الثلاثينية أم أكرم، تعيش في منزل يتكون من غرفة ومطبخ بمحاذاة منزل والدها المريض في جنين، وحلت الكوارث بحياتها منذ رحيل زوجها الذي لم يخلف لها مصدر تعيل منه أيتامها.
تقول ام اكرم " قرعت كل الابواب لتسجيل أطفالي للحصول على راتب شهري لنعيش بكرامة، لكن لم نحصل سوى على مساعدات قليلة وكفالة شهرية بقيمة مئة شيكل لاثنين من أيتامي ".
وتتابع قولها "رغم الفقر وظروف الحياة القاسية، احتضنت أطفالي ورفضت التخلي عنهم وكرست حياتي لهم، ولعدم اكمالي تعليمي وحصولي على شهادة لم أتمكن من ايجاد عمل حتى لا نحتاج لاحد، وأعمل أحيانا في لف الدخان باجرة زهيدة جداً، والحمد لله رضيت بالقليل لنعيش مستورين، مضيفة مأساة عمري الكبرى أن اثنين من أيتامي يعانيان من امراض في القلب وعلاجهما يكلف مبالغ باهظة وفي غالبية الاحيان لا يمكنني شراء ادويتهم أو توفير قيمة كشفية الطبيب ".
وجع العيد
واشارت ام أكرم " انا أريد أن يفرح أطفالي في العيد ككل الناس وأشتري ملابس جديدة لهم ".
وقالت لرئيس حملة " الأمل " الصحفي علي سمودي عندما وصلت لمقر الحملة في جنين، وبعدما شرحت ظروفها وأوضاعها، فوجئت بمرافقة متطوعي الحملة لي لمنزلي واحضار أيتامي الاربعة ونقلنا لمعرض متميز لملابس الأطفال للحصول على كل ملابسهم واحتياجاتهم وكسوة العيد ".
وتضيف " لم أصدق أن حلمي أصبح حقيقي خلال ساعة فقط، فقد تحول وجعي وألمي لفرحة كبيرة عندما تمكنت من اختيار الملابس والكسوة بحرية، ولم تكتفي الحملة بذلك، فوفرت لهم أحذية ومواد تموينية ولحوم وألعاب وعاد أطفالي فرحين ومبسوطين بأجمل هدية نحصل عليها منذ فترة طويلة ".
وأكملت " نشكر حملة الأمل التي تلمست معاناتنا ووقفت لجانبنا وفرجت كربنا ورسمت البسمة في قلوب ايتامي ليعيشوا طفولتهم في العيد كباقي الأطفال ".
حملة "الأمل "
تشكل الارملة أم أكرم، نموذجا لمئات العائلات التي تبنتها حملة "الأمل ".
وقال رئيس هذه الحملة الصحفي علي سمودي" نركز على العائلات المتعففة المهمشة والفقيرة والتي لا يطرق أبوابها أحد، فهناك أولوية في مبادرتنا للفقراء والمحتاجين والمرضى وذوي الاعاقة والايتام الذي نسعى لتوفير مقومات العيش الكريم لهم خاصة في شهر رمضان المبارك ".
وأضاف " منذ بداية الشهر أطلقنا ونفذنا العديد من المبادرات في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها العوائل الفلسطينية المتعففة والتي نوليها اهتمامنا الأكبر ، فهي تتحمل بصبر كل الظروف ورغم حاجتها لا تتوجه لاحد ".
واشار " من خلال جولاتنا الميدانية وبمساعدة أبناء المجتمع المحلي ، نتمكن بشكل مستمر من الوصول لهذه العائلات ورعايتها ودعمها بشكل مستمر للتخفيف من كاهل معاناتها ولتعيش حياة كريمة ".
كسوة العيد
وتبنت حملة "الأمل " الفلسطينية ضمن مبادرتها الخاصة بالعيد شعار " تبرع بمئة شيكل لتوفيركسوة العيد لطفل فقير أو مريض أو يتيم ".
