نشر بتاريخ: 18/07/2018 ( آخر تحديث: 19/07/2018 الساعة: 12:58 )
القدس- معا- أقرت لجنة القانون والدستور التابعة للكنيست الإسرائيلي اليوم الأربعاء، مشروع "قانون القومية" المثير للجدل، وذلك تمهيدا لعرضه على جلسة الكنيست للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة الليلة، والقانون هو الاسوأ في تاريخ الكنيست.
ويعرّف مشروع "قانون القومية" دولة إسرائيل على انها "الوطن القومي للشعب اليهودي، الذي يمارس فيها حقوقه الطبيعية والثقافية والدينية والتاريخية لتقرير المصير".
ويقضي مشروع "قانون القومية" بان "اللغة العبرية هي اللغة الرسمية لدولة إسرائيل"، فيما لم تعد اللغة العربية رسمية بل ذات مكانة خاصة.
وبخصوص الاستيطان اليهودي، جاء في مشروع القانون "ان الدولة تعتبر تطوير الاستيطان اليهودي من القيم الوطنية وإنها ستعمل على تشجيعه".
وخطب النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة أثناء النقاش حول قانون القومية قائلا: "فقط من لا يثق بنفسه، بمشروعه، فقط من سرق أرضًا وطردًا شعبًا، فقط الحرامي يدور حول جريمته، وهكذا أنتم بعد ٧٠ سنة من إقامة إسرائيل تواصلون الإثبات للذات بالأساس، لأنكم متشككون وغير واثقين. وهذا تمامًا بخلافنا نحن أهل الوطن الذين نشعر بارتياح طبيعي لأننا بوطننا. فنحن لنا بحاجة إلى قوانين وأدلة إثبات!!"
وقرأ عودة بنود القانون وقال "الرسالة واضحة. تريدون القول لنا بأن الدولة ليست لنا، ولكن لا شيء يمنع الحقيقة الطبيعية بأننا أهل هذا الوطن ولا وطن لنا سواه."
وتوجَّه عودة الى حزب العمل قائلا "إنه يقدّر موقفهم المعارض ضد القانون ولكن من أجل معارضة حقيقية فهناك حاجة لقراءة تاريخهم. فمن بنى ٧٠٠ تجمع سكاني لليهود فقط؟ ومن نفّذ الحكم العسكري؟ ومن صادر الأراضي؟ ومن ومن؟؟ ولهذا فمن أجل معارضة صادقة هناك أهمية لإجراء مراجعات واتخاذ مواقف ديمقراطية، كي تكون المعارضة جوهرية لهذا القانون."
وقال عودة بأن هذا القانون غير شرعي وفوقه علم أسوَد، ورفع العلم الأسوَد فوق القانون، احتجاجًا عليه وتأكيدًا على عدم شرعية وأخلاقية وعدم احترام هذا القانون.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات "ان القانون خطير وعنصري بامتياز، يتحدث عن مكانة اللغة العربية وايس للمواطنيين العرب حق فى تقرير مصيرهم اذ يقرر مصيرهم اليهود ، القدس شرقا وغربا عاصمة لإسرائيل ، كنّا نقول ابرثايد فى أراضي دولة فلسطين المحتلة ، ام هذا القانون فيجعل من دولة اسرائيل نظام ابرثايد قانونا".
وفي خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست خلال تداول ونقاش القانون قال النائب مسعود غنايم: "هذا القانون هو شرعنة للتمييز والعُنصرية وخطوة كبيرة نحو تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية نقيّة خالية من العرب، هذا القانون لا يُصادر فقط حقوق المواطن، وإنما أيضاً حقوق الإنسان لأنه يمنعني من التعبير عن خُصوصيتي القومية والثقافيّة كعربي فلسطيني ويَحُد من حُريتي ويُصادر حقي كإنسان بالإرتباط بأرضي ووطني".
"نتنياهو واليمين القومي في إسرائيل يشعر أن الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان هي تهديد ليهودية الدولة وهو يؤمن بالديمقراطية الإثنيّة وبالصندقراطية أي ديمقراطية فقط بالمشاركة بالإنتخابات دون ضمان حُريات الأقلية أو حُرية التعبير وحقوق الإنسان".
وقد ألقى النائب مسعود غنايم جزء من خطابه باللغة العربية كإحتجاج على المس باللغة العربية كلغة رسمية في الدولة وقرأ قصيدة توفيق زياد "هنا باقون".
ووصف النائبان احمد الطيبي ويوسف جبارين من "القائمة المشتركة"، التي تمثل المواطنين العرب في إسرائيل، مشروع "قانون القومية"، "بالمسمار الاخير في نعش ما يسمى بالديمقراطية الإسرائيلية".
وقال النائبان: "إن بقاء المواطنين العرب ولغتهم العربية في هذه البلاد، لن يمسه اي قانون، لا من نتنياهو ولا من ديختر، لأن الأرض تتكلم العربيّة عبر الزمان" – حسب تعبيرهما.