخلى الشعب الفلسطيني عنه. وأضاف الشيخ الكسواني :"المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد الذي تشد اليها الرحال."
وأضاف الشيخ الكسواني :"رسالة الشعب الفلسطيني وكل من تواجد فيه واعتكف منذ بداية العشر الأواخر من شهر رمضان من المسلمين من كافة أنحاء العالم دلالة على التمسك بالأقصى المبارك، ونسأل الله أن يكتب الأجر والثواب لكل الوافدين الى الأقصى الذين لا يكلون ولا يملون من التواجد فيه رغم اجراءات الاحتلال".
وأضاف أن من توافد الى الأقصى وأدى الصلوات وأحيا ليلة القدر نال بركات الزمان والمكان، المكان هو المسجد الأقصى والزمان شهر رمضان بليلة مميزة عند الله جعل كل ساعة فيه أجر شهور عنده، وأردف :" من أتى الأقصى للصلاة فيه يكفر الذنوب ويحط الخطايا لقوله عليه الصلاة والسلام " ألاّ يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريد إلاّ الصلاة فيه إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وهذا الأجر يختص في المسجد الأقصى وفي مكة المكرمة وقت الحج.
وتابع الشيخ الكسواني حديثه لوكالة معا:" ثواب عظيم حصل عليه أهالي فلسطين الذين زحفوا الى الأقصى للصلاة فيه في هذه الليلة، وقال ان الله اختار أهالي فلسطين للتواجد والدفاع عن الأقصى."
وتمكنت هذه الأعداد من الوصول والصلاة في الاقصى رغم انتشار سلطات الاحتلال فيه شوارع القدس واغلاق بعض طرقاتها منذ ساعات العصر، وحرمانها الشبان الذين تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من الدخول الى الاقصى لاحياء ليلة القدر.