لن تسقط النسور بقلم: علي عبيدات
نشر بتاريخ: 23/02/2008 ( آخر تحديث: 23/02/2008 الساعة: 15:18 )
بيت لحم - معا - في البداية لا بد وان نتقدم بأحر التهاني والتبريكات من الاخوة غزلان الجنوب "الظاهرية بمناسبة صعودهم للمباراة النهائية لبطولة اريحا الشتوية الثالثة عشر، على حساب فريقنا نسور الجبل، والتي لم ولن تسقط مهما كانت النتائج.
تابعت لقاء الامس حالي حال المئات من ابناء السواحرة والقدس وتفاعلت مع كل كرة وقفزت مع كل فرصة وهللت لكل هدف، كان الجو رائعا بكل معنى الكلمة، ففي الشوط الاول سيطر النسور على مجريات اللقاء ونجم عن ذلك الهدف الاول والرد السريع على هدف التعادل لغزلان الجنوب.
مع بداية الشوط الثاني، انقلبت الامور رأسا على عقب، وكأن شيئا ما قد حدث، فالمستوى تراجع بصورة غريبة ومفاجئة، وكأن الفريق بات يلعب للحفاظ على النتيجة مدافعا فقط، حتى الت الامور الى ما الت عليه، وخسرنا بطولة، بسبب بعض الاخطاء لن ابالغ ان قلت ان مدرب الفريق يتحمل مسؤوليتها وادارة الفريق ايضا، ولكني لن اكون مبالغا ان قلت ان مثل هذه الاخطاء تحدث في اندية كبيرة كالريال وبرشلونة ايضا.
جمهور المكبر..لن تخسر الرهان
رغم خسارتنا للمباراة وبالتالي للبطولة الا ان الجمهور وبالذات جمهور النسور الرائع على الموعد، وكان فاكهة البطولة، فمئات الحناجر التي هتفت للنسور امام الظاهرية، ستبقى تهتف لها في كل المحافل والمواعيد القادمة، وهذا حال كرة القدم، فيها الربح وفيها الخسارة، وفيها الاخطاء التي نجمت في احيان كثيرة عن خسارة دول عظمى في كرة القدم لبطولة كأس العالم.
فلن تكون الخسارة امام الظاهرية، وخسارة بطولة اريحا الشتوية الثالثة عشر، لا اول خسارة ولا اخر خسارة، ولن تكون النهاية لمسيرة وعطاء فريق النسور، الذي نباهي به ونفاخر به امام الجميع، لمستواه الكبير منذ عشريات السنين وليس منذ يوم ويومين، فالضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، وعزما واصرارا على المضي قدما نحو البطولات القادمة، بنسورنا ومن خلفهم جمهور المكبر الرائع الذي لن يتوقف عن الهتاف ابدا "الله ... مكبر... القدس عربية".
التبديلات ولعنة الاصابات
مع كل الاحترام لمدرب الفريق وادارته، الا انها كانت من وجهة نظر كثير من الرياضيين الذين شاهدوا اللقاء من مشجعي المكبر ومحبيه، كانت غير موفقة، في بعض الاحيان، ووضعت علامات استفهام كبيرة، على تصرفات الطاقم التدريبي للفريق خلال المباراة، مراعين ومقدرين حجم الاصابات التي يعاني منها فريق النسور، اولى علامات الاستفهام كانت استبعاد الحارس حموده بكيرات، من التشكيلة، وهو الذي ساهم الى حد كبير في فوز المكبر على الوحدات، رغم المستوى الجيد للحارس ابوذياب، ومع استمرار لعنة الاصابات وخروج اللاعب فادي علان مصابا، وضع استفهام اخر لماذا لم يكن بديله القعقاع اساسيا رغم معرفة الجميع بامكانياته الجيدة، ولماذا يخرج لاعب كمحمد نائل، ويدخل لاعب مصاب مكانه، الا وهو اللاعب القدير جمال علان والذي لا يستطيع احد انكار مهاراته وقدراته، وعندما احرز غزلان الجنوب هدف التعادل، لم يتغير شيء على اداء النسور في الملعب، ولم يظهر على الطاقم التدريبي انه يحضر لتغيير ما، وبدا للجميع اننا متجهون للتمديد او لركلات الحظ الترجيحية، الا ان اصابة القاروط ودخول لاعب مدافع مكانه، كانت علامة فارقة في المباراة وادت الى خروجنا من البطولة.
سلامات للقاروط
لا شك ان اصابة اللاعب المميز رائد القاروط كانت علامة فارقة في المباراة، وخروجه بطريقة اخافت الجميع من ارض الملعب، لعب دورا كبيرا في تحمل اللاعبين ضغطا كبيرا، فسلامة القاروط اهم للمكبر ولاعبيه من اي بطولة، فكلنا نتمنى له الشفاء العاجل والسلامة دائما وابدا، وان يعود محلقا مع النسور في المواعيد القادمة.
همسة عتاب لاريحا
رغم ان الامن والامان على رأس الاولوية دائما، الا ان ما حدث من اجراءات امنية، من تفتيش الملابس، ومصادرة "الحزامات"، كان لافتا للانتباه، فمشهد رجال كبار في السن، وهم يحاولون التخص من "حزاماتهم" كان غريبا، رغم اني لم اشهد كبيرا في السن يفتش بأم عيني، ورغم ان جمهور المكبر كان طوال البطولة، جمهورا رائعا وملتزما، ولم يبدر منه اي تصرف منافٍ للعادات والعرف الرياضي.
همسة عتاب اخرى لمن كان يتحكم بمكبر الصوت الـ dj والذي كان يشغله ورفع صوته على الاهازيج والطبل، كلما احرزت الظاهرية هدفا، وهو ما استفز كثيرين من محبي المكبر، وهنا لا بد ان نطرح تسائلا له ولهم، أو ليس الظاهرية والمكبر اخوان، انا سأجيبه عن الجميع نعم كنا وسنبقى.
وفي الختام
نعم خسرنا مباراة، وخسرنا بطولة، ولكن تاريخ المكبر وحاضره الحافل، مليء بالانجازات، والتي كان اخرها كأس القدس قبل اسابيع قليلة، وفوز على الوحدات قبل ايام قليلة، وبالنسبة لاريحا 13، فيكفينا انا كنا عاملا مرجحا لكفة نجاحها، وتكفينا شرف المشاركة، ونتمنى كل التوفيق للفرق المشاركة وللبطولة، التي تعد علامة مميزة في عالم كرة القدم الفلسطينية.