العراق: المظاهرات تتسع وإعلان حالة تأهب قصوى
نشر بتاريخ: 14/07/2018 ( آخر تحديث: 15/07/2018 الساعة: 10:17 )
بيت لحم-معا- وضع العراق قواته الأمنية في حالة تأهب قصوى السبت بعد تصاعد حركة المظاهرات التي تشهدها محافظاته الجنوبية احتجاجا على الفساد وضعف الخدمات الأساسية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر أمنية لم تسمها قولها إن قوات لفرض النظام مكونة من قوات مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش العراقي قد نشرت لحماية الحقول والمنشآت النفطية في محافظة البصرة، التي تشهد مظاهرات احتجاج متواصلة منذ أسبوع.
وقد انطلقت صباح اليوم مظاهرة جديدة في منطقة خور الزبير (100 كم جنوب غرب البصرة)، هدد فيها المتظاهرون بقطع الطريق المؤدي إلى الموانئ العراقية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم بإيجاد فرص عمل وتحسين المستوى المتردي للخدمات الأساسية، وتظاهر العشرات من الأهالي في ناحية صفوان عند مدخل منفذ صفوان الحدودي مع الكويت (70 كم غرب البصرة).
أفادت معلومات عن انقطاع التيار الكهربائي عن كامل محافظة النجف في العراق، تزامناً مع إعلان حظر التجوال في المحافظة.
يأتي ذلك بعدما قام متظاهرون بإحراق مقرات تابعة لكتائب "حزب الله" في النجف، التي شهدت اقتحام مطار المدينة الدولي مساء الجمعة من قبل المحتجين والسيطرة عليه حتى فجر السبت، فيما أضرم المتظاهرون النار في منزل رئيس مجلس ادارته التابع الى حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة مطار النجف جواد الكرعاوي في مؤتمر صحافي السبت على "جاهزية المطار للعمل وهو بانتظار تقرير سلطة الطيران المدني".
واتهم الكرعاوي من سماهم "المخربين" بأنهم قد "هشموا المعدات لكن كوادر المطار أكملت الاستعدادات لفتحه ... وبإشراف لجنة من سلطة الطيران المدني"، مع تشديده على أن "المطار الآن مؤمن من قبل قوة من جهاز مكافحة الإرهاب وقيادة عمليات الفرات الأوسط".
من جهةٍ أخرى، حاصر متظاهرون مبنى محافظة كربلاء، ليل السبت، وحاولوا اقتحامه.
وكان التوتر تصاعد في البصرة بعد مقتل متظاهر يوم الأحد إثر إطلاق نار خلال تفريق مظاهرة ضد البطالة وانعدام الخدمات العامة، وخصوصا الكهرباء بحسب ما قال مسؤولون وشهود عيان.
وقد اقتحم المتظاهرون الغاضبون في بعض هذه المظاهرات مقرات أحزاب ومنازل بعض النواب والمسؤولين الحكوميين وأحرقوا بعضها، كما دخلوا إلى منشآت حكومية واشتبكو مع الأمن بعد محاولتهم اقتحام مقر منظمة بدر في المحافظة.
وأفادت تقارير بإغلاق المتظاهرين لجسر الطوبة المؤدي إلى حقول الرميلة النفطية (30 كم شمال غرب البصرة)، وخروج مظاهرة في منطقة الزريجي في قضاء شط العرب (35 كم شمال غرب البصرة) وأخرى في منطقة الدير (40 كم شمال غرب البصرة) القريبة من حقل مجنون النفطي.
يذكر أن صادرات النفط من البصرة تدر أكثر من 95 في المئة من عائدات العراق، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك". ومن شأن أي تعطل للإنتاج أن يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد المتعثر.
وترأس العبادي اجتماعًا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني يوم السبت، ناقش فيه الوضع الأمني و"تداعيات ما حصل في بعض المناطق من تخريب من قبل عناصر مندسة"، بحسب تعبير بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء.
وأضاف البيان الذي أكد أنه يقف مع "حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين" على أن القوات الأمنية "ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون وأن الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته"، في إجراءات متّخذة ضمن جهود لاحتواء زخم المظاهرات المطردة التي انطلقت الأحد الماضي في مدينة البصرة وامتدت إلى محافظات أخرى كالعمارة والناصرية والنجف.
في المقابل، عبّر المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، الذي يندر تدخله في السياسة، عن تضامنه مع المحتجين وقال إنهم يواجهون "النقص الحاد في الخدمات العامة" مثل الكهرباء في ظل حرارة الصيف الخانقة.