نقابة المحامين تدعو لخوض معركة اسقاط "صفقة القرن"
نشر بتاريخ: 02/07/2018 ( آخر تحديث: 02/07/2018 الساعة: 11:44 )
رام الله- معا- دعت نقابة المحامين الفلسطينيين في بيان اصدرته اليوم، إلى خوض معركة مفتوحة لإسقاط صفقة القرن الأمريكية والتي كثر الحديث عن تطبيقها من قبل عدد من مروجيها في الإقليم الدولي، داعية كافة اعضائها للانخراط في الفعاليات الوطنية التي اقرتها القوى الوطنية والتي سوف يتم تنفيذها بدءا من اليوم.
ووجهت نقابة المحامين نداء إلى الجماهير العربية والإسلامية للبدء في تنفيذ فعاليات احتجاجية لاسقاط المخططات الإقليمية ضد القضية الفلسطينية، مؤكدة أن أخطار هذه الصفقة سوف تنسحب ايضا على الدول العربية ولن تكون في منأى عن نتائجها.
من جانبه قال المحامي جواد عبيدات نقيب المحامين الفلسطينيين إن المؤامرة الدولية لن تستطيع كسر قوة الصمود والتحدي للشعب الفلسطيني الذي لازال يقاوم بطش المحتل الغاشم على أرض فلسطين، مؤكدا على أن كافة ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته تتوحد لمواجهة هذه المؤامرى الكبرى على القضية الفلسطينية.
وجاء في بيان نقابة المحامين الآتي" يمر الشعب الفلسطيني بمرحلة مفصلية خطيرة تخوض فيها الادارة الأمريكية حربا شعواء ضد هذا الشعب، اذ تستهدف قضيته العادلة وحقوقه الثابتة وتكرس احتلال أرضه تحت ادعاء الرغبة في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتحقيق السلام، وتقوم هذه الادارة برئاسة دونالد ترامب بحشد أدواتها وحلفائها وتأليب دول في الساحتين الاقليمية والدولية بهدف التحريض ضد الشعب الفلسطيني ،وهي مشاركة في الحصار المفروض عليه لحمله على الخنوع والاستسلام والركوع أمام ما يسمى بـ صفقة القرن والقبول بها وتمريرها تهديدا تارة واغراء تارة أخرى.
صفقة القرن التي تتحدث عنها واشنطن ما هي الا خطة اسرائيلية مدروسة أوكلت الى ادارة ترامب لتنفيذها مستفيدة من الأحوال العربية المؤلمة والمتردية والصراعات الدموية التي تشهدها عدد من الساحات في الوطن العربي التي تسببت في تشكيل محاور واصطفافات لا تخدم الأمة وقضاياها.
ان صفقة ترامب_نتنياهو تهدف في نهاية المطاف الى تصفية القضية الفلسطينية ولعل اول ملامح تلك الصفقة هو الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة يوم الرابع عشر من شهر ايار الماضي والذي يصادف يوما اليما في تاريخ الشعب الفلسطيني وهو يوم النكبة، وهذا امعان في التحدي والظلم وقضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وتشريع ما تم ابتلاعه سابقا، والغاء حق العودة ومنح الفلسطينيين كيانا بدون القدس عاصمة لدولتهم التي تحتضن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والتي تمس المشاعر الدينية لأكثر من مليار ونصف مسلم، وفيها اهم الكنائس والأديرة والأماكن المقدسه لاخواننا وشركائنا في الوطن والنضال اخواننا المسيحيين في فلسطين وكل احرار العالم.
لقد قال الشعب الفلسطيني كلمته الفصل برفض أية مساومات على حقوقه المشروعة التي اقرتها القرارات الأممية متمسكا بمواصلة نضاله حتى انتزاع هذه الحقوق، ورفضت القيادة الفلسطينية صفقة ترامب نتنياهو، والتي اسماها الرئيس محمود عباس بـ صفقة القرن لكن التحرك الأمريكي بهدف تسويق الصفقة وتمريرها في الساحتين الفلسطينية والعربية قد نشط في الأونة الأخيرة.
فواشنطن تخشى من الان الاعلان عنها بعد ان أدركت الرفض الفلسطيني القاطع لها، وبالتالي انطلقت قيادتها الى دول في الاقليم بحثا عن سبل التمرير والتسويق وتتناسى الادارة الأمريكية ومن يدور في فلكها، أن الشعوب المناضلة لا يمكن أن تستسلم أو تخضع لارادة المحتل.
ان نقابة المحامين الفلسطينيين تدعو الى موقف عربي واحد واضح وحاسم، وان تنفض العواصم العربية عن كاهلها غبار الاقتتال والعجز والتراخي، فالرئيس الامريكي لم يكن ليطلق هذا المشروع لولا الضعف العربي الراهن، والخلافات بين الاشقاء، مما جعل ادارة ترامب تشعر بان رد الفعل العربي لن يكون سوى بيانات استنكار وشجب، وعلو الصوت عاطفيا الذي سرعان ما ينتهي ويتبدد.
تؤكد نقابة المحامين الفلسطيني على الرفض الشعبي لهذه الصفقة، مهما استخدمت واشنطن من اساليب عدائية واشكال حصار، فلا حل للصراع الا من خلال قرارات الشرعية الدولية، وما دام المسار العربي يعاني انسدادا كبيرا، حيث الخلافات والحروب التي اوصلت العرب الى حالة من التردي، تستنزف مقدراتهم وثرواتهم ويزج بهم في مزيد من الصرعات، فان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الشعب الفلسطيني المكافح، هذا الشعب رغم القمع والظلم والقتل متشبث بارضه مدافع عن حقوقه، وانتصاره قادم، فهذه هي الدروس التاريخ ونواميس الحياة.
وبهذا الصدد فان نقابة المحامين الفلسطينيين تدعو كافة أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل الى التوحد ونبذ الخلافات لمواجهة هذا التحدي الخطير في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، فإنقاذ قضيتنا وحقوقنا مهمة وطنية مقدسة.
كما ان نقابة المحاميين تدعو كافة الزميلات والزملاء وكافة ابناء شعبنا الابي بمختلف قطاعاته وهيئاته ونقاباته الى الانخراط في الفعاليات التي اقرتها القوى الوطنية اليوم والفعاليات التي سيعلن عنها لاحقا في مواجهة هذا المشروع الصهيو-امريكي وهذه الصفقة، وفي ذات الوقت تطالب نقابة المحامين الاشقاء العرب باتخاذ مواقف واضحة وصريحة تؤكد على رفضهم لما يسمى بصفقة القرن، وتدعو جماهير امتنا العربية والاسلامية في الانخراط ايضا في فعاليات مواجهة الصفقة، فأخطار هذه الصفقة سوف تنسحب ايضا على الدول العربية ولن تكون في منأى عن نتائجها المدمرة، وستبقى قضيتنا العادلة القضية المركزية التي لن تلين في وجه غطرسة وعنجهية الاحتلال والادارة الامريكية."