الأربعاء: 15/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

إلي في الطنجرة بتطوله المغرفة بقلم : ابراهيم مخامره

نشر بتاريخ: 19/02/2008 ( آخر تحديث: 19/02/2008 الساعة: 16:40 )
بيت لحم - معا - قد ينعتني البعض بأنني صاحب نظرة سوداوية، مع أن الأمل دوما يراودني والتفاؤل منهجا لحياتي، وقد ينزعج البعض من كتاباتي لأنني لا أتقن أساليب الترضية والمجاملة وان الحقائق دوما ذات مذاق مر.
إن ما ساقني الى هذه البداية ما ورد في عمود الزميل محمود السقا نحث الخطى حول النتائج الأولية لبطولة أريحا الشتوية والدروس التي تملي علينا الاستفادة منها ، فلا غرابة في حسن التنظيم والإدارة واستقبال الضيوف لاستناد المنظمين الى مبدأ المشاركة في اتخاذ القرار وما تبعه من إجراءات وهذا الوسم ليس بجديد على أهل البوابة الشرقية" رياضيي أريحا" لأنهم أصحاب عزة وكرامة ومن شيمهم إكرام الضيف ، أما حول انطباع الزميل محمود عن ما وصلت إليه الرياضة الفلسطينية من وهن من خلال هذا الاختبار البسيط والذي عزاه الى إخفاقات الاتحاد ، وتعطيل مسيرة الدوري ، وكأني به يقول لو كان الاتحاد قوي بشخوصه والدوري إنتظم لكنا حققنا انجازات ووصلنا الى الطموح ، وهنا بجدر بي الرد على الزميل بأنه لو سار الدوري بكل المقاييس التي أوردها فلن تكون النتائج بمستوى الطموح ولا حتى اقل بقليل من ذلك ، فالكرة الحقة والنتائج الطموحة والانجازات المتراكمة هي في حقيقتها نتاج لمنظومة رياضية متعددة الأطراف والجوانب موحدة في الفكر والعمل والإرادة وليست نتاجا الى اجتهاد أو حماس أو حتى طموح عشوائي ، فأساس اكتساب السلوك أو المهارة أو القيمة هو المفهوم فاذا غاب المفهوم الحقيقي والشامل بكل مقوماته فلن يكتسب السلوك ولن تتقن المهارة وتنهار القيمة وبالتالي يصبح الانجاز والتقدم والرقي ضربا من الخيال ، وهنا لا بد لي من عرض بعض الحقائق المتعلقة ببعض جوانب المنظومة الرياضية ليتسنى لنا تشخيص الظواهر على حقيقتها بعيدا عن تناول المواضيع بشكل سطحي وليقف كلا منا وقفة نقدية مع ذاته وليعرف دوره الحقيقي وما يترتب عليه من واجبات بدلا من استخدام منهجيات " معاهم معاهم ، عليهم عليهم "
أولا: الإعلام الرياضي ، حيث لا أكاد اصدق عندما أطالع أو اسمع أو أرى ما يكتب ويقال ويشاهد عن كرتنا الفلسطينية وما تتضمنه من مواصفات ،فعبر الصحافة صنعنا الأبطال وخرجنا الخبراء وأنجبنا القادة النوعيين والمدربين واللاعبين المحترفين وحققنا الانجازات ،وعند أول انتكاسة نستل السيوف من جعبتها ونبدأ بكيل الاتهامات وتصدير الأزمات ونفتتح منتديات المسالخ بدون رحمة وتنقلب عقارب الساعة دورات ودورات الى الخلف ، فلا غرابة في هزيمة الفريق الذي وصلت به صحافتنا الى درجة المثالية ، ولا يمكن إلقاء اللائمة عليه وليس من داعي الى تبرير ذلك حتى لو حصلت بعض فرقنا الباقية على نتائج أفضل بشكل عرضي لأنه في النهاية يجب الخضوع الى المقاييس الحقيقية في التقييم ، فسقف هذا الفريق والذي يطمح له تسيد الكرة الفلسطينية إن لم يكن تسيد الكرة في الضفة الغربية على الأكثر ،وبمعادلة بسيطة فان الكرة الفلسطينية في ذيل القائمة العربية بالتالي الموقع الطبيعي لمن يمثلنا كيف ستكون نتائجه مقارنة مع الفرق العربية ؟ وما البال لو أن الفرق المشاركة من الخارج كانت متعددة وبفرقها الأولى ؟

ثانيا : التدريب والمدربين ، وفي هذا المجال لا بد من وضع الأمور في نصابها الصحيح فعلى هذا الصعيد الكل يدرك أن هناك فرقا شاسعا بين التدريب والتعليم وان غالبية العاملين في مجال التدريب في وطننا تم تأسيسهم أكاديميا بغرض التعليم وليس التدريب حتى المتسلحين بأعلى الدرجات الأكاديمية منهم ، وهنا نقول لا ضير في ذلك ويمكن اعتبار ذلك إحدى المقومات الأساسية لمهنة التدريب ؟ لكن السؤال الأساسي في هذا المضمار كم هو عدد المدربين المؤهلين مهنيا في مجال التدريب لدينا ؟ وما هي نسبة الخبرات المتراكمة لديهم بالمقارنة مع محيطنا العربي على الأقل؟ وما هي نسبتهم بالمقارنة مع عدد الأندية التي تمارس كرة القدم ؟ وهنا بجدر بي القول بان خبرة لاعب تراكمية في محيطنا العربي عمره الرياضي "10 " سنوات توالى على تدريبه ما يزيد عن خمسة مدربين مؤهلين عربيا تفوق خبرات أعلى مستوى تدريبي لدينا ، وهنا لا يجب إلقاء اللائمة على مدربينا بل يجب إلقاء المسؤولية عل أصحابها كلا حسب موقعه ومسؤوليته ، واذا ما طبقنا هذه المقاييس في مجال التحكيم فسوف نجده واقعا اشد ألما ومرارة .

