السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن بغزة تعقد ورشة عمل بعنوان" الشباب الفلسطيني بين التعصب والتسامح"

نشر بتاريخ: 19/02/2008 ( آخر تحديث: 19/02/2008 الساعة: 17:53 )
غزة -معا- عقدت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن بالتعاون مع جمعية عدالة وتنمية ورشة عمل اليوم بعنوان الشباب الفلسطيني بين التعصب والتسامح, وذلك في مقر الهيئة في مدينة غزة .

وشارك في الورشة المحامي صلاح عبد العاطي مسئول التدريب والتوعية الجماهيرية في مكتب الهيئة في غزة والأستاذ طلال أبو ركبة منسق مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان في قطاع غزة وأدار الورشة بهجت الحلو المدرب في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن.

وشهدت الورشة حضورا كبيرا من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وطلبة الجامعات وشباب ومهتمين بقضايا الشباب وحقوق الإنسان ووسائل الإعلام المختلفة رغم الأحوال الجوية العاصفة.

وفي كلمته الافتتاحية للورشة رحب الأستاذ باسم بشناق مدير مكتب غزة في الهيئة بالحضور مشيرا إلى أهمية عقد ورشة عمل الشباب الفلسطيني بين التعصب والتسامح وخصوصا في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من حالة انقسام التي طالت جميع مناحي الحياة.

وفي مداخلته أشار أبو ركبة إلى أن التسامح لا يعني التنازل او التساهل عن الحقوق بل يعني الإقرار بحقوق الآخرين , مشيرا إلى دور الأحزاب الفلسطينية في التعامل مع الشباب وقضاياه ومحاولة استلاب العقل الشبابي لصالح مصالح شخصية وفردية حزبية ضيقة وذلك عبر استغلال الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطنون الأمر الذي نجم عنه جعل الشباب وقود للصراع بدلا من أن يكون أداة للسلم الأهلي, كما تطرق إلى تعريف الشباب وهم الفئة العمرية ما بين 15-30 عاما وان نصف المجتمع الفلسطيني هم من الشباب, محذرا من تنامي ظاهرة العنف الذي يأخذ إشكالا مختلفة, داعيا الأسرة والمدرسة والمناهج الدراسية والتربويين للقيام بدورهم في تعزيز قيم التسامح في المجتمع ونبذ العنف والتعصب.

وفي مداخلته أشار المحامي عبد العاطي إلى أن موضوع التسامح ونشر قيمة التي تمهد لتمتع المواطنين بحقوقهم هو مجال تركيز الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن وان كافة الأنشطة المخطط لها تصب في خانة تعزيز قيم التسامح وحرية الرأي والاختلاف وقبول الأخر.

وتطرق في كلمته إلى محاور هامة منها نشأة مفهوم التسامح, ونظرة تاريخية لقيمة التسامح, وآليات التسامح وواقعة داخل المجتمع الفلسطيني من خلال أبعاده الوطنية والدينية والثقافية مشير إلى أن المشهد الفلسطيني المعاصر يعاني من اختلالات سياسية ومجتمعية ودينية وثقافية وفكرية خطيرة، أثرت وبشكل لا يستطيع عاقل إنكاره, وكذلك وجود بوادر أزمة حقيقية أخذت تنخر في النسيج الاجتماعي والثقافي والديني والسياسي عنوانها ثقافة التعصب ولغة الاحتراب ومنطق العنف ونفي الأخر وروح الإقصاء,مؤكدا على أن التسامح هو مفتاح حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية.

واستعرض عبد العاطي شرطين كمستلزم أساسي لوجود التسامح وهما الاعتراف بالأخر وثانيا محاورة الأخر وتوافر المجتمع الإنساني الناشئ على معطى أخلاقي ركيزته الإقرار بحق الاختلاف.

واكد على ضرورة توافر هذه الشروط للخروج من أزمة التعصب وانتشار الاتسامح بين الشباب الفلسطيني في أبعادة السياسية والدينية والاجتماعية وداعيا إلى سن قانون لترسيخ تسامح حقيقي وليس شكلياً، يحترم الإنسان, تسامحاً دائمياً وليس مؤقتاً, تسامحا يتحرك في اتجاهين الأول اتجاه تسامح الشعب ومكوناته وفئاته المختلفة، و الأخر اتجاه تسامح الشعب والسلطة.

وفي نهاية كلمته دعا عبد العاطي إلى تجريم كل إشكال بث الكراهية والفرقة بين أبناء الشعب الواحد والتركيز على عمل وسائل الإعلام لتبتعد عن التعبئة والتحشيد والتحريض على التعصب والفرقة والعنف.

كما دعا النخب السياسية والمرجعيات الدينية الوطنية للحض على التسامح والترويج له، من خلال التركيز على القيم السمحاء التي تحلت بها الأديان, وكذلك إلى تفعيل دور المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني للخروج من أزمة التعصب والانغلاق والتحرك باتجاه التعايش السلمي رغم الاختلاف .

وقدمت خلال الورشة مداخلات من الحضور الذين شكروا فيها الهيئة لعقدها هذه الورشة الهامة وتطرق معظمهم إلى أهمية دور الشباب في نهضة المجتمع والى أسباب انتشار ظاهرة ألا تسامح بينهم.

وفي نهاية اللقاء أشار مدير اللقاء إلى أن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن تمد أيديها إلى كافة المؤسسات المجتمعية من اجل إقامة وعقد فعاليات توعية مستمرة وذلك بالتعاون مع النشطاء ومؤسسات المجتمع المدني عبر ورشات العمل واللقاءات المفتوحة والتوعوية والمعارض والجداريات والفعاليات الثقافية من اجل نشر قيم التسامح والدعوة إليها ونبذ العنف والتعصب وذلك على طريق إنهاء حالة الانقسام والتصدي للانتهاكات ومن اجل تمتع الشباب بحقوقهم وقيامهم بواجباتهم.