"آلة لمعالجة البذور".. مشروع لطلبة هندسة بجامعة بيرزيت
نشر بتاريخ: 07/08/2018 ( آخر تحديث: 07/08/2018 الساعة: 14:30 )
رام الله- معا- أمام أكثر من 100 من أفراد عائلته وزملائه وأساتذته، انضم الأسير يوسف الشايب إلى ستة زملاء له في شرح مشروع تخرجهم من كلية الهندسة في جامعة بيرزيت حول "آلة معالجة البذور الأوتوماتيكية"، وهو المشروع الأضخم والأول من نوعه على مستوى فلسطين.
واعتقلت قوات الاحتلال الشايب بعد خمسة أشهر من بداية المشروع الذي استغرق العمل عليه نحو عام كامل، إذ انطلق العمل عليه في شهر حزيران 2017 وانتهى في حزيران 2018.
ورغم أن الشايب عرض جزءاً من المشروع من خلال تسجيل صوتي سربه من داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي، إلا أن العرض كان ناجحاً وشاملاً وشكل مفاجأة للحضور الذين لم تكن لديهم أي معلومة عنه.
وقال رئيس دائرة دائرة الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس المشرف على المشروع د. سامح أبو عواد" فوجئت عندما سمعت صوت يوسف (الشايب) لقد فاجأنا جميعاً، وما أبهرني أنه كان قادراً على التعبير عن آلية عمل هذه الآلة المعقدة من أسره كما لو كان موجودا بيننا".
وقد عمل الفريق الذي يتكون من الطلبة طارق شواهنة وأسامة برانصي ومالك نوابيت وأمين علان ورند مصفر ومحمد كوازبة بالإضافة إلى الأسير يوسف الشايب على إنشاء خط انتاج يعمل بشكل آلي على خلط التربة وتعبئة الأوعية بالبذور بأعلى درجات الدقة.
والمشروع هو عبارة عن آلة صنعت في مشاغل جامعة بيرزيت ويصل طولها إلى 10 أمتار تقوم بالعملية الزراعية بشكل كامل وذاتي لإعادة جذب الناس لهذا المجال.
وتعمل الآلة في المرحلة الأولى على خلط التربة مع المواد الأخرى مثل الفلين لمدة 7 دقائق، وبعد الإنتهاء من هذه العملية تنقل الآلة التربة إلى مرحلة تعبئتها في الأوعية بشكل منظم ودقيق، مروراً بمرحلة ثقب التربة لوضع البذور داخلها في المرحلة التالية، وفي الخطوة اللاحقة تعمل الآلة على مد الأوعية بالمغذيات قبل سقايتها بالماء انتهاء بتجميع الأوعية، وكل ذلك بضغطة زر ومراقبة إلكترونية.
ويقول طارق شواهنة" لقد أنشأنا آلة تتفوق على آلة زرع البذور الإيطالية التي يبلغ ثمنها 100 ألف دولار وكل ذلك ذلك بمواد محلية الصنع، كان علينا الارتجال. على سبيل المثال، صنعنا الشفاط الذي يأخذ البذور من الحاوية ويضعها في الأوعية بأنفسنا. لقد قمنا بدقة بتشكيل الطبقة الخارجية من الألمنيوم والطبقة الداخلية من البلاستيك بطريقة تقاس فيها المسافة بينهما بالميكرومتر".
وأضاف" ثم أنشأنا وثبتنا كل جزء من الآلة، بغض النظر عن المحركات المؤازرة وبرمجنا أنظمة التحكم، والمميز في هذه الآلة أن كل مرحلة منها قادرة على العمل وحدها دون أن ترتبط بغيرها، ما يعني أنه يمكن للقائمين عليها تزويد المشاتل بالأقسام وفق حاجتها منها دون أن يضطروا لشراء الآلة بكافة أقسامها".
وحول الصعوبات التي واجهت الفريق، أوضح شواهنة" لقد واجهنا العديد من التحديات الفنية والمالية خلال مراحل تصميم وتنفيذ المشروع، لكننا كنا قادرين على التعامل والتكيف مع ذلك، وما ساعدنا حقًا هو دعم الأساتذة ومساعدي تدريس الهندسة ومساعدي ورشة العمل وبعض موردينا.
ولأن فكرة المشروع مبتكرة وخلاقة، قررت الحديقة التكنولوجية الفلسطينية "تكنو بارك" تمويل المشروع بمبلغ 20 ألف دولار بعد أن تقدم القائمون عليها باقتراح لتمويلهم في إطار مشروع "التجمعات التكنولوجية الإبداعية".
وقال مدير برنامج التجمعات التكنولوجية الإبداعية المحاسب في "تكنو بارك" مصطفى علي "إن المشروع مستدام ولديه القدرة على مساعدة القطاع الزراعي الفلسطيني بشكل كبير من خلال دمج تكنولوجيا المعلومات بشكل مبتكر في الإنتاج الزراعي، وسوف تمكن العديد من المزارعين اقتصادياً".
وبالإضافة إلى التمويل، زودت "تكنو بارك" الفريق بتدريب على المهارات التقنية والتجارية، إذ قامت بدعوة ممثل عن الجمعية التعاونية للمساعدة والإغاثة في كل مكان، وهي وكالة إغاثة إنسانية دولية، لمراجعة المشروع واقتراح التحسينات وتأمين التمويل المستقبلي. كما طلبت الحديقة المشورة والملاحظات من عدد من الاستشاريين من السوق الفلسطينية لإعطاء الفريق رؤية أفضل لاحتياجات ورغبات المستهلكين، وخاصة المزارعين الفلسطينيين.
وأكد أحد أعضاء الفريق الطالب أمين علان أن "الآلة تمتلك القدرة على إنتاج 508 وعاء للبذور في الساعة، وهذا سيسمح للمزارعين بخفض تكاليف الأيدي العاملة وسيتيح لهم الاهتمام بجوانب أخرى أكثر أهمية للزراعة"، لافتاً إلى أن الآلة مصممة مع وضع القطاع الزراعي الفلسطيني في الاعتبار.
وعند الوصول إلى هذه النقطة، قال المشرف على المشروع د. أبو عواد: "من العار أن تضيع هذه الفكرة الساطعة، نحن نسعى حاليا للحصول على عروض من العديد من المستهلكين من فلسطين والدول المجاورة". يشار إلى أنه وقبل وضع اللمسات الأخيرة على الآلة، كان الفريق يتلقى عروضاً من عملاء فلسطينيين وعالميين.
يذكر أنه في تشرين الثاني عام 2017، شارك الفريق في مسابقة "Speak Out for Engineering" الأوروبية التي أقيمت في إشبيلية بإسبانيا، وفاز مشروع "آلة معالجة البذور الأوتوماتيكية" بالمركز الثالث رغم مشاركة مشاريع مستمدة من أطروحات الدكتوراة.