الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا: المسيحيون ليسوا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب

نشر بتاريخ: 20/08/2018 ( آخر تحديث: 20/08/2018 الساعة: 12:55 )
القدس- معا- وصل الى المدينة المقدسة صباح هذا اليوم وفد كنسي من تشيلي ضم عددا من ممثلي الكنائس المسيحية هناك والذين ابتدأوا جولة في الأراضي الفلسطينية استهلوها بزيارة مدينة القدس حيث استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة ومستذكرا زيارته الأخيرة لتشيلي قبل عدة سنوات حيث كانت له لقاءات هامة مع رؤساء وممثلي الكنائس المسيحية في هذا البلد المترامي الأطراف والذي يقع في أمريكا الجنوبية .
وضع المطران الوفد الكنسي في صورة ما يحدث في مدينة القدس مؤكدا بأن مدينة القدس هي مدينة مباركة مقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وهي بالنسبة الينا كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية .
الفلسطينيون في القدس كما وفي سائر ارجاء هذه الأرض المقدسة انما يناضلون من اجل استعادة حقوقهم السليبة ولكي يعيشوا أحرارا في وطنهم بعيدا عن سياسات الاحتلال والقمع والظلم والعنصرية والاستبداد .
اما المسيحيون الفلسطينيون فهم يفتخرون بانتماءهم للمسيحية المشرقية التي بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة كما اننا نفتخر بانتماءنا للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم من اجل الحرية ونرفض كافة مظاهر التطرف الديني والعنصري بكافة اشكالها والوانها .
نحن مسيحيون 100% وفلسطينيون 100% ونرفض ان ينتقص احد من مكانتنا او ان يهمش حضورنا وانتماءنا لهذه الأرض المقدسة فنحن لسنا اقلية في وطننا وان كنا قلة في عددنا والمسيحيون الفلسطينيون كانوا دوما دعاة حق وعدالة ونصرة للقضايا الوطنية كما كان لهم دور رائد وما زال في الحياة الثقافية والفكرية والإنسانية والابداعية والوطنية .
نرفض ان يشوه احد تاريخنا ونرفض ان ينظر الينا البعض وكأننا اقلية ضعيفة مهمشة في هذه الأرض المقدسة لان هذا لا يسيء الينا فقط بل يشوه طابع بلادنا والهوية الحقيقية لارضنا المقدسة ، فالمسيحية في فلسطين لم تأتي الينا من الغرب والمسيحيون الفلسطينيون ليسوا بضاعة مستوردة من أي مكان في هذا العالم .
هنا كنيستنا وهنا مغارة الميلاد والقبر المقدس وهنا جبل طابور وكنيسة البشارة فبلادنا هي مهد المسيحية وهي اقدس بقعة في التاريخ والتراث المسيحي ونحن نفتخر بأن وطننا هو وطن السيد المسيح الأرضي كما اننا نفتخر بأن بلادنا تقدست وتباركت بحضور السيد المسيح وامه البتول وقديسيه ورسله وتلاميذه .
المسيحيون الفلسطينيون ليسوا متضامنين مع القضية الفلسطينية فحسب بل هذه القضية قضيته كما هي قضية كل الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه.
نحن لسنا متعاطفين مع القضية الفلسطينية فحسب بل نحن أصحاب هذه القضية ومن يتحدثون عن فلسطين وشعبها يجب ان يذكروا وان يؤكدوا بأن في فلسطين هنالك شعبا واحدا بمسيحييه ومسلميه يناضل من اجل الحرية والكرامة وعودة الحقوق السليبة .
ان تضامنكم مع الشعب الفلسطيني هو تضامن مع المسيحية في مهدها وهو تضامن مع المسيحيين الفلسطينيين المستهدفين في اوقافهم وجذورهم العميقة في تربة هذه الأرض ، ان تضامنكم مع فلسطين هو تضامن مع اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث كما انه انحياز للحق والعدالة ولشعب نُكب ونُكس وظُلم خلال عشرات السنين المنصرمة ويحق لهذا الشعب ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
قدم المطران حنا للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية مطالبا ومناشدا بضرورة ان نسمع الصوت المسيحي في عالمنا المدافع عن القضية الفلسطينية والمدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والمؤازر للحضور المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة كما وفي هذا المشرق العربي الذي استهدفه الإرهاب العابر للحدود خلال السنوات المنصرمة.
من تضامن مع فلسطين في محنتها تضامن مع سوريا وتضامن مع أطفال اليمن المنكوبين ومع العراق الممزق ومع ليبيا المدمرة ، فجرحنا واحد والمنا واحد وعدونا واحد وان تعددت المسميات والاوصاف هنا وهناك .
وقدم المطران للوفد تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس كما تحدث عن الأوضاع المأساوية في غزة وابرز ما يحدث في الخان الأحمر مطالبا كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والروحية في عالمنا بأن تعلن رفضها للقانون الفاشي العنصري الذي تم سنه مؤخرا في الكنيست الإسرائيلي كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.