نشر بتاريخ: 02/08/2018 ( آخر تحديث: 02/08/2018 الساعة: 09:58 )
طولكرم- معا- أطلقت جامعة فلسطين التقنية خضوري، اليوم، منتدى الحوكمة الفلسطيني وذلك تحقيقا لدورها ورسالتها الى جانب دورها الاكاديمي، بتشجيع العمل الريادي والتفكير الابداعي لتطوير المجتمع الفلسطيني وخدمة مواطنيه، عبر اطلاق سلسلة من المشاريع والبرامج المتعددة والتي تسهم في تعزيز المواطنة والقيم المجتمعية والمؤسساتية التي تجعل من الشفافية والمساءلة والنزاهة أساس لحوكمة العمل في المؤسسات.
جاء ذلك في حفل افتتاحي في رام الله بحضور ومشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم ورئيس الجامعة أ.د. مروان عورتاني ونائب محافظ سلطة النقد د. رياض شحادة، ورئيس المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص أ. خليل رزق ورئيس منتدى الحوكمة د. نافع عساف، والخبير المستشار في الحوكمة د. هشام عورتاني، والوكيل المساعد ايهاب القبج وسفير جنوب افريقيا في فلسطين اشرف سليمان والشيخ حسام عفانه ورئيس ديوان الموظفين العام أ. موسى ابو زيد.
وخلال افتتاح الحفل الذي تولى عرافته مساعد رئيس الجامعة لشؤون العلاقات العامة والمجتمعية أ. أحمد عمار، اشار د. صيدم الى ايمانه أن الحوكمة السليمة في النظام السليم، شاكراً دور جامعة خضوري في صنع حالة من الاستقرار في منظومة التعليم العالي، بفعل جهود طواقمها الاكاديمية والادارية وعلى رأسها أ. د. مروان عورتاني، فبعد اكثر من 100 عام من العمل المشتت تعود الى العمل الموحد من خلال توحيد معظم اراضي خضوري التاريخية وتوفير الامكانيات والبنى التحتية اللازمة.
واعتبر د. صيدم اطلاق المنتدى من ارقى انماط العمل الذي حققته حضوري، فهي الجامعة التي تقول وتعمل في ظل مجتمع فلسطيني أشبع بالشعارات، مضيفاً أن السؤال الحقيقي الذي على التعليم ايجاد جواب له، هو دوره في عملية التحرير، وذلك من خلال الايمان في التعليم كسلاح لمقارعة الاحتلال والعمل الجاد حول حوكمته.
وشكر د. صيدم الحاضرين، معتبراً اياه دعماً لمسيرة خضوري وجهودها في ظل الاستراتيجيات والنسق الذي تحتضتها وزارة التربية والتعليم العالي وتؤمن بها.
تعظيم مكانة الحوكمة في المنظومة الجامعية
واوضح أ.د. عورتاني بداية المنتدى الحوكمي كانت بمبادرة من كلية الاقتصاد والاعمال التي استحدثت قبل عامين مساقاُ جامعياً حول حوكمة الشركات بالتعاون مع هيئة التمويل الدولية وهيئة سوق رأس المال، وتبنى المساق نهجاً تطبيقياً مبني على أساس دراسات تحليلية للوضعية الحوكمية نتج عنه حراك وحوار داخلي حول سبل تعظيم مكانة الحوكمة في المنظومة الجامعية، وقد توج هذا الحراك بقرار مجلس العمداء بانشاء هذا المنتدى، مما يبرز البعد الريادي للجامعة ودورها في احداث التغيير في المجتمع الفلسطيني.
واضاف أ.د. عورتاني ان اهتمام الجامعة في موضوع الحوكمة جاء نتيجة تزايد الاهتمام الدولي بشؤون الحوكمة وجعلها أحد أهم مرتكزات الحكم الصالح والادارة الناجحة في المؤسسات، اضافة الى كون الحوكمة أصبحت عنصر اساسي في بناء مكونات الجامعة وهيئاتها المختلفة وتشريعاتها وألية اتخاذ القرار فيها.
وأشار أ.د. عورتاني الى الاهمية الخاصة للحوكمة في الجامعات الفلسطينية في ضوء الحراك متعدد الأبعاد الذي يشهده قطاع التعليم العالي خاصة باتجاه اصلاح تشريعي جدي تمثل في صدور قانون التعليم العالي، والاهتمام المتزايد في الجامعات الفلسطينية للانطلاق نحو العالمية مما يشكل حافزاً اضافياً للجامعات، اضافة الى التحدي الذي يواجه الجامعات والمتعلق بجدوى مخرجات العملية التعليمية وانعكاسها على الأفراد والمجتمع.
كما نوه أ. د. عورتاني ان المنتدى سيولي اهتماما خاصا بقطاعين، هما المؤسسات والجامعات، مشيراً الى انه سيتم تشكيل مجلس ادارة للمنتدى يضم في عضويته قيادات ذات شأن وخبرة في مجال الحوكمة من مختلف القطاعات.
من جهته، اعرب د. شحادة عن سعادته في المشاركة بمثل هذا الحدث شاكراً خضوري ممثلة برئيسها وكوادرها على هذه المباردة، موضحا ان بداية مفهوم الحوكمة بدأت منذ التسعينيات بالتزامن مع فشل هيئات الرقابة نتيجة غياب الشفافية وضعف مجالس ادارة المؤسسات والتواصل بين اجزاء هيكلياتها المختلفة، مما ادى الى بروز اهتمام بتعريف الحوكمة لدى المؤسسات المختلفة، لتصبح من اولويات سياسات مجالس الادارة في المؤسسات الهامة.