ويقول السمودي " خصصنا فريق من متطوعي الحملة لرصد العائلات التي تعجز عن شراء وتوفير كسوة العيد، وبدأنا بحملة لجمع التبرعات عبر صحيفة "القدس" ومواقع التواصل الاجتماعي للحملة ، وبحمد الله، وبفضل الثقة التي حققنا على مدار 9 سنوات، حظيت باقبال كبير من أصحاب الايادي البيضاء من المحسنين والمحسنات الكرام الذين سارعوا لتقديم تبرعاتهم السخية التي أسهمت في انجاح المبادرة ".
وتابع قوله " بشكل مستمر تحرص حملة الأمل، على توفير الافضل والأجمل والأجود والأحسن للفئات التي نستهدفها ، واتفقنا مع مؤسسةالسلام للملابس في جنين على شراء الملابس منها شريطة أن تكون ذات جودة عالية وحديثة وانيقة وباسعار مناسبة لضمان أكبر نسبة استفادة للعائلات ".
ونواه " حتى ساعات الفجر الاولى من اليوم الاول للعيد، استمرت التبرعات وواصلنا توزيع كوبونات كسوة العيد التي شملت كافة الشرائح المستهدفة مما رسم البسمة والسعادة لديها ".
فرحة كبيرة ..
وعبرت المواطنة أم ضحى عن فرحتها الكبيرة بعدما صرفت كوبونات كسوة العيد لبناتها الخمسة، قائلة " كان أكبر هم بالنسبة لي ملابس واحتياجات العيد، فأنا أعيش مع بناتي حياة البؤس والفقر منذ انفصالي عن زوجي الذي تخلا عنه ويرفض حتى دفع النفقة المحددة لبناته ".
وتكمل " نعيش في منزل مستأجر ولا يوجد لنا أي مصدر دخل، وبعدما توجهت لحملة " الأمل "، أغاثتنا وانقذتنا، فقد سددت أجرة منزلنا لثلاثة شهور، ووفرت لبناتي اسرة وفراش، وقدمت لنا ثلاجة وغسالة وفرن "،
واشارت " عندما كنت حزينة وأبكي لعجزي عن شراء ملابس العيد لبناتي، فوجئت بحملة " الامل "، تحضر لمنزلنا وتوزع علينا كوبونات الكسوة لكل العائلة، كما وفرت لنا احتياجات العيد من طعام وشراب وحلويات ومصروف لبناتي اللواتي عادت اليهن الفرحة والسعادة بعدما أصبح لديهن ملابس جميلة ومصروف وعيدية، والدهن تركهن ولم يتذكرهن، لكن رب العالمين كرمهن برعاية حملة "الأمل " لفتح أمامنا أبواب الخير والسعادة ونعيش فرحة العيد ".
خلال العيد
وواصلت
طواقم حملة الأمل حتى ساعات الفجر الاولى من يوم العيد الأول، دعم ورعاية ومساعدة العائلات المتعففة وتوفير احتياجاتها، واشار رئيس الحملة السمودي "كل هذه الانجازات بتوفيق من رب العالمين وكرم وشهامة أهل الخير الذين غمرونا بتبرعاتهم السخية التي وفرت الكسوة لاكثر من مئتي عائلة، اضافة للمساعدات المالية والطرود الغذائية ".
وأضاف " حملة "الأمل "، لديها برنامج يستمر خلال أيام العيد يشمل توزيع اللحوم والمساعدات المادية على العائلات اضافة للهدايا والالعاب على الاطفال، كما سنقيم خلال العيد يوم فرح ترفيهي للاطفال الايتام يتخلله وجبة عشاء وتوزيع الهدايا وامسية خاصة لرسم البسمة لديهم وافراحهم في العيد، ففرحة العيد الحقيقة بابتسامة وسعادة الفقير واليتيم، تجسيداً لقيم الاسلام العظيم وتعليمات سيدنا محمد عليه السلام، بالتكافل والتراحم ومد جسور التواصل بين أبناء الشعب الواحد خاصة في العيد "، شاكراً المتبرعين لثقتهم ودعمهم وتقديم تبرعاتهم السخية التي تعزز خطوات ومسيرة ورسالة الحملة الخيرية والانسانية السامية.