الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقدسي نجح وتفوق رغم الحبس المنزلي

نشر بتاريخ: 10/07/2018 ( آخر تحديث: 10/07/2018 الساعة: 14:02 )
مقدسي نجح وتفوق رغم الحبس المنزلي
القدس- تقرير معا- لم يشكل الحبس المنزلي عائقا أمام طالب الثانوية العامة خضر صلاح أبو غنام (17 عاماً) بل شكل لديه دافعا وتحديا للدراسة والاجتهاد خلال العام الدارسي لينجح ويحصل على معدل ٨٠.٣%، ولكن ما يقلق الطالب اليوم هو امكانية التحاقه بالجامعة مع الحبس المنزلي المفروض عليه.
اعتقل الطالب خضر مطلع شهر تشرين أول/ أكتوبر العام الماضي، بعد مضي شهر على بدء العام الدارسي وكان هدفه تحقيق النجاح وعينه على نهاية السنة الدراسية، إلا انه اعتقل أثناء عودته من مدرسته الى بيته وخضع للتحقيق وحضر عدة جلسات محاكم للتمديد، وبعد مضي شهر على اعتقاله أفرج عنه بشروط مقيدة وصعبة تمثلت في الحبس المنزلي والإبعاد عن منزله في قرية الطور بمدينة القدس الى حي بيت حنينا.
وأوضح الطالب خضر أن الحبس المنزلي المفتوح استمر حوالي شهرين، ولم يتمكن خلالها من الخروج من المنزل الذي اضطرت عائلته لاستئجاره في بيت حنينا، وحاول جاهدا خلال هذه الفترة الدراسة ومتابعة المواد والمقررات لوحده، حتى أصدرت المحكمة قرارا يقضي بالسماح له بالذهاب الى مدرسته فقط مع مرافق، وكان ذلك قبل موعد امتحانات نهاية الفصل الأول بعدة أيام.
وأضاف أبو غنام" لم تكن هذه الفترة سهلة فكنت اشعر بالضياع في بعض الأحيان واستصعب بعض المواد خاصة العلمية فهي بحاجة لشرح الأساتذة ومتابعة مستمرة، ولكن الإصرار على النجاح وحصولي على معدل عال كان دافعا لي لتجاوز صعوبة الحبس المنزلي بمساعدة والداي اللذان حرصا على توفير كل احتياجاتي، كما قدمت لي المدرسة كل ما احتجته، لقد أصررت على النجاح لادخل الفرح والسرور على قلوب والداي وتعويضهما عن كل الفترة الصعبة التي قضيتها.

ولفت خضر أبو غنام انه وخلال فترة العام الدارسي عقدت له عدة جلسات محاكمة في محكمة "الصلح" وحينها كان يضطر أحد والديه لإخراجه من الصف واصطحابه لحضور الجلسة، والى ذلك قال" جلسات المحاكم ومواعيد خاصة للمحكمة كانت تتزامن مع الدوام المدرسي وأنا طالب توجيهي الفرع العلمي، ورغم ذلك كنت احرص على المتابعة اليومية واخذ الحصص إضافية في المدرسة، وأساتذة خصوصية في المنزل، إضافة إلى الاطلاع على المراجع والمساعدات، كذلك زملائي في الصف كانوا يوفرون كل ما احتاجه."
ولفت أبو غنام أن والدته كانت ترافقه يوميا إلى المدرسة، حيث تقوم بتوصيله صباحا واصطحابه بعد انتهاء الدوام المدرسي، وكذلك الأمر كان خلال فترة الامتحانات الوزارية.
وقال الطالب خضر" تجربة الاعتقال ليست سهلة ولكن فرحة النجاح والمعدل آنستني صعوبة الأيام والحبس المنزلي والإبعاد."
ويطمح ابو غنام لدراسة الهندسة، الا انه لا يعلم ان كان باستطاعته الالتحاق بالجامعة، حيث ان القضية لم تغلق، ولا يزال قيد الحبس المنزلي، وهو بانتظار محكمته في أكتوبر تشرين اول القادم.
أما والدة الطالب خضر أبو غنام فقد قالت" إن فترة الحبس المنزلي صعبة للغاية، تأثرت العائلة بأكملها وتشتتنا بين الطور وبيت حنينا، تركت طفلي في المنزل بالطور لقربهما من مدرستهما، بينما انتقلت أنا وخضر وأحد أشقائه لبيت حنينا، أما زوجي فكان يحرص على التواجد في المكانين وتوفير كافة الاحتياجات لنا، وكذلك الأقارب ساندونا خلال هذه الفترة الصعبة."
وأضافت" حرصنا كعائلة على توفير احتياجات خضر منذ لحظات اعتقاله الأولى حتى اليوم، لافتة أن الحبس المنزلي حرم خضر من المشاركة بكافة فعاليات ونشاطات المدرسة العام الماضي، بينما تمكن فقط من المشاركة في حفلة التخرج بعد تقديم طلب للمحكمة للحصول على الموافقة."
وتفرض سلطات الاحتلال "عقوبة الحبس المنزلي" على المقدسيين لفترات متفاوتة قد تمتد لسنوات حتى صدور الحكم النهائي بالقضية، وتتحول المنازل بهذا القرار الى سجون والآباء الى سجانين ومراقبين على أبنائهم.