وأوضح د. شحادة ان فلسطين كانت من اوائل الدول التي ساعدت في اعداد وتنظيم معايير الحوكمة وتطبيقها داعيا البنوك الى تطوير نظم الحوكمة الخاصة وفق سياستها الادارية لما لها من دور في زيادة الثقة في المؤسسات ورفع فيمتها السوقية.
وبين د. شحادة أن اهم مبادى الحوكمة وفق مدونة 2017 تتمثل في الافصاح عن الشفافية وبروز حقوق المساهمين ومسؤوليات الادارة والمساءلة والانضباط والعدالة والنظم الرقابية.
وأوضح ان سلطة النقد طورت خطة للتحول الاسراتيجية من سلطة محدودة الصلاحيات في العام 2007 الى سلطة كاملة، الامر الذي ترتب عليه زيادة الثقة في الجهاز المركزي الفلسطيني بالاضافة الى تحقيق استقرار مالي وارتفاع في الودائع الربحية رغم الاوضاع السياسية الصعبة، معربا عن استعداد سلطة النقد تقديم التسهيلات كافة لخدمة منتدى الحوكمة في اطار جامعة فلسطين التقنية -خضوري.
من جانبه بين أ. رزق أن الحوكمة تعتبر مخرجا مهما جدا يتواءم مع احتياجات سوق العمل وان غيابها يعني غياب فرص النجاح والتميز وان الاهتمام بالحوكمة يعتبر عمل وطني داعيا الى اعادة النظر في القوانين التي تعنى بنظام الحوكمة لملائمة احتياجات سوق العمل المتطورة.
واوضح أ. رزق أن سوق العمل الفلسطيني الذي يتميز بصغره وبصبغته العائلية لديه خطأ سائد متمثل بعدم الحاجة للحوكمة لاسباب تتعلق بالجهل بمفهوم الحوكمة ومهامها.
دعا أ. رزق الى تطوير المنتدى فالحوكمة ليست محصورة فقط في دائرة الاعمال وهي من اهم اللجان التي يجب ان تعطى الاولوية والتميز في اختيار اعضائها، معربا عن سعادته بخروج الطلبة الى سوق العمل الحكومي والخاص في ظل انتشار ثقافة العمل بالحوكمة، بشكل يسهم في نشر الوعي وفهم الحوكمة بعيدة عن الأمور التقليدية.
وبين أ. رزق أنه يقع على الوزارة الرسمية دور كبير لنشر مفهوم الحوكمة وتعميم هذه الفكرة والتجربة في كافة الجامعات الفلسطيني لتأدية دور وطني في ارفاد سوق العمل بكادر يعمل في اطار الحكومة.
من جانبه أعتبر د. عساف أن الجامعة المكان الامثل لتعزيز وزراعة المفاهيم في عقول الجيل الشاب، خاصة وان ضعف تطبيق مبادئ الحوكمة له انعكاسات سلبية على استقرار سوق المال والذي اظهرته الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة.
وأوضح د.عساف ان فلسطين بحاجة لتعزيز الحوكمة وترسيخ مفاهيم الشفافية ما يتطلب توفير قواعد قانونية ومؤسساتية فعالة.
مبينا أن تعميم الحوكمة في فلسطين بحاجة الى وضع مسألة الحوكمة ضمن اولويات المؤسسات بالاضافة الى تعزيز الوعي والتواصل مع كافة الجهات المعنية.
وبين د.عساف ان قرار تاسيس منتدى الحوكمة في جامعة خضوري جاء بناء على تكليف ودعوة عدة اطراف في الجامعة لتاسيس منتدى الحوكمة فيها، والتي بدورها ومن خلال اللجنة التأسيسية قامت في الاطلاع على تجارب مختلفة ثم وضع نظام اساسي للمنتدى.
من جانبه أعرب مستشار المنتدى واحد اعضاء اللجنة التاسيسية د. هشام عورتاني عن تقديره العميق لجامعة الخضوري لهذه الخطوة المبادرة في تأسيس المنتدى واصفا اياه بالخطوة المهمة ويشكل خطوة كبيرة في نشر ثقافة الحوكمة والالتزام بها.
منوهاً الى ان الشركات في فلسطين بحاجة ان تفتح ملف الحوكمة على نطاق اوسع ودراسة مشكلة ضعف الحوكمة في مجالات اخرى، خاصة في ظل ضعف قناعة واهتمام القطاع الخاص بالحوكمة، رغم كونها قضية اساسية تعنيه بالمقام الاول فهي احد اهم متطلبات تحسين وتطوير القدرة التنافسية للشركة، فالاقتصاد المعاصر يقوم على التنافسية.
واعتبر د. عورتاني ان سلطة النقد تشكل نموذجا لهذه المؤسسات، فمدونة الحوكمة الخاصة بالبنوك تحدد ممنوعات ومسموحات البنوك معرباً عن فخره في اداء البنوك، مؤكداً على دور سلطة النقد في تعزيز هذا التوجه من خلال نشرثقافة الحوكمة والرقابة على الالتزام بها.
وأضاف د. عورتاني ان الشركات العائلية في وضع مؤسف رغم كون الاقتصاد الفلسطيني بأكمله يقوم عليها، فهي تنتج وتصدر وتحرك الاقتصاد، ولكنها تعاني من مشكلة في عدم توظيف الكفاءات والمؤهلات، وهنا يأتي دور الحوكمة في منع الفساد والتسيب في ادارة القوة العاملة في القطاع الخاص، وهو ما يعتبر من اهم متطلبات تعزيز القدرة التنافسية.