نشر بتاريخ: 28/07/2018 ( آخر تحديث: 28/07/2018 الساعة: 11:47 )
رام الله- معا- أكد راسم البياري نائب أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين ان علاقة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بمؤسسة "الهستدروت" الإسرائيلية هي علاقة نقابية عمالية وليست سياسية.
جاء ذلك خلال اجتماع مشترك للجنة التنفيذية وللأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين، عقد صباح اليوم السبت، في مدينة البيرة، وترأسه الأمين العام شاهر سعد.
وجاءت أقوال البياري في معرض رده على تطاول العديد من الجهات المحلية على شخص الأمين العام سعد وعلى مؤسسة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين،
بعد مشاركة الأمين العام في اجتماع عمل دولي نظمته مؤسسة الهستدروت.وأضاف البياري ان الهجمة التي قام بها البعض على شخص الأمين العام منبعها أحقاد وضغائن مبيتة، ولم تكن بدافع وطني منهم، ولا من فرط حرصهم على مصالح العمال؛ فضلاً عن تضمنها لأكاذيب حاول مروجوها إظهارها وكأنها جزء من الوقائع الفعلية للمشاركة؛ ومن المؤسف مشاركة بعض رفاق الدرب في هذه الحملة ممن شاركوا في عشرات الحوارات واللقاءات مع مؤسسة الهستدروت، وممن أيدوا خطياً كل الاتفاقيات التي وقعها الاتحاد مع "الهستدروت"، وعند الضرورة سنقدم تلك الاتفاقات للرأي العام الفلسطين، ليعرف حقيقة دوافعهم ومآربهم.واوضح البياري في حديثه ان علاقة مؤسسة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بالهستدروت، فرضتها الضرورة الوطنية كما فرضت العلاقة نفسها بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بعد اتفاق أوسلو، وهي مسخرة بالكامل لخدمة عمالنا وعاملاتنا، كما أن اللقاء المذكور نظم على هدي الحقائق التالية:
أولاً - مشاركة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين مع وزارة العمل الفلسطينية، كان بهدف العمل المشترك على تحصيل الأموال المحتجزة لدى الجانب الإسرائلي منذ عام 1972م، والتي يجب تحويلها لمؤسسة الضمان الاجتماعي بعد تشكيلها، وفقاً للمادة رقم (37) من اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينينة ودولة إسرائيل.
ثانياً – مشاركة الأمين في اللقاء المذكور، تم بالتنسيق المسبق مع منظمة العمل الدولية بصفته عضواً في مجلس إدارتها، إلى جانب مسؤولة ملف العمال في المنظمة نفسها "كاثرين بيسكر" التي كانت في زيارة عمل لفلسطين وإسرائيل.
يعني ذلك، أن اللقاء لم يكن لقاءاً شخصياً ولا فردياً ولا سرياً، وباعثه الوحيد؛ البحث في تعاظم المشكلات التي يواجهها العمال في سوق العمل الإسرائيلي، ولهذا شاركت الحكومة الفلسطينية فيه ممثلة بعطوفة وكيل وزارة العمل.
وشارك فيه العديد من الأصدقاء الدوليين، وتركز الحوار فيه على العديد من القضايا العامة ومنها:
1- الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الفلسطينييون في سوق العمل الإسرائيلي، بما في ذلك عمليات التفتيش المذلة الذي يتعرضون لها على الحواجز العسكرية الإسرائيلية.
2- مطالبة الجانب الإسرائيلي بتحويل مستحقات العمال المحتجزة لديه منذ عام 1972م لصالح الصندوق التكميلي التابع لمؤسسة الضمان الاجتماعي بعد البدء بتشغيلها مطلع تموز الحالي.
3- إصرار أرباب العمل الإسرائيليين، على مخالفة شروط ومعايير الصحة والسلامة المهنية في مواقع العمل، وجعل بيئة عمل العمال الفلسطينيين غير لائقة وغير أمنة.
4- البحث في سبل وإمكانيات تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
5- البحث في سبل وطرق التصدي لظاهرة سماسرة بيع تصاريح الدخول لإسرائيل.
وفي ختام حديثه أكد البياري على أن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، رفض ويرفض التطبيع مع الخصم الإسرائيلي، لعدة أسباب، ومنها عدم المقدرة الذهنية والوجدانية كفلسطينيين على جعل العلاقات الشعبية والمؤسساتية طبيعية بالمحتل الإسرائيلي، وهو أمر لم تتمكن منه دول عربية كبرى لها علاقات رسمية مع إسرائيل، كمصر والأردن، اللتان ما زالت علاقتما بإسرائيل تحت الحد الرسمي والدبلوماسي، ولم تتجاوز هذا الخط من خطوط التعالق والتعاون بين دول من المفترض أن بينها اتفاق سلام وتعاون مشترك.
واضاف إن جعل العلاقة طبيعية بين خصميين لدودين أمر يسبقه بالضرورة شيوع وسواد العدل والتكافؤ بينهما وهذا ما تفتقده أي علاقة سلام بين إسرائيل وأياً من الدول العربية وفي مقدمتها دولة فلسطين.
واضف يعني ذلك، أن أي علاقة لأي قطاع فلسطيني رسمي أو شعبي أو أهلي مع مؤسسات دولة الاحتلال، هي علاقة الضرورة الوطنية، التي تشكلها الظروف المحيطة، ومنها حاجتنا الجامحة للعمل ومن ثم حاجتنا لتنظم حركة دخول وخروج العمال الفلسطينيين والعاملات من وإلى إسرائيل، ومن ثم متابعة مشكلاتهم التي لا حصر لها، وكذا التبادل التجاري والجمارك والسفر والعلاج والمياه والطاقة والبيئة، وغير ذلك من فعاليات الحياة الطبيعية لأي شعب، لهذا لن تتجاوز علاقتنا بالآخر الإسرائيلي هذا المستوى من مستويات التعالق.
وتابع "فلننظر معا للعرب الفلسطينيين الذين يعيشيون بين الإسرائيليين والذين يحملون جنسية دولة الاحتلال، فإسرائيل تعاملهم كأعداء وهم لا يجهرون بأي خطاب أو برنامج عمل سياسي ضد دولة الاحتلال، رغم ذلك إسرائيل واليهود يرفضونهم، لأن اليهودي بطبعه يرفض التعالق مع أي آخر أياً كان، ويفضل تسخيره لخدمته لا التناظر معه في علاقة متكافئة مؤسسة على الاحرام والتقدير".
واضاف "لهذا نأمل من الجميع توخي الدقة قبل كتابة البيانات، والعودة لمصادر المعلومات، لأن صناعتكم لنصوص تضاهي لمعان السراب في كذبه، لا تسهم في شىء، سوى في بلبة وإرباك الشارع الفلسطيني وزيادة حيرته، وهو الذي تعصف به المشكلات من الجهات الأربعة، وقبل ذلك ومن بعده توخي الأمانة واتقاء الله فيما تكتبون وتنشرون".