مطاعمنا صناعة وطنية.. استثمار وعمال..
نشر بتاريخ: 06/08/2018 ( آخر تحديث: 06/08/2018 الساعة: 14:16 )
كتب المهندس طارق ابو الفيلات لا فرق ابدا بين المطعم والمصنع على الاطلاق، كلاهما استثمار ضخم مادي وبشري والمطعم مثل المصنع يشغل عمالا ويفتح بيوتا ويحارب البطالة ويدير عجلة الاقتصاد ويكون سببا في صمود وثبات المواطن، وصناعة المطاعم صناعة وطنية بامتياز بل ربما هي الصناعة الاكثر اعتمادا على المواد الخام الاولية المحلية من دواجن ولحوم وخضار ومن اكثر الصناعات استيعابا للايدي العاملة من المطبخ الى الصالات الى توصيل الطلبات الخارجية فهي صناعة وطنية لابد من الدفاع عنها وحمايتها وضمان ان لا تتدهور بفعل خلل هنا او تقصير هناك ولان القانون لا يسمح بنشر اسماء مقصرين ومهملين هم قلة بين المطاعم فتكون النتيجة ان نفقد الثقة بمطاعمنا المحلية ويفقد زوارنا الثقة بهذا القطاع الهام الذي كان في السنوات الاخيرة جزءا مهما من رحلات التسوق في اسواقنا المحلية.
نعم نحن مع الرقابة والمتابعة وضمان التزام المطاعم بشروط السلامة ومع اغلاق اي مطعم لا يلتزم ولا يطبق معايير السلامة والنظافة بأقصى درجاتها والمطاعم شأنها شأن كل الصناعات الفلسطينية يجب ان تؤمن افضل سلعة بافضل سعر.
لكن الطريقة التي تعالج بها الامور تجلب ضررا كبيرا للكثير من المطاعم الملتزمة والقانون من شدة حرصه على عدم التشهير بالمسيء تسبب بالتشهير بالجميع وذهب الطائع في جريرة من عصا وهنا فقد القانون روحه وفقدت صناعة المطاعم سمعتها واذا استمرت معالجة الامر بهذه الطريقة سنشهد عزوفا كبيرا عن مطاعمنا وسيتردد زوارنا من اخواننا من فلسطين التاريخية في القدوم اصلا الى اسواقنا فضلا عن احجامهم عن زيارة مطاعمنا.
سيكون مشهدا مؤلما ان ترى زائرا يصل مدينة الخليل على سبيل المثال وفي صندوق سيارته حقيبة فيها طعامه وشرابه وسيكون المشهد اكثر ايلاما اذا مررت بمطعم قد اغلق ابوابه وسرح عماله.
اصحاب المطاعم النظيفة الملتزمة وهم الاكثرية والغالبية مطالبين بتشكيل جسم يمثلهم ويدافع عن قضاياهم ليصلوا الى تفاهم مع الحكومة والجهات الرقابية تضمن ان العقاب سيقع على المسيء فقط.
والى حين ان يهب اصحاب صناعة المطاعم للذود عن صناعتهم وحماية استثماراتهم ومصالح عمالهم اقترح على كل مطعم واثق من نظافة مطبخه ان يفتح مطبخه للجمهور لكن بطريقة حضارية وليس بدعوة كل زبون الى دخول المطعم وتفقده فهذه طريقة تسبب الكثير من الفوضى وتعيق حركة العمال وفيها ايضا بعض الخطورة من دخول اشخاص عاديين الى مطبخ فيه ادوات وفيه مواقد وطعام ساخن ونار مشتعله.
اقترح يا سادتي ان يقوم كل مصنع بتثبيت كاميرا في سقف المطبخ وشاشة عرض في صالات الزبائن ويقوم في ساعات الذروة وتواجد الزبائن ببث حي ومباشر من المطبخ وبهذا يتمكن الزبون من التأكد من نظافة المطبخ وترتيب العمال والتزامهم بالزي المناسب وبهذا سيكون الجميع في امان وتعود الثقة الى هذه الصناعة الوطنية.
ان شعور العمال في المطعم وفي المطبخ بالذات انهم مراقبون سيدفعهم الى اقصى درجات النظافة والالتزام وسيمنع اي لغط او اشاعات من هنا وهناك ويمكن لكل مطعم انه يعلن ان يخدم زبائنه في بث حي ومباشر...
فهل يبقى بعد ذلك مطبخ متسخ او عامل مهمل؟
صناعة وطنية ادعوا اصحابها الى الذود عنها بخطوات عملية تضمن ان لا تهتز كلما ضبطت الاجهزة الرقابية مطبخا مخالفا وننبري بعد كل تقرير ندافع عن انفسنا وتطال الشائعات مطاعم هي الاكثر التزاما وتتدخل مواقع التخاصم الاجتماعي تدعوا الى مقاطعه المطاعم وتسريح عمالها.