نشر بتاريخ: 23/02/2008 ( آخر تحديث: 23/02/2008 الساعة: 18:31 )
بيت لحم - معا - قافلة وزارة الشباب ماضية بالمسير قد يقول البعض انني منحاز لوزارة الشباب والرياضة لكوني احد موظفيها، ولكن كل الذين يعرفونني، ويتابعون كتاباتي على مدار قرابة العشرين عاما، اي منذ بداية إتخاذي للصحافة مهنة ، التي كانت بدايتها في صحيفة الشعب المقدسية، يعلمون انني لم اجامل احداً ولن انحاز يوما لأي كان، ولا في اي ظرف من الظروف.
صحيح انني انتمي للوزارة التي اعمل فيها منذ ثلاثة عشر عاما، واعتقد انني مخلص بعملي، وهذا امر افتخر به كثيرا، لان من لا ينتمي لعمله، فهو يفتقد الانتماء لكل شيء بما فيه وطنه، ولكنني لم أناصر وزارتي في الضلال او الخطأ، على مر السنين. وسبق لي ان كتبت منتقدا الوزارة، في اكثر من مرة، بما في ذلك انتقادي لقمة الهرم في الوزارة، اي الوزير ذاته، ولم أخش في ذلك لومة لائم. واعتقد ان المشكلة الحقيقية التي عانت منها الوزارة على مدار السنوات الماضية تمثلت بالوزراء الذين تسلموا مهمة قيادتها، عندما لم يتعاملوا معها على انها وزارة ذات اهمية، وانما كان الهم الاساسي لمعظمهم، هو المنصب السياسي بحد ذاته، ولم يعطوا الجانب المهني اي اهتمام تقريبا.
وقد عانى د. جمال المحيسن، الوكيل السابق للوزارة محافظ محافظة نابلس حاليا، الامرين مع الغالبية العظمى للوزراء الذين تعاقبوا على دفة القيادة في الوزارة، عندما كانوا لا يبذلون الحد الادنى من الجهد خاصة في مجلس الوزراء لتوفير ما يجب توفيره من الموازنات والدعم اللازم، للوزارة او للنشاطات والمؤسسات الرياضية والشبابية. فتعرض د. المحيسن واركان الوزارة والعاملون فيها الى حالات احباط متكررة دفعت الجميع الى الشعور باليأس والى فقدان الأمل.
وما من شك بأن حال وزارة الشباب والرياضة خلال الاشهر الاخيرة قد تغير تماما، لا بل انقلب الامر الى العكس تماما، وبدأت هذه الوزارة المهمة تأخذ دورها الايجابي والبناء. واعتقد جازماً ان السبب بذلك وجود وزيرة على رأس هذه الوزارة تقوم بمهامها وواجباتها على اكمل وجه وبصورة مهنية ما جعل الحيوية والحياة تدب في اروقتها بصورة لافتة جدا ما يعزز الفخر والاعتزاز لدى العاملين فيها. وما يزيد من الحيوية والنشاط، هو تعيين موسى ابو زيد وكيلاً للوزارة وهو عبارة عن كتلة متحركة من القدرات والامكانيات والطاقة الهائلة ليكتمل المشهد الايجابي بعد ان تضافرت الجهود وبدأنا نلمس ثمارها على ارض الواقع.
وجاءت رزمة المشاريع التي باشرت الوزارة بتوقيع اتفاقياتها مع عدة جهات مانحة، التي سيبدأ تنفيذها خلال الفترة القريبة، وكلها تصب في مصلحة الشباب وبناء قدراتهم وتطويرها، اضافة الى المشاريع المتعددة في مجال البنية التحتية من منشآت رياضية وغيرها. ويسجل للوزارة اقدام قياداتها على خطوات كانت شبه محرمة على الوزراء السابقين لا لشيء الا لسوء النهج وتغليب المصلحة الذاتية والعلاقات الشخصية على المصلحة العامة مثل حملة الاصلاح في اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية، وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم.
والمهم في الامر ان هذه الخطوات اتخذت في اطار الاصلاح وتصويب الاوضاع، وليس لدوافع شخصية كما حاول المتضررون تصوير ذلك. وفي ظل هذا الحراك، غير المعهود كان من الطبيعي ان يقوم البعض بشن حملات شعواء ظالمة على الوزارة ووزيرتها، وذلك من قبل المتضررين من عملية اصلاح المؤسسات الرياضية او الحسودين وذوي الافق الضيق، الذين لا يعنيهم سوى الحفاظ على مراكزهم ومصالحهم الخاصة. ولكن هذه الفئة الضارة والمضرة سرعان ما انكشفت على الجميع لينفض من حولها مناصروها بعد ان اتضحت نواياها الحقيقية.
فقد قيل ان الوزيرة تقوم باقصاء ابناء حركة فتح وتسعى الى احلال آخرين مكانهم، ولكن سرعان ما تبين للجميع عكس ذلك لان كادر الحركة الاساسي في الوزارة هو من يشارك الوزيرة بكل قراراتها وهو يدعم سياستها وتوجهاتها، ويشارك وبقوة بذلك ومن يريد التأكد من ذلك فعليه التوجه بالسؤال عن ذلك للوكيل موسى ابو زيد ولكادر فتح الاول في الوزارة.
وقيل ايضاً انها اي الوزيرة تهمل وتستثني المحافظات الجنوبية لكن الرد جاء عمليا وليس بالشعارات عندما قامت بتقديم طلب للدكتور سلام فياض لتقديم دعم طارئ للأندية في محافظات غزة بسبب صعوبة ظروفها فوافق رئيس مجلس الوزراء على ذلك وأمر بصرف مبلغ يتجاوز الستماية الف شيقل للأندية والنشاطات الرياضية، وهو بالمناسبة دفعة اولى لهذه الاندية. وقيل الكثير الكثير من الكلام الفارغ من اي مضمون عن الوزيرة واركان وزارتها، وكيلت لهم الاتهامات الباطلة زوراً وبهتاناً، لكن الجميع في الوزارة ترفع عن الردود بالمستوى الهابط الذي اراد البعض ان تنزلق الوزارة اليه، وكانت الردود بالافعال، لا بالاقوال التي يندى لها الجبين والتي تعكس حال قائليها.
وفي النهاية اقول: انا واثق تماما، ان الوزارة ستمضي قدما، بعملها الدؤوب، فها نحن على وشك الانتهاء من قانون الرياضة وسيتبعه قانون الشباب بهدف تنظيم العمل الرياضي والشباب في بلادنا، وستستمر القافلة بالمسير تاركين النباح للآخرين.
[email protected]