الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تواصل فرض حصارها المشدد على طولكرم وتمنع فلسطيني 48 من دخول المدينة

نشر بتاريخ: 16/02/2008 ( آخر تحديث: 16/02/2008 الساعة: 13:12 )
طولكرم- معا- حظر جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون على الحواجز الثابتة والطيّارة التي نصبت على مداخل محافظة طولكرم منذ أسبوعين، دخول عرب "48" الى المحافظة.

وكثّفت سلطات الاحتلال من إجراءاتها "العقابية المذلة" على الحواجز الطيارة والثابتة التي أقيمت على مداخل قرى وبلدات محافظة طولكرم، "تحت حجج أمنية واهية لا صحة لها".

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع المداخل المؤدية لطولكرم، ونصبت العديد من الحواجز الطيارة وخاصة في شارع 57 القريب من جامعة القدس المفتوحة في المدينة الذي تتخذه الآليات العسكرية الاسرائيلية ممراً لها حسب الإتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وعلى مفرق الجعرون المؤدي الى ضاحية شويكة وعلى مدخل الجاروشية شمال المحافظة، وآخر على مفرق بلدة فرعون جنوباً.

وافادت مصادر أمنية وشهود عيان لمراسلنا قيام الاحتلال بتشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية على حاجز عناب شرقاً وحاجز جبارة جنوباً، والقيام بعمليات تفتيش دقيقة للمواطنين وأمتعتهم وبطاقاتهم الشخصية، مانعين من تقل أعمارهم عن (35) عاما من اجتياز الحاجزين.

وأفاد المصدر أن الاحتلال يعمد وبشكل يومي إلى إتباع أساليب استفزازية بحق المواطنين الذين يضطرون الى الانتظار لساعات طويلة في ظل الأجواء الباردة.

هذا وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت الطرق المؤدية إلى الأراضي الزراعية في منطقة باب السهل غرب بلدة دير الغصون شمال المحافظة، مشددة من إجراءاتها الأمنية بعدما أغلقت كافة المنافذ بالسواتر الترابية ومنعت المواطنين من الوصول الى أراضيهم الزراعية تحت حجج واهية.

وتمركز جنود الاحتلال على حاجزاً طياراً أقيم على مفرق بلعا الى الشرق من طولكرم حيث يشهد الحاجز أزمة خانقة لسيارات المواطنين التي منعت من العبور وسط إجراءات قمعية تفتيشية دقيقة.

وناشد العميد طلال دويكات محافظ محافظة طولكرم المجتمع الدولي والمؤسسات الانسانية التدخل لرفع الحصار الجائر الذي تفرضه اسرائل على محافظة طولكرم للاسبوع الثاني على التوالي ودون اية مبررات مقبولة.

وقال العميد دويكات في تصريح له، ان الاوضاع في المحافظة باتت لا تطاق بعد ان حولت قوات الاحتلال المحافظة الى كانتونات معزولة بعضها عن بعض واصبح المواطن الفلسطيني لا يستطيع الخروج من قريته او حتى العودة اليها.

واضاف محافظ طولكرم ان الاوضاع الكارثية التي تشهدها المحافظة بلغت ذروتها اليوم بعد ان اقيمت عشرات الحواجز التي اطبقت الحصار على مدينة طولكرم، اضافة الى عشرات الحواجز الاخرى بين المدينة وقراها في واد الشعير والكفريات والشعراوية.

وقال دويكات انه اضافة الى عشرات المعتقلين الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال على الحواجز العسكرية وخلال اقتحامهم ومداهمتهم لمنازل المواطنين، فقد استشهدت اليوم مواطنة فلسطينية على حاجز الجاروشية بعد اصابتها بنوبة قلبية ومنع جنود الاحتلال ذويها من نقلها الى مستشفى الشهيد ثابت في طولكرم لاسعافها ، كما جرح مواطن مسن وشاب آخر في بلدة عنبتا جراء مداهمة قوات الاحتلال للبلدة واطلاق النار على المواطنين والاهالي.

وحذر محافظ طولكرم العميد طلال دويكات من ان العقاب الجماعي الذي تتعرض له المحافظة وكل محافظات الوطن لا يمكن ان يجلب الامن لاسرائيل وجيشها, وان مثل هذا العقاب لا يمكن له ان يخيف ابناء شعبنا اويدفع بهم الى القنوظ واليأس، مضيفاً ان اجراءات القمع وسياسة التعسف التي تنتهجها اسرائيل لمواصلة احتلالها هي التي ظلت تدفع بابناء شعبنا لمواصلة نضاله جيلاً بعد جيل.

ودعا دويكات ابناء المحافظة وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشونها الى ابداء المزيد من التعاون والتكاتف والتخفيف من معاناة الذين تطالهم اجراءات الاحتلال وسياساته القمعية.

كما ناشدت جمعية لجان العمل الاجتماعي في مدينة طولكرم المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والانسانية والصليب الأحمر التدخل الفوري لانهاء معاناة أهالي مدينة طولكرم ورفع الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المحافظة للأسبوع الثاني على التوالي ودون أي مبررات.

وأكدت لجنة حقوق الانسان التابعة للجمعية بأن الأوضاع في طولكرم باتت لا تطاق بعد أن حولت قوات الاحتلال الاسرائيلي المحافظة الى مناطق معزولة عن بعضها البعض وأصبح المواطن غير قادر على الخروج من قريته أو الدخول اليها لتتفاقم معاناتهم.

وقالت اللجنة في بيان وصل "معا" نسخة منه أن طولكرم أشبه بمدينة أشباح نتيجة اقامة الحواجز واغلاق الطرق اضافة الى ممارسات الاحتلال والتي تتناقض مع مباديء حقوق الانسان وكافة الأعراف والمواثيق الدولية.

وأضافت اللجنة أن الأوضاع التي تشهدها المحافظة بلغت ذروتها بعد اقامة عشرات الحواجز التي أطبقت الحصار على طولكرم اضافة الى عشرات الحواجز الطيارة التي أقيمت بين المدينة وقراها.

هذا وحملت لجنة حقوق الانسان الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية استشهاد مواطنة فلسطينية على حاجز الجحاروشية بعد اصابتها بنوبة قلبية ومنع جنود الاحتلال ذويها من نقلها للمستشفى لتلقى العلاج.

وحذرت اللجنة بأن العقاب الجماعي الذي تتعرض له المحافظة ومحافظات الوطن كافه لا يمكن أن يجلب الأمن والسلام لاسرائيل وأن ممارسات واجراءات الاحتلال القمعية والتعسفية هي التي تدفع الشعب الفلسطيني للنضال من أجل حقوقه وأهدافه وتحقيق سيادته على أرضه والتي أكدتها المواثيق الدولية.

وأكدت اللجنة على ضرورة تدخل المنظمات العالمية والاسرائيلية التي تناضل من أجل حقوق الانسان لرفع الحصار الجائر والعودة الى ما كانت عليه الأوضاع على الأقل تسهيلا لحركة مرور العامة.