الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النضال: خطاب الرئيس تاريخي واستراتيجي

نشر بتاريخ: 28/09/2018 ( آخر تحديث: 28/09/2018 الساعة: 10:02 )
رام الله- معا- اشاد المحامي لؤي المدهون الكاتب والمحلل السياسي والقيادي بجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بخطاب الرئيس محمود عباس ابو مازن امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73، واصفا الخطاب بالتاريخي والاستراتيجي.
وقال المدهون في بيان صادر عنه اليوم؛ ان خطاب الرئيس كان جامعا وشاملا ومسؤولا وسياسيا وقانونيا بامتياز لما حمله من وضوح تام في استراتيجية الرؤية والتشخيص والموقف ولعرضه الواضح للمطالب الفلسطينية ودفاعه عن الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة وتقرير المصير والتحرر من الاحتلال والاستقلال وحق الاسرى في الحرية وعودة اللاجئين الى ديارهم واستمرار عمل وكالة الغوث ومواصلة تقديم الدعم المالي لها والتحذير من محاولات تغيير مهامها وأنظمتها وتطرقه أيضا لإكمال المصالحة الفلسطينية من أجل توحيد كل الشعب الفلسطيني لمواجهة هذه المرحلة الصعبة التي تتنكر فيها الحكومة الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
واوضح ان الخطاب كان بمثابة صفعة لكل من الحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية بكشفه زيف رعاية الولايات المتحدة الامريكية للعملية السلمية على مدار سنوات، معتبرا الادارة الامريكية ليس وسيطا نزيها وأمينا كما يحاول تسويق نفسه، وعليه يجب إنهاء استفراد تحكمه في أية عملية مقبلة لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مطالبا إشراك مختلف أطراف المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
واشار المدهون بان الرئيس كان موفقا برفضه لضغوطات الادارة الامريكية التي مورست على القيادة الفلسطينية وعدم التساوق معها، والتأكيد على ذلك من على منبر الامم المتحدة وامام قادة العالم اجمع، وإسناد هذا الرفض بإجراءات عملية تتمثل بمعاملة الند مع الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية (الالتزام يقابله التزام وبالعكس).
وقال المدهون انه الصواب بعينه تأكيد الرئيس محمود عباس على تمسكه بخيار السلام والمفاوضات كخيار فلسطيني للتوصل لحل نهائي للصراع الفلسطيني
الإسرائيلي استنادا لقرارات الشرعية الدولية، وتجديد مطالبته لعقد مؤتمر دولي لحل الصراع العربي-الإسرائيلي، وجوهره القضية الفلسطينية، بحيث تكون مهمة هذا المؤتمر وضع آليات وجداول زمنية ملزمة لإسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بهذا الصراع.
واوضح المدهون ان المطالب التي تضمنها خطاب الرئيس والتي كان ابرزها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين خلال فترة زمنية محددة، ووقف النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة كافة، و توفير الحماية الدولية لشعبنا، وترسيم حدود دولة فلسطين على أساس قرارات الشرعية الدولية تشكل خارطة طريق للأمم المتحدة لإنجاز الحقوق الفلسطينية وتجسيد حلم الدولة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة برمتها .
واضاف المدهون ان الرئيس في خطابه حمل رسائل سياسية واضحة للعالم تؤكد على وحدة الشعب والأرض وتؤكد ايضا على المشروع الوطني الفلسطيني في العودة واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من خلال رفضه للحلول الانتقالية والدولة ذات الحدود المؤقتة.
وتابع المدهون ان الرئيس في خطابه وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ودق ناقوس الخطر له عندما حذر من مخاطر استمرار إسرائيل في احتلالها وسياساتها الاستيطانية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني وخرقها المتواصل للقانون الدولي، وتنكرها لحل الدولتين وممارساتها العنصرية وشرعتنها بقانون، واستهدافها لمدينة القدس وتهويدها وسعيها نحو تغيير للوضع القائم التاريخي في القدس، والمس بمكانة المسجد الأقصى وتقسيمه من حيث المكان والزمان ونقل الصراع من صراع سياسي الى صراع ديني وخطورة ذلك على المنطقة برمتها .
واكد على أن الرئيس في خطابه كان مسلحا بقرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي التي تحدث بها على العلن، مشيرا في سياق خطابه على انها ملزمة له، كما ان الرئيس كان موقفا وبامتياز حينما وجه التحية وكل التحية لشهدائنا الابرار شهداء الثورة الفلسطينية، ولأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الاسرائيلي في رسالة واضحة لحكومة الاحتلال والادارة الامريكية باننا لا نقبل الابتزاز والمساومة على شهدائنا واسرانا وجراحنا هم في القلب والوجدان ولن نتخلى عنهم ولا عن ذويهم.
وأشاد المدهون بجماهير شعبنا الفلسطيني التي خرجت في الشوارع دعما لخطاب الرئيس لتؤكد للعالم وقوفها خلف قيادته وتمسكها بحقوقها الوطنية .
ودعا الفصائل الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها ومساندتها للرئيس في تنفيذ قراراته ودعم كافة الخطوات التي ستلجأ إليها القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.