نشر بتاريخ: 05/09/2018 ( آخر تحديث: 05/09/2018 الساعة: 13:50 )
رام الله- معا- قام وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي بزيارة رسمية إلى مملكة اسبانيا، يوم الثلاثاء، والتقى خلالها بنظيره وزير خارجية اسبانيا جوزيف بورريل في مقر وزارة الخارجية.
وابتدأ اللقاء بشرح وافي من قبل الوزير المالكي في الشأن السياسي العام وتحديداً عن صفقة القرن، التي تعمل الإدارة الأمريكية على تنفيذها بشكل تدريجي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وسحب ملف القدس من طاولة المفاوضات النهائية الفلسطينية الاسرائيلية، ومن ثم وقف التمويل الأمريكي لموزانة وكالة "الأنوروا" بهدف تعطيل عملها، وبالتالي سحب ملف اللاجئين من طاولة المفاوضات، والحال لموضوع الاستيطان الذي أصبحت الإدارة الأمريكية تعتبره حق للشعب اليهودي أن يبني حيث يريد على أرضه، كما ونشاهد حالياً الدفع باتجاه فصل غزة عن بقية الأرض الفلسطينية، وإقامة الكيان الفلسطيني الهزيل هناك بعد أن يتم ضم بقية أراضي الضفة الغربية وشطب القضية التي تصبح قضية انسانية لا أكثر.
وأكد الوزير المالكي لنظيره الاسباني خطورة ما تتعرض له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضرورة حمايتها وتوفير الامكانيات المالية الإضافية لاستمرار عملها وفق التفويض الأممي الذي أعطي لها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا رفض التعامل مع الإدارة الأمريكية التي أكدت بهذه القرارات انحيازها الكامل مع اسرائيل وتبنيها للموقف الاسرائيلي.
بدوره، تفهم الوزير الاسباني تعقيدات الموقف التي فرضته هذه السياسات الأمريكية العقيمة، مؤكدا استعداد اسبانيا لمضاعفة مساهماتها المالية لوكالة "الأونروا"، واستعدادها للعمل ضمن الاتحاد الأوروبي للبحث عن الاليات والطرق المناسبة للتعامل مع رؤية الرئيس محمود عباس للسلام والتي اطلقها في خطابه امام مجلس الأمن في العشرين من شباط الماضي، وتم الحديث في ملف المصالحة والدور الايجابي الذي تقوم به الشقيقة الكبرى مصر في انجاح هذه الجهود.
وتباحث الوزيران في العلاقات الثنائية وكيفية تطويرها، وتباحثا في امكانية العودة لعقد اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة على مستوى رؤساء الوزراء قبل نهاية هذا العام، كما اتفقا على الاستمرار في توفير المنح لوزارة الخارجية في المدرسة الاكاديمية الاسبانية في مدريد، حيث من المفترض ان يبدأ هذا الشهر عشرة من أبناء الجاليات الفلسطينية في امريكا اللاتينية برنامج الماجستير في الدبلوماسية لصالح وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.
وناقش الوزيران اهمية اعتراف اسبانيا بدولة فلسطين، والتوقيت الحالي المناسب لذلك.
وأكد الوزير الاسباني استعداده للتشاور مع بعض نظرائه الاوروبيين حول امكانية الاعتراف بشكل اوسع لتسهيل هذا الاجراء على كل دولة من هذه الدول.
ووجه الوزير المالكي دعوةً لنظيره الاسباني بورريل لزيارة فلسطين والذي قبلها على ان يتم تحديد الموعد المناسب لذلك.من الجدير ذكره انه وبعد الانتهاء من الاجتماع الرسمي الموسّع، عقد الوزيران مؤتمراً صحفياً مشتركاً تحدثا فيه عن لقائهما وأهمية اللقاء والمتابعة المشتركة، واجابا على عديد من الاسئلة من طرف الصحفيين.
ودعا الوزير الاسباني نظيره الفلسطيني على مأدبة غذاء رسمية بحضور عدد كبير من المسؤولين الإسبان، حيث تم استكمال النقاش الثنائي وبعمق أكبر في عديد من القضايا التي تهم الطرفين، كما اتفقا على العودة والالتقاء مع نهاية الشهر خلال حضورهما الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
يذكر أنه قد رافق الوزير المالكي في هذا اللقاء كل من السفير كفاح عودة، سفير فلسطين في مدريد، والسفير د. أمل جادو، مسؤولة ادارة اوروبا في الخارجية الفلسطينية، والسكرتير ثالث صفاء مهلوس، في بعثة فلسطين الدبلوماسية في مدريد.