كيف أعدم جنود الاحتلال الريماوي بعد اعتقاله؟
نشر بتاريخ: 18/09/2018 ( آخر تحديث: 18/09/2018 الساعة: 20:50 )
رام الله -معا - تقرير فراس طنينة - لم يستفق الشاب محمد الريماوي (٢٤ عاما) من نومه بعد، حين فوجئ بجنود الاحتلال فوق سريره وهم ينهالون عليه بالضرب المبرح، فهو أفاق من نومه مفزوعا على صوت تفجير باب الغرفة التي ينام فيها، في بلدة بيت ريما شمال رام الله.
انهال الجنود على محمد بالضرب المبرح، فوثب أكثر من جندي على جسده، وهم يضربونه بأيديهم وأعقاب البنادق وبأحذيتهم.
قرابة ٤٠ جنديا أنهالوا بالضرب المبرح على محمد، الذي كان يصيح في وجه الجنود "شو بدكم مني" فيما كان الجنود يمسكون رأسه ويضربونه في أرض المنزل والجدران، ويخنقونه.
والدة محمد وشقيقته حاولتا دخول الغرفة لمعرفة ما يجري، لكن الجنود اعتديا عليهن بالضرب، وفوجئت الأم بابنها وهو مغشي عليه، وكان جسده ينتفض بسرعة، وكأنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأكدت والدته أن قوات الاحتلال اعتالوا ابنها بعد أن تعرض للضرب المبرح، وأكدت أن جنود الاحتلال ضربوا ابني على رأسه، مشيرة بيديها إلى كيفية دفع رأس الشهيد مرات ومرات باتجاه الحائط، مما أدى إلى سقوطه فاقدا للوعي.
وأضافت أنها حاولت التدخل للاطمئنان عن ابنها الذي كان ملقى على الأرض دون ملابسه، وأنها حاولت أن تجلب له الملابس لكن الجنود رفضوا طلبها، وامروها بجلب هويته وعدم الاقتراب من ابنها.
وقالت إن جنود الاحتلال وضعوا القيود في يدي ابنها الفاقد للوعي، وشاهدتهم بعد خروجهم من نافذة المنزل، وهم يحملونه على الاكتاف بعد أن بقي فاقدا للوعي، وهنا صوب الجنود بنادقهم صوبها وطلبوا منها العودة إلى الداخل، ولكنها اسرعت باتجاه مخرج المنزل إلا أنهم كانوا قد غادروا المكان.
واتهمت والدة الشهيد محمد الخطيب جنود الاحتلال باغتيال ابنها، متسائلة عن السبب الذي دفعهم لقتله بدم بارد.
حين رأت والدة الشهيد ابنها بلا أي حركة، وخمد صوته، صرخ بجنود الاحتلال: ماذا فعلتم به، لماذا لا يتحرك محمد؟، وحاولت أن تصل ابنها لتطمأن عليه، فأشهر جنود الاحتلال السلاح في وجهها طالبين منها الابتعاد وإحضار بطاقة اثبات شخصية الشهيد، ودفعوها خارج الغرفة.
وتقول الوالدة: كان محمد ينام بملابسه الداخلية، ورغم أن الجنود قتلوه بدم بارد، كما منعوا عائلته أن تلبسه ثيابه، ورفضوا أن تقوم العائلة بطلب طبيب ليفحص ابنهم، وحمل الجنود محمداً وخرجوا من المنزل بسرعة.
وقال بشير شقيق الشهيد، أن قرابة 40 جندياً من الوحدات الخاصة الإسرائيلية اقتحموا منزل العائلة فجر اليوم، واعتقلوا محمد، واعتدوا عليه بالضرب المبرح وبشكل وحشي، فسقط مغشياً عليه، واعتقله الجنود وهم يحملونه.
وأضاف: أنا ووالدي تبعنا الجنود للاطمئنان على وضع محمد، المحمول على كتف الجنود، والذي يبدو أنه كان قد فارق الحياة، ولكن الجنود رفعوا السلاح في وجه الاثنين، وأمروهما بالتراجع وإلا سيتم إطلاق النار نحوهما.
في الصباح، اتصل ضابط في جيش الاحتلال، ليسأل إن كان محمد يعاني من أية أمراض، لكن بشير أبلغه أن محمد لا يعاني من أية مرض، وأنه بكامل صحته، لكنه لم يبلغه أن محمد قد أعدم، ورغم ذلك أصر هذا الضابط على اعتقاله ولو كان جثة هامدة.
وبعد أقل من ساعة اتصل الارتباط العسكري الفلسطيني ليبلغ العائلة نقلاً عن جيش الاحتلال أن محمد بات شهيداً، لكن الارتباط لا يملك أية معلومة حول ما جرى أو موعد تسليم الجثمان، بل كان وسيطاً بين جيش الاحتلال وعائلة الشهيد فقط.