أبو عمرة: خطاب ترامب مليء بالتظليل والتناقضات
نشر بتاريخ: 26/09/2018 ( آخر تحديث: 26/09/2018 الساعة: 12:28 )
رام الله- معا- قال هاني ابو عمرة عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني ان خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب مساء أمس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو خطاب استعلائي مليء بالمغالطات والتناقضات والتظليل وينم عن جهل بالحقائق وبالتاريخ.
واضاف ابو عمرة في تصريح صحفي، ان الرئيس ترامب الذي استغل منصة الامم المتحدة ليستعرض انجازات ادارته متباهيا ومتفاخرا عكس خلال خطابه استعلاء اهوج وعنجهية غير مسبوقة تعكس نظرة ترامب وادارته لغيرهم من الشعوب، اذ ان القوة الغاشمة التي تمتلكها الولايات المتحدة الامريكية وقدرتها على استخدامها ضد الشعوب الافقر والاضعف جعل ترامب يعتقد ان من حقه ان يصادر ارادة هذه الشعوب وان يفرض ارادته عليهم وان يتبجح بكل صلافة امام العالم ان سياسات ادارته حققت خطوات للأمام واحدثت تغييرات تاريخية، هذه السياسات نفسها الذي اعلن العالم رفضه لها مراراً.
وتابع ابو عمرة ان صلف الادارة الامريكية وعنجهية القوة التي تتملك ترامب جعلته يتحدث كزعيم للعالم ومتحكما بكل مفاصله يشكر هذه الدولة ويهاجم هذه الدولة ويقدم نفسه بشخصية "رامبو" الذي يقاتل الارهاب متغافلا حقيقة ان شعوب العالم قاطبة تدرك ان الارهاب هو صنيعة الولايات المتحدة الامريكية وهي التي تغذيه وتسيره وتتحكم فيه وفقا لمصالحها واداة تهديد لمن يخالف تعليماتها وارادتها، حتى انه وصل به الامر لتهديد الامم المتحدة ولأكثر من مرة من التصويت ضد ارادته، بل ويهاجم اليوم مجلس حقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية لصالح دولة الاحتلال التي وفرت الادارات الامريكية المتعاقبة الغطاء السّياسيّ لها وحمتها بالفيتو الامريكي لأكثر من خمس وخمسين مرة في مجلس الامن لتواصل عربدتها وعدوانها لتضرب بعرض الحائط كافة القوانين والقرارات الدولية وجعلها دولة فوق المحاسبة وفوق القانون.
وقال ابو عمرة: ان ترامب كشف وبشكل جلي عن صهيونيته في حديثه عن القضية الفلسطينية وخطوته بنقل سفارة بلاده الى مدينة القدس، معتبرا اياها خطوة إلى الأمام في الشرق الأوسط متحديا العالم والجمعية العامة ذاتها التي صوتت بأغلبية 128دولة في ديسمبر الماضي على قرار يرفض اعلانه القدس عاصمة لدولة الاحتلال، متنكرا لكل الحقائق التاريخية واصفا اياها بادعاءات دينية وتاريخية تخالف الحقائق التي تكرست على ارض الواقع، متناسيا ان حق شعبنا التاريخي في القدس لا يمكن ان يمس لا بقرار امريكي ولا بانحياز كل قوى الشر في العالم لدولة الاحتلال وان الشعب الفلسطيني الذي واصل نضاله منذ عقود ضد الاحتلال سيستمر بنضاله حتى تحقيق كامل اهدافه الوطنية الثابتة والمشروعة ولن تكسر ارادته مهما بلغت سياسات الاحتلال وسياسات البطش الامريكي الذي يعلن نفسه شريكا للاحتلال في معاداته لحقوق الشعب الفلسطيني.
واوضح ان الامم المتحدة امام اختبار حقيقي فإما ان تنتصر لقرارتها وارادتها بانتصارها لحق الشعب الفلسطيني واتخاذ ما يلزم من قرارات لكبح جماح الاحتلال وادارة ترامب واما ان تقبل بهذا التغول الامريكي على ارادة الشعوب.