الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عدوان البرغوثي يشارك بالمؤتمر الطبي بمحاضرة "الطب الدفاعي"

نشر بتاريخ: 29/09/2018 ( آخر تحديث: 29/09/2018 الساعة: 10:07 )
د.عدوان البرغوثي يشارك بالمؤتمر الطبي بمحاضرة "الطب الدفاعي"
بيت لحم - معا - اكد الدكتور عدوان البرغوثي استشاري امراض الجراحة والامراض النسائية والتوليد، على ان الهجمة على الاطباء من قبل المجتمع وبعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وعدم وجود قوانين منصفة للطبيب والمريض معا وعدم توفير الظروف المهنية اللازمة لممارسة المهنة بشكل صحيح وخصوصا في المستشفيات الحكومية ستؤدي بنتائج سلبية على مهنة الطب وعلى مستوى الخدمات الطبية، الى جانب ظهور مفهوم "الطب الدفاعي" لدى الاطباء في فلسطين والذي ظهر مسبقا منذ اكثر من 20 عاما في دول العالم، موضحا انواع هذا الطب وبشكل خاص ان بعض الاطباء يمارسون الطب الدفاع دون ان يعرفون ذلك فيما البعض بات يمارسه بشكل واضح لحماية نفسه وحماية المريض.
واوضح الدكتور البرغوثي ان الطب الدفاعي انواع منها الواعي والاخر غير واعٍ، حيث يمارس الطبيب الطب الدفاعي وهو واعٍ بما يجري، فيما غير الواعي يمارسه بالفطرة دون ان يعرف مسماه ولا وجود لهذا النوع من الطب بل يضطر الطبيب لممارسته لحماية نفسه وحماية مريضه، ويصنف الطب الدفاعي بالايجابي والسلبي، فالايجابي هو ان يقوم الطبيب باجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة وغير اللازمة لحماية المريض وحماية نفسه من تهمة خطأ طبي متوقعة، حيث انه في حال وقع خطأ ما او تهمة خطأ، فان هذه الفحوصات تعتبر ورقة قوية للطبيب امام المحكمة.
ولكن الدكتور عدوان، اوضح ان الطب الدفاع الايجابي مكلف جدا لوزارة الصحة وللمريض ولشركات التأمين، كما يكلف وقتا مضاعفا من الوقت الطبيعي المطلوب لاجراء الفحوصات والكشف الطبي على المريض.

وحول الطب الدفاعي غير الايجابي اي "السلبي" اوضح الدكتور عدوان ان هذا النوع وقد يكون الاصعب والاخطر وهو عزوف الاطباء عن علاج الحالات الخطيرة حتى لا يتورطوا بخطأ او بشبهة خطأ، ما ينعكس على مستوى الخدمات الطبية المقدمة ويجعل من الحالات المرضية الصعبة والخطرة تواجه الموت وحدها احيانا، وفي ظل ضغط مجتمعي عالٍ على الاطباء وعدم وجود قوانين عادلة تحميهم وعدم احتضان وزارة الصحة لهم وعدم توفيرها مظلة حامية، سيُجبر ذلك العديد من الكفاءات العلمية الطبية اما الى الهجرة بحثا عن ظروف افضل او ممارسة مجبرين هذا النوع من الطب "الطب الدفاعي"، حتى لا يواجه الطبيب الاتهامات والاشاعات والضرب والمسبات والاعتداءات وحده، وليضمن حياة كريمة تحترم قداسته ومهنته وعائلته.
واكد الدكتور عدوان البرغوثي ان صانعي القرار السياسي والطبي من حكومة ووزارة صحة سيدفعون ثمنا باهضا وسيتحملون مسؤولية لجوء الاطباء الى ممارسة الطب الدفاعي في فلسطين ان لم يوفروا الظروف الموائمة التي تحترم الطبيب ومريضه معا.
واوضح الدكتور عدوان انه وفي ظل كل الظروف المتوفرة في مستشفيات وزارة الصحة والضغط المجتمعي وبدء انتشار "الطب الدفاعي" وجب وجود قوانين منصفة وعادلة للمريض والطبيب منبثقة عن مسؤولية مدنية وليست جنائية وتوفير تأمين حكومي للاخطاء الطبية، ومواءمة كل ظروف المشافي الحكومية من المستلزمات الطبية والادوية والمعدات وعدد الاطباء وتأمين ضد الاخطاء كي يتمكن الطبيب من العمل في ظروف موائمة ومناسبة وصحية ليخرج بنتائج علاجية بكفاءة عالية، مؤكدا ان وزارة الصحة والمجتمع يطلبون من الطبيب ان يقدم نتائج علاجية مثالية في ظروف بعيدة كل البعد من ان تكون مثالية.
وحذر الدكتور عدوان البرغوثي من انهيار النظام الصحي نتيجة التراكمات والتقصير وعدم توفير الظروف الموائمة والمناسبة وعدم تقديم الحماية للاطباء، بسبب هجرة الكفاءات او ممارسة الاطباء لهذا النوع من الطب مجبرين.
جاءت هذه المحاضرة ضمن اعمل المؤتمر الطبي الفلسطيني الدولي السابع المنعقد في مدينة بيت لحم.