الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحبس المنزلي يحرم طفلا من الدراسة

نشر بتاريخ: 01/09/2018 ( آخر تحديث: 02/09/2018 الساعة: 08:55 )
الحبس المنزلي يحرم طفلا من الدراسة
القدس- معا - تقرير ميساء ابو غزالة- على نافذة منزل جده جلس الطفل المقدسي عوض عمر الرجبي 14 عاماً يراقب أقرانه من طلبة المدارس وهم يحملون حقائبهم والابتسامة ترتسم على وجوههم فرحين ببدء العام الدراسي الجديد..يراقب تحركاتهم وخطواتهم متمنيا لو كان معهم.. إلا أن الاحتلال حرمه من ذلك، بعد فرض الحبس المنزلي عليه لحين انتهاء الإجراءات القانونية ضده.
الطفل عوض الرجبي اعتقل في الحادي عشر من شهر تموز/يوليو الماضي ومكث بالسجن حوالي شهر ونصف، ثم قرر القاضي الإفراج عنه بشرط الحبس المنزلي والإبعاد من منزله ببلدة سلوان الى حي وادي الجوز بالمدينة.
وقال الطفل الرجبي في لقاء لوكالة معا :"اشتقت لمدرستي ولأصدقائي وبالتأكيد هم كذلك، استيقظت صباح اليوم على موعد المدرسة وعبر النافذة شاهدت الطلبة وهم متوجهون للمدارس، كم تمنيت أن أكون بينهم، الا ان قرار الحبس المنزلي حرمني من ذلك... حرمت من التحضير للمدرسة فهذه الأيام كانت مميزة بالنسبة لي، كنت اشتري الملابس الخاصة بالمدرسة والحقيبة والقرطاسية".
واضاف :"انا قلق من أن لا أتمكن من الالتحاق بالعام الدراسي الحالي واضطر لإعادة السنة الدراسية، فالصف التاسع مرحلة أساسية."

تحقيقات قاسية... ضرب وتعذيب نفسي
الطفل عوض الرجبي تعرض لتحقيقات قاسية لانتزاع الاعتراف منه بالقاء زجاجات حارقة في بلدة سلوان، واستخدم المحققون معه الضغط النفسي والجسدي خلال ذلك، وشرح الرجبي ظروف التحقيق قائلاً :"وصلت غرفة التحقيق الساعة التاسعة صباحاً وبقيت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مقيد اليدين والقدمين ومعظم الوقت معصوب العينين، تحقيق متواصل وضرب متواصل، ودفع من زاوية لاخرى في الممرات، ووضعوا حبلاً على رقبتي وسحبوني للخلف وحينها كنت اشعر بالاختناق، صفعات على وجهي ضرب وبالعصي على قدمي، اضافة الى حملي وانزالي على الأرض، ضربي بملف مليء بالاوراق على ظهري والتهديد بماكينة الكهرباء ولم أميز اذا تم صعقي بها من شدة الأوجاع والضرب من كل الجهات."
واضافة الى ما تعرض له من عنف أثناء التحقيق كان المحققون يساومونه على وقت نومه وطعامه وشربه وذهابه لدورة المياه، فكان المحقق يطلب منه الاعتراف بالقاء الملوتوف للسماح له بالقيام بهذه الأمور عندما يطلبها منه.
وقال الرجبي :"أما غرفة التحقيق فكانت صغيرة جدا وقاموا بإضاءة المكيف على الهواء البارد وضوء أحمر، كنت اخبرهم أني اشعر بالبرد خاصة وأنهم كانوا ينزعون عني قميصي لكنهم لم يكترثوا لحالتي."
وأضاف :"كنت احلم بالتحقيق والمحققين المعتدين ولم اتمكن خلال فترة السجن والتوقيف من النوم والراحة من شدة القلق ومما تعرضت له، وكذلك بعد جلسة التمديد الأولى حولت للتحقيق بقضية أخرى وقاموا بضربي بشدة مجددا". مضيفاً :"قلت للمحقق شو احكي بدك اكذب واعترف... فرد عليه المحقق اكذب المهم انك تحكي!!".

شكوى ضد المحققين
أما والد الطفل الرجبي فيقلب بين الحين والآخر مجموعة من الصور التي التقطت لنجله حيث علامات الضرب واضحة على مختلف أنحاء جسده العلوي حيث تمكن محاميه من التقاطها خلال جلسة التمديد الثانية شهر تموز/يوليو الماضي وقال :"خلال الجلستين الأولى والثانية لعوض كانت علامات الضرب والرضوض ظاهرة بشكل واضح وتم عرضها على القاضي الذي أخبرني بأن الشكوى تقدم ضد المحققين في وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة "ماحش" وليس هنا، وسمح لمحاميه بتصويره لنا، موضحا انه قدم شكوى ضدهم وبانتظار اجراء التحقيقات اللازمة."
وأَضاف والد عوض :"ما تعرض له عوض خلال التحقيق ترك الاثار الجسدية والنفسية، يريدون نزع الاعترافات من الأطفال بأي طريقة لاغلاق ملفات وشكوى للمستوطنين، التحقيق جرى معه بمفرده رغم طفولته للانفراد به، وقد صدمت خلال جلسة المحاكم عندما كانت علامات الضرب على ظهر عوض وبطنه ورقبته لكن ما جرى معه يحدث مع معظم المعتقلين ولحسن الحظ اننا تمكنا من التقاط الصور التي تكشف ما تعرض له ابننا".
ولفت الرجبي أن سلطات الاحتلال وخلال مداهمتها المنزل لاعتقال نجله الذي لم يكن متواجدا بالبيت، وقال:" اعتدت عليّ بالضرب المبرح رغم معاناتي من كسور في ساقي وهددني أحد أفراد الشرطة بكسر ساقي الثانية ثم اعتقلت وافرج عني بشرط احضار عوض للتحقيق العاجل".
وما يزيد من صعوبة الحبس المنزلي على الطفل الرجبي بعده عن عائلته ومنزله وغرفته، حيث كان قرار الإفراج مشترط بالإبعاد الى خارج بلدة سلوان، وقال الطفل عوض :"اشتاق كذلك لوالدي وشقيقي، فهم يأتون لزيارتي عند جدتي، واشتاق لمدينة القدس والتي كنت استرق النظر اليها عبر نوافذ سيارة نقل الاسرى "البوسطة" من سجن مجدو الى االمحكمة".
وينتظر الطفل عوض وعائلته جلسات المحاكمة والبت بالقضية، بعد تقديم لائحة اتهام ضد عوض "تضمنت القاء زجاجات حارقة في بلدة سلوان".
واصدرت سلطات الاحتلال اوامر الحبس المنزلي على عشرات الفلسطينيين في القدس وفقا لهيئة شؤون الاسرى.
وكان الاحتلال قد اعتقل وفقا لمركز أسرى فلسطين للدراسات ما يزيد عن (1000) فلسطيني في القدس منذ بداية العام.