ثالثا : الملاعب واللاعبين ،على هذا الصعيد وبالرجوع الى العديد من الدراسات العلمية يمكن الخروج بنتيجة مفادها انه يمكن ممارسة كرة القدم والنهوض بها في ظل الفقر وكدراسة حالة يمكن تطبيق التجربة البرازيلية في هذا المجال إلا أن واقعنا يتعامل بخلاف ذلك ، ومقاييسنا تختلف عن كل المقاييس , فتحن نعتبر عمر "18 " عاما ناشئ ويجب علينا تأسيسه في ذات اللحظة نجده على الصعيد العالمي نجما لامعا ينافس على أعلى المراتب ، تغيب عنا مسائل البناء الصحيح لتجد لاعبنا قطع شوطا طويلا دون إتقان أساسيات اللعبة وغير قادر على استيعابها ، الرياضة المدرسية فقط ننادي بها في الوقت الذي نعوض حصة الاجتماعيات بحصة الرياضة، المطلوب من مدرب المنتخب "كل شيء حتى التأسيس في ظل عمر زمني تجاوز ذلك " ثقافة اللعبة ومتطلباتها غير موجودة ....الخ ..

رابعا : القيادة الرياضية ، إن من يقول أن أولوية القيادة الرياضية هو النهوض بالرياضة الفلسطينية على حساب الأماكن الشخصية فهو ليس بواهم فقط وإنما فاقدا للذاكرة أو تناوبه موجات الهلوسة لأنه وببساطة شديدة إضافة الى ما تقدم واضع القانون لا ينسى نفسه ، قلبنا المعايير وأصبحنا نريد رياضة من اجل شخوص لا شخوص من اجل رياضة ، معايير القيادة عائلية وصولا الى بلدية وفي احسن احوالها فئوية ، أندية غطت عين الشمس في ظل إمكانيات محدودة تحولت في بعض الاحيان الى دكاكين بدون وازع ولا رقيب ، بناء على كثبان رملية ، ادعاء بالخبرات ، علو كعب في الفتاوى والخطابات ، وحجم الانجاز لدينا "97% " منها مشاكل وتعقيدات .

خامسا : السلطة السياسية : الرياضة بالأساس كانت ساقطة من أجندتها وتحتاج الى صبر يوسف عليه السلام ودهاء معاوية وذكاء عمرو وجبروت فرعون حتى يقلب المفاهيم ويعزز الفرص ، وقوانين معدومة وغير مشار اليها بالدستور ولو بشكل ضمني , فئة شباب مهمشة ترد اسمها في الخطابات على المنابر فقط ، وزارة فطبل .

سادسا : وزارة الشباب والرياضة: أمام هذا الواقع الأليم التي لا يمكن أن تتحمله جبال جيء بالوزير ليكون ضحية على مذبح التاريخ , وحقيقة الأمر وأمام هذا الكم البسيط من حجم القضية برمتها ثمة سؤال يقول ما العمل ؟ ومن أين نبدأ ؟ هل القضية مسالة تحديث أم تغيير ؟ تساؤلات لا تحصى ولا تعد ، عند أول خطوة تصحيحية ثارت الثائرة وأصبح كيل الاتهامات بالقنطار وكأن كون الرياضة وكرة القدم بالأخص عامر والوزير والوزارة قلبته على أنقاضه فتارة نجد الوزير لدى البعض حديدي وتارة أخرى إسفنجي ، حينا صاحب المهمات الصعبة وفي الحين الأخر مطبع وتاجر في الرياضيين ، ولم نرسي على بر ، على الرغم من الفرص والآفاق التي فتحت تجدنا لا نرحم ولا نسمح لرحمة ربنا أن تحل , حراك رياضي شامل ، قوانين قيد الإقرار ، اتفاقيات تم توقيعها ، تسويق للعديد من المشاريع ، لوائح وأنظمة بحاجة الى المصادقة ، تشبيك تعدى تشبيك أضخم الوزارات ، هيئات تم إقرارها ، أجندة رياضية وسط طاولة القرار ، و.... ، و... كل ذلك ونحن لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب ، غايتي أن أقول إن الوزارة وعلى وجه الخصوص الوزيرة تسعى الى بناء المنظومة الرياضية التي التي أسلفت الحديث عتها .
بخلاف ذلك سنتقى مكانك سر وستبقى النتائج كما هي عليه لان" إلي في الطنجرة بتطوله المغرفة " ولا أغالي إن قلت أننا لسنا في الوسط الرياضي بحاجة الى وزيرللاصلاح بل نحن بحاجة