الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطفلة فرح تُشرق حياتها من جديد بعد حادث طرق أليم

نشر بتاريخ: 17/02/2008 ( آخر تحديث: 17/02/2008 الساعة: 13:32 )
غزة- معا- عبرت الطفلة فرح ابنة العاشرة ربيعا عن سرورها وسعادتها وهي تتكلم وتضحك مع أمها وأخواتها، ولكنها تسير ببطء وما زالت تتلقى خدمات التأهيل الطبي في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية، فقد أصيبت الطفلة بحادث سير أليم، كاد أن يودي بحياتها لولا قدر الله، فلازالت ذاكرتها الصغيرة، تحكي أطرافاً عن الحدث الأليم، فهي تتذكر لون السيارة التي صدمتها وألقت بها لمسافات بعيدة ، فيما أنقذها خالها.

تتمتع بذكاء
تقول أم كرام والدة الطفلة فرح، أن ابنتها الصغيرة تتمتع بذكاء، وتحصل على درجات عالية في دروسها المدرسية، وهي محبوبة من قبل المدرسات في مدرسة عبد الله بن رواحة الابتدائية.

تحدثت الأم حول ظروف الحادث الأليم، حينما كانت الطفلة فرح في زيارة عند أخوالها، وشاء القدر أن تصدمها سيارة، حيث مكثت في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح أيام، ثم تحولت إلى مستشفى الشفاء، وكانت في غيبوبة، لمدة عشرة أيام، ثم تم تحويلها إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحات التخصصية، لتتلقى خدمات التأهيل.

خدمات رائعة
وتقول الأم: أن الخدمات في مستشفى الوفاء رائعة، وتتلقى طفلتها فرح جلسات علاج طبيعي ووظيفي، حيث أصبحت تتحدث وتتعرف على الآخرين، وبدأ الكلام يتحسن عندها، فضلا عن أنها بدأت تعتمد على نفسها، فيما لازالت تتلقى العلاج ضمن البرنامج العلاجي المخطط لها في مستشفى الوفاء.

وثمنت أم الطفلة فرح الجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم الطبية في سبيل تقديم الخدمات العلاجية في أرقى مستوياتها، موجهة شكرها لإدارة المستشفى على هذا دورها الكبير في خدمة الجرحى والمعاقين وتوفير احتياجاتهم.

كانت في حالة حرجة
ومن جهته قال أبو كرم والدة الطفلة "الحقيقة الخدمات الطبية التأهيلية في مستشفى الوفاء مميزة وراقية، لا سيما أن ابنته فرح كانت في حالة حرجة، ولكن بفضل الله، هاهي تتعافي صحتها رويدا رويدا وتقريبا تعود إلى البيت والمدرسة وتمارس حياتها بشكل طبيعي".

ويضيف أبو كرم أن ابنته فرح كانت متفوقة في صفها المدرسي وكانت تحب قراءة القصص والمغامرات، كما تحفظ سوراً من القرآن الكريم.

الطبيب المعالج
ومن جهته قال رئيس طواقم التأهيل بمستشفى الوفاء الدكتور أيمن البدري " أصيبت الطفلة فرح إصابة شديدة بالدماغ متركزة في منطقة الفص الجبهي، حيث كانت الطفلة طريحة الفراش ، وتستجيب لأوامر بسيطة لكنها كانت فاقدة القدرة على النطق وتحريك العينيين، وكانت تعاني من ضعف بالأطراف.

غير مدركة للمكان والزمان
ومن جهته قال رئيس قسم العلاج الوظيفي في مستشفى الوفاء موسى أبو مصطفى أن الطفلة فرح كانت عند دخولها المستشفى مدركة لنفسها ولأفراد عائلتها ولكنها كانت غير مدركة للمكان والزمان والأشخاص الآخرين خارج إطار العائلة.

خطة علاجية
وأضاف أبو مصطفى انه تم وضع خطة علاجية للطفلة فرح، هدفت إلى تحسين القدرات الإدراكية، وزيادة الاستقلالية في أنشطة الحياة اليومية، كما تم عمل جلسات علاجية بشكل يومي في وحدة العلاج باللعب الخاصة بالأطفال، وتم استخدام أنشطة تحفيز المعرفة الإدراكية لديها، كم تم استخدام أنشطة لزيادة مهارات الأطراف العلوية، فيما تم تدريب الطفلة على الأنشطة اليومية وجاري تحضيرها للعودة للبيت والمدرسة وممارسة حياتها الطبيعية.

ويذكر أن مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية تأسس في العام 1996، كتلبية للحاجة المجتمعية الملحة ، فيما يعتبر مركز التأهيل الطبي الأول والوحيد في قطاع غزة ، ويقدم المستشفى خدماته لكافة المرضى والمعاقين الذين يعانون من إعاقات حركية أو إدراكية ناتجة عن إصابات العمود الفقري، إصابات الدماغ، الجلطات الدماغية ، الشلل بأنواعه ، اضطرابات العضلات والأعصاب، حالات الكسور بأنواعها ، مشاكل المثانة والتبول اللاإرادي ، مضاعفات حالات طريحي الفراش، اضطرابات الدورة الدموية ( نقص التروية ) في الأطراف.