نشر بتاريخ: 24/07/2018 ( آخر تحديث: 24/07/2018 الساعة: 11:45 )
القدس- معا- قال الدكتور حنا عيسى، أستاذ وخبير القانون الدولي، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن الفساد ظاهرة قديمة في فحواها وحديثة في أساليبها، فأساليب الفساد تعددت وتنوعت بتنوع البيئة بحيث اتخذت أشكال مختلفة منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية والدولية.
ونوه الى ان الفساد الاقتصادي يشمل على جميع الممارسات التي تؤدي الى الإضرار بالاقتصاد الوطني من خلال ممارسة أنواع الفساد الأخرى كالفساد المالي والإداري والسياسي، هناك تعريفات كثيرة للفساد الاقتصادي كان أهمها هو سوء استخدام الوظيفة أو المنصب عموما لتحقيق منفعة خاصة .
وأشار عيسى الى ان أنواع الفساد الاقتصادي ثلاثة، وهي فساد عرضي أو فردي بحيث يكون الفساد حالة عرضية لبعض الأفراد السياسيين أو الموظفين العموميين، أو مؤقتاً وليس منتظماً، أما الثاني فهو الفساد الإقتصادي المؤسسي ويكون الفساد موجوداً في مؤسسة بعينها أو في قطاعات محددة للنشاط الاقتصادي دون غيرها من القطاعات الأخرى، كوجود بعض الموظفين الرسميين الفاسدين في بعض الوزارات والقطاعات المختلفة. ويكثر الفساد في القطاعات التي يسهل جني الريع منها، حيث يسود الضعف في النظام وتضعف الرقابة والتنظيم في هذه القطاعات.
وتابع أما الفساد الإقتصادي الثالت فهو الفساد المنتظـم ويكون فيه الفساد ظاهرة يعاني منها المجتمع بكافة طبقاته ومختلف معاملاته، وهذا الفساد يؤثر على المؤسسات وسلوك الأفراد على كافة مستويات النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وله ملامح تميزه عن غيره كأنه متجسد في بيئات ثقافية واجتماعية معينه، ويميل إلى أن يكون احتكارياً، بالإضافة لكونه فساد منظم ويصعب تجنبه.
وأوضح اسباب الفساد الاقتصادي تعود لضعف المنافسة السياسية، ونمو اقتصادي منخفض وغير منتظم وضعف المجتمع المدني وسيادة السياسات القمعية، وغياب الآليات والمؤسسات التي تتعامل مع الفساد.
ولفت الى مظاهر الفساد عدة وأهمها الرشوة وهي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل أو الإمتناع عن تنفيذه مخالفة للأصول، والمحسوبية وهي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص مثل حزب أو عائلة أو منطقة…الخ، دون أن يكونوا مستحقين لها.
وأضاف ان من مظاهره أيضا المحاباة وهي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة، ولا نغفل عن الواسطة وهي التدخل لصالح فرد ما، أو جماعة دون الالتزام بأصول العمل والكفاءة اللازمة مثل تعيين شخص في منصب معين لأسباب تتعلق بالقرابة أو الانتماء الحزبي رغم كونه غير كفؤ أو مستحق.
واستطرد هناك نهب المال العام للحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق تحت مسميات مختلفة، والإبتزاز للحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد.