الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقابلة السنوار كاملة.. حان وقت التغيير

نشر بتاريخ: 05/10/2018 ( آخر تحديث: 06/10/2018 الساعة: 09:54 )
مقابلة السنوار كاملة.. حان وقت التغيير
بيت لحم - معا - في الوقت الذي تحشد فيه إسرائيل قوات حول قطاع غزة وتلوح بعدوان جديد وواسع على القطاع، قال رئيس حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار، إن "هذه ستكون الحرب الرابعة. ولا يمكن أن تنتهي مثل الثالثة، التي انتهت مثل الثانية، التي انتهت مثل الأولى. سيضطرون إلى إعادة احتلال غزة. ولا أعتقد أن نتنياهو يريد مليوني عربي آخر. لا. بالحرب لا يحققون أي شيء".
جاءت أقوال السنوار في مقابلة أجرتها معه الصحافية فرانشيسكا بوري، مراسلة صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية لصالح صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التي نشرتها كاملة اليوم الجمعة، كما نقل موقع "عرب 48".
وشدد السنوار على أنه "لست قائد ميليشيا عسكرية. أنا قائد حماس في غزة. وهذه ليست ميليشيا وإنما شيء مركب أكثر: حركة تحرر وطني. والتزامي الأول هو العمل من أجل مصلحة شعبي. الدفاع عنه وعن حقه بالحرية والاستقلال".
وأكد السنوار على أهمية التوصل لاتفاق تبادل أسرى. "هذه ليست مسألة سياسية بالنسبة لي. إنه التزام أخلاقي. سأفعل كل شيء من أجل تحرير من لا يزال بالسجن. وقراؤك يعتقدون، على ما يبدو، أن الحديث عن مخربين، أو مجرمين على الأقل. سارقو سيارات. لا. جميعنا يعتقل، عاجلا أم آجلا... السجن بالنسبة لنا هو بمثابة طقس بلوغ. وإذا كان هناك شيء يوحدنا، وإذا كان هناك شيء يجعلنا نكون فلسطينيين، فهو السجن".
ورفض السنوار كلمة "اختطاف" لوصف أسر جندي إسرائيلي. "غلعاد شاليط لم يكن مخطوفا. لقد كان أسير حرب. هل تدركين لماذا نحن لا نتحدث كثيرا مع صحافيين؟ نقتل جنديا، وأنتم تنشرون صورة له يستجم في شاطئ البحر. وقراؤكم يعتقدون أننا أطلقنا النار عليه في تل أبيب. لا. هذا الشاب لم يُقتل عندما استجم بلباس البحر، وإنما عندما كان يرتدي الزي العسكري وحاملا بندقية إم 16، وكان يطلق النار علينا". واضاف في رد على سؤال، أنه "عندما يتم التوصل إلى وقف إطلاق نارن لا أحد سيطلق النار علينا، صحيح؟ فإذا لنأسر أحدا".
وأوضح السنوار أن وقف إطلاق نار يعني "الهدوء مقابل الهدوء ومقابل إنهاء الحصار. فالحصار ليس هدوءا... الأمر المهم حقا هو ماذا سيحدث في هذه الأثناء. لأنه إذا كان وقف إطلاق النار يعني ألا نُقصف، ولكن أن نستمر بالعيش بدون ماء وكهرباء وبدون شيء، إذا استمرينا بالعيش تحت الحصار، فلا جدوى من ذلك. لأن الحصار هو نوع من الحرب، ولكن بوسائل أخرى. وعدا ذلك، هذه جريمة بموجب القانون الدولي. لا يوجد وقف إطلاق نار تحت الحصار".
وأردف أنه "إذا عادت غزة رويدا رويدا إلى حالة طبيعية، وإذا وصلت استثمارات وليس مساعدات إنسانية فقط، وجرى تطوير، لأنه لسنا متسولين، وإنما نريد أن نعمل ونتعلم ونسافر، مثل الجميع. نريد أن نعيش، وبقوانا الذاتية. إذا رأينا تغييرا، سيكون بالإمكان التقدم. وحماس ستبذل أقصى ما عندها من أجل احترام وقف إطلاق النار. لكن لن يحل السلام من دون عدالة. ومن دون حرية لا يوجد عدالة. وأنا لا أريد سلام قبور".
وحول الذرائع الإسرائيلية بأن حماس ستستغل وقف إطلاق النار للتسلح، قال السنوار إنه "بداية، ينبغي الإشارة إلى أنني لم أشن حربا أبدا. الحرب جاءت إليّ. والسؤال، وبصدق، معاكس: لماذا ينبغي أن أثق بهم؟ لقد غادروا قطاع غزة في العام 2005، لكنهم عمليا أعادوا تنظيم الاحتلال. قبل ذلك كانوا داخل القطاع، والآن هم يغلقون الحدود. لكن نعم، الثقة بين الجانبين هي المسألة الأساسية. وربما هذا خطأنا – أن نفكر دائما من سيخطو أولا: أنا أو أنت؟". ورفض السنوار إمكانية أن تتخلى حماس عن سلاحها في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
البالونات الحارقة هي رسالة
شدد السنوار على أن البالونات الحارقة "ليست سلاحا. إنها رسالة: أنتم أقوى منا بما لا يقاس، وهذا صحيح. لكن لن تنتصرا أبدا".
ورأى أن توجه السلطة الفلسطينية إلى المؤسسات الدولية، من أجل مواجهة الاحتلال، هي "خطوة ناجعة. كافة الوسائل مشروعة. لكن في غزة، المجتمع الدولي هو جزء من المشكلة. وعندما فزنا في انتخابات قانونية وحرة، كان رد الفعل المقاