طالبوا السلطة توفير معاشات للعاطلين: عمال قطاع غزة يواجهون البطالة بمزيد من المعاناة واليأس
نشر بتاريخ: 13/10/2005 ( آخر تحديث: 13/10/2005 الساعة: 13:26 )
غزة- معا- ما تزال الطبقة العاملة في قطاع غزة تعاني من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه بسبب إغلاق إسرائيل المنفذ الوحيد لهم في العمل, وعدم توفير بديل يسد حاجاتهم التي باتوا يلمسونها يومياً ويرونها ترتسم على وجوه أطفالهم الذين يحلمون بغد أفضل.
ويصف أبو أشرف ( 50 عاما) عاما, أحد العمال العاطلين عن العمل في مدينة بيت حانون والأب لستة أبناء المعاناة التي يحياها منذ 6 سنوات هي فترة انقطاعه عن العمل في البناء داخل الخط الأخضر بحجة الرفض الامني فيقول لـ "معا": "أصبحت أشعر بأني مريض نفسياً من حالة الملل التي أصبحت تسيطر علي طوال فترة انقطاعي عن العمل, وذلك لأنني لا استطع أن أوفر قوت أبنائي ومصاريف الجامعة خاصةً بعد مرضي بالغضروف وبعد الغلاء الذي طرأ على المواد الغذائية " وتابع أبو أشرف أنه عاش طوال هذه الفترة على المساعدات التي كانت تقدمها منظمة الأنروا للأجئين الفلسطينيين, والتي كانت لاتكفي أسرته لمدة أسبوع.
وأضاف: "إن طبقة العمال طبقة منسية" وطالب أبو أشرف السلطة الفلسطينية ووزارة العمل أن تخصص راتبا شهريا للعمال العاطلين عن العمل, وذلك كي يستطيعوا العيش بكرامة دون اللجوء لطلب المساعدة من أحد", موضحاً أنه يلجأ عند كل فصل دراسي لأحد أقاربه ليستدين منه رسوم دراسة أبنائه الجامعية ليستطيعوا إكمال دراستهم.
العامل رفيق بكر( 35عاما), العائل الوحيد لأسرته التي تتكون من سبعة أفراد وعاطل عن العمل منذ 5 سنوات بسبب الرفض الأمني الذي أخبرته به قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر" ايرز" فيوضح أن سبب رفضه الامني جاء بعد رفضه مساعدة المخابرات الاسرائيلية التي عرضت عليه تزويدها بمعلومات عن أفراد التنظيمات السياسية والعسكرية, رغم محاولتهم إغراءه بالمال ورغم تهديدهم له بمنعه من العمل داخل إسرائيل, إضافة إلى منعه من مغادرة الأراضي الفلسطينية إذا يوماً أراد السفر.
ويضيف بكر أنه دائم التفكير بلقمة الرزق له ولأبنائه حيث ينام ويصحو وهو يفكر بطريقة يؤمن من خلالها طعام ومصروف أبنائه الذين لطالما يطالبونه بمصروف يومي خاصة أثناء ذهابهم للمدارس وبعد الإفطار، مضيفاً " بت أخجل من أبنائي حين يطالبونني بشيقل واحد ولا أجد لأعطيهم, حتى وصل بهم الأمر ان تمنوا أن لا أكون والدهم".
واستطرد قائلاً: العامل يموت موتاً بطيئا ولا أحد يشعر به من المسؤولين, مشيرا الى استشراء مشكلة بين صفوف العمال العاطلين عن العمل ومحال البقالة حيث أصبح الكثير من العمال الذين لا يدرون دخلاً شهرياً يتنصلون من سداد ديونهم المستحقة لمحال البقالة التي يشترون منها, بسبب عدم توفر المال لديهم, حتى أنه أصبحت تقدم ضدهم بلاغات في مراكز الشرطة لاستدعائهم وإجبارهم على دفع المبالغ بأي طريقة كانت.
وقال لـ "معا": إن بعض أصدقائه لجأوا إلى بيع أثاث منازلهم كي يؤمنوا مصروف عوائلهم وبعضهم لجأ إلى سرقة الليمون من البيارات وهو ما ينكره العمال على أنفسهم ويتعجبون من فرط الحاجة التي دعت بعضهم للقيام ببعض الأعمال المشبوهة.
وطالب بكر السلطة الفلسطينية بضرورة بناء مصانع على أراضي المستوطنات التي أخلاها الاحتلال الإسرائيلي للتخفيف من نسبة البطالة المنتشرة في المجتمع الفلسطيني, إضافة إلى تأمين مبلغ من المال يخصص شهرياً للعمال المتعطلين عن العمل.
أما مريم زوجة العامل عبد الشنباري البالغ من العمر (40عاماً) فانها تتحدث عن وضع أسرتها المكونة من تسعة أفراد بعد انقطاع رب العائلة عن العمل في إسرائيل منذ سنتين مضت, قائلة :" لا أستطيع توفير أدني احتياجات المنزل وألجأ مراراً إلى أهلي وأخواني لتوفير مبلغ من المال أقضي به حاجاتي وحاجة أطفالي, وذلك لتخفيف الضغط على زوجي الذي طالما بحث عن عمل في غزة ولم يجد ".
وتابعت أنها بدأت تشعر بالقلق لاقتراب العيد لما يتطلبه من احتياجات إضافة إلي كسوة الأطفال والتي تقدرها بـ 700 شيقل وفق تقديراتها.