المطران حنا: كفى لجرائم القتل
نشر بتاريخ: 29/09/2018 ( آخر تحديث: 29/09/2018 الساعة: 12:45 )
القدس- معا- دعا المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إلى وضع حد لجرائم القتل في المجتمع الفلسطيني، "فرصاصات الغدر انما تستهدف مجتمعا بأكمله وشعبا بكافة مكوناته".
وقال حنا: "لقد آلمنا واحزننا كثيرا ما حدث عند منتصف هذه الليلة في قرية الرامة في الجليل الأعلى حيث تم استهداف شابين برصاصات الغدر مما أدى الى وفاتهما وهما الشابين رؤوف وقصي عطور واننا اذ نوجه تعزيتنا القلبية للاسرة الكريمة ولكافة أبناء قريتنا الرامة فإننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا لظاهرة العنف المقيتة واستعمال السلاح وظاهرة انتشار جرائم القتل في مجتمعنا الفلسطيني".
وأضاف، ان ما حدث في هذه الليلة في رامة الجليل حدث قبلها في اكثر من موقع وفي اكثر من مكان في الداخل الفلسطيني ونعتقد بأنه ليس كافيا ان نقوم بشجب واستنكار هذه الجرائم بل يجب علينا جميعا ان نتساءل لماذا وصلنا الى هذه المرحلة ، ولماذا وصلنا الى هذا الوضع الغير مقبول والغير مبرر حيث يستعمل السلاح وتنتشر جرائم القتل المروعة هنا وهناك.
وتابع: من الذي يتحمل مسؤولية هذا التدهور الدارماتيكي والذي جعل من مدننا وبلداتنا أماكن غير امنة ؟ من الذي يتحمل مسؤولية هذه الجرائم المروعة التي تستهدف شبابنا في مدن وقرى وبلدات الداخل الفلسطيني؟
وأردف المطران حنا قائلا: نعم هنالك تقصير من الشرطة التي لا تقوم بواجبها المطلوب تجاه قضايا العنف خاصة عندما يكون الضحية والمقتول عربي ولكن هذا لا يعفينا ولا يعفي مؤسساتنا الاهلية والتعليمية والدينية من مسؤولياتها. اسمحوا لي ان أقول بصراحة قد تزعج البعض بأن هنالك خللا في التربية سواء في المنازل او في المؤسسات التعليمية ، فأين هو دور مؤسساتنا التعليمية في مواجهة آفة العنف المستشرية في مجتمعنا . وهل ما هو مطلوب منا هو ان نكتفي بالتنديد والشجب والاستنكار وتقديم التعازي لاسر الضحايا ؟ وماذا فعلنا لكي لا تتكرر مثل هذه الجرائم ؟
وناشد المؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها بأن تقوم بدورها التربوي والإنساني والتعليمي في تربية ابناءنا تربية صالحة بعيدا عن ثقافة العنف والانتقام والكراهية ، أما المسؤولية الأكبر فتقع على عاتق أولياء الأمور الذين يجب ان يعلموا أبنائهم قيم التسامح والمحبة ونبذ العنف بعيدا عن ثقافة التحريض والدعوة الى الانتقام واستهداف الاخرين. اما المؤسسات الدينية فتقع عليها ايضا مسؤولية كبيرة في تكريس ثقافة السلم الأهلي فلا يجوز ان تستغل منابر دور العبادة من اجل التحريض على العنف والكراهية والتطرف وروح الانتقام. يجب ان تستغل دور العبادة من اجل تكريس ثقافة المحبة والاخوة والسلام والوئام بين الانسان واخيه الانسان .
وقال: ان أولئك الذين يستعملون هذا السلاح ويقتلون بدم بارد ألم يفكروا بأن رصاصاتهم ستؤدي الى تيتم عائلات وفقد اعزائها ، ألم يفكروا قبل ان يطلقوا رصاصاتهم الغادرة بأن الله لم يخلقنا من اجل ان نكون قتلة ومجرمين بل خلقنا لكي نكون دعاة خير ومحبة ورحمة في هذا العالم وفي هذا المجتمع الذي نعيش فيه.
وأضاف المطران حنا: ان هؤلاء القتلة المجرمون ستزداد اعدادهم اذا لم تتخذ المبادرات التربوية الخلاقة الهادفة لمعالجة هذه الافة المستشرية في مجتمعنا ، ان هؤلاء المجرمين سوف يزدادون عددا وبالتالي سوف تنتشر مظاهر العنف اكثر اذا لم تكن هنالك مبادرات عملية على الأرض يكون فيها دور ريادي لرجال الدين وللشخصيات الوطنية والاعتبارية وللمؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها واولا وقبل كل شيء دور أولياء الأمور والاسر التي يخرج منها هؤلاء الشباب.
ان هنالك خللا في التربية وهو الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه وانني اناشد الجميع بدون استثناء بأن يتحملوا مسؤولياتهم وان يقوموا بدورهم لمعالجة هذه الافة الخطيرة المستشرية التي تسيء وتضر بالسلم الأهلي في مجتمعاتنا. فالجريمة تؤدي الى جريمة أخرى وروح الانتقام تؤدي حتما الى كوارث لا تُحمد عقباها.
وتابع: كفى لهذه الجرائم ونطالب بوقفها كما ونتمنى العمل على وقف انتشار السلاح فالسلاح الذي يقتل ويستهدف الأبرياء انما يستهدف مجتمعا وشعبا بأسره فكفى لهذه الظاهرة التي لا يستفيد منها الا اعداءنا الذين لا يريدون الخير لشعبنا ولمجتمعنا.
وقد جاءت كلمة المطران عطا الله حنا هذه اليوم لدى لقائه مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام العربية في الداخل الفلسطيني.