نشر بتاريخ: 26/06/2018 ( آخر تحديث: 26/06/2018 الساعة: 11:00 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء،
وفدا من الحجاج الأرثوذكس الاتين من جزيرة رودس اليونانية يرافقهم عدد من الإباء الكهنة والرهبان والراهبات.وقد استهل الوفد زيارته للأراضي المقدسة بجولة في البلدة القديمة من القدس حيث ساروا في طريق الالام وصولا الى باحة كنيسة القيامة، وتجول الوفد برفقة المطران داخل الكنيسة.
وقال في كلمته ان زيارتكم لفلسطين الأرض المقدسة انما هي زيارة لبقعة مباركة من العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته للبشر، وهذه الزيارة هي عودة الى جذور الايمان وتأكيد على تعلقنا الروحي والوجداني بهذه الأرض التي منها انطلقت رسالة الايمان والتي فيها تمت كافة الاحداث الخلاصية المرتبطة بحياة السيد المسيح على الأرض.
واضاف "أما مدينة القدس فهي قبلتنا الأولى والوحيدة وهي حاضنة اهم مقدساتنا، انها المدينة التي تباركت وتقدست بحضور السيد المسيح وقديسيه ورسله وتلاميذه، انها المدينة التي تقدست وتباركت بكل ما قدمه المخلص للإنسانية وصولا الى القبر المقدس ونور القيامة الذي انسكب علينا من السماء لكي يبدد ظلمات هذا العالم".
وناشد المطران الكنائس المسيحية في مشارق الأرض ومغاربها بضرورة ان تلتفت الى مدينة القدس وما يحدث فيها، فالقدس امانة في اعناقنا ولا يجوز لاي جهة ان تترك مدينة القدس لوحدها تعاني ما تعانية في ظل الاحتلال وسياساته وممارساته وظلمه وقمعه.
وتابع "الاحتلال يستهدف مدينة القدس ويستهدف مقدساتها واوقافها المسيحية والإسلامية كما ان الفلسطينيين المقدسيين المسيحيين والمسلمين مستهدفون في مدينتهم وفي عاصمتهم ويراد لهم ان يتحولوا الى ضيوف في هذه المدينة المرتبطين بها والمتشبثين بهويتها والمتعلقين بمقدساتها ، هذه المدينة التي يُعتبر الفلسطينيون حُماتها وسدنة مقدساتها ولذلك فإن ندائي اوجهه الى جميع الكنائس في عالمنا بضرورة الا يتركوا مدينة القدس لوحدها تقارع جلاديها وصاليبها وقاهريها، القدس مدينة حزينة ومتألمة ومستهدفة اليوم اكثر من أي وقت مضى فكونوا الى جانبها وانحيازكم للقدس في محنتها هو انحياز لتاريخكم وتراثكم وايمانكم وعقيدتكم ذلك لان القدس بالنسبة الينا كانت وستبقى مدينة ايماننا وقبلتنا الأولى والوحيدة".
واضاف "لا نثق بسياسيي هذا العالم وفي مقدمتهم أمريكا التي تتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية ما حل ببلادنا ومشرقنا، أمريكا وحلفائها هم الذين اوصلونا الى ما وصلنا اليه وهم سبب الكثير من الكوارث والحروب التي حلت بمنطقتنا والتي تركت دمارا هائلا وخرابا لا يمكن وصفه بالكلمات وكل هذا من اجل تمرير مشاريعهم ومصالحهم وترويج أسلحتهم الفتاكة على حساب شعوبنا الفقيرة والمنهكة والمستضعفة".
وتابع "ثقتنا هي بكل أولئك الذين يؤمنون بالقيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة ويقدسون الحياة البشرية والكرامة والحرية الإنسانية، فكونوا من هؤلاء، كونوا من أولئك الذين يناصرون قضايا العدالة والكرامة الإنسانية، كونوا من أولئك الذين يقولون لا لامريكا وللصهيونية وللماسونية وادواتها في عالمنا وفي مشرقنا، كونوا من أولئك الذين يرفضون الاحتلال والعنصرية والقمع والاضطهاد الممارس بحق شعبنا".
واضاف "ان انحيازكم للشعب الفلسطيني هو انحياز لقيم انجيلكم وايمانكم، هو انحياز للحق والعدالة هو انحياز لشعب مظلوم منكوب ومعذب يحق له ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم".
واضاف "لن يتمكن المتآمرون من تصفية وجودنا ومن النيل من عدالة قضيتنا فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين ، انها قضية كل انسان حر في هذا العالم بغض النظر عن انتماءه الديني او العرقي او خلفيته الثقافية".
واختتم قائلا "لا للقهر والظلم والاستبداد والعنصرية، لا للاحتلال والاستعمار واستهداف مدينة القدس وهويتها وتاريخها وتراثها، فلنعمل معا وسويا نصرة لشعبنا ودفاعا عن القدس التي ستبقى بالنسبة الينا كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية رغما عن كل آلامها وجراحها ومعاناتها وما تتعرض له من سياسات ظالمة".
وقدم المطران للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية كما أجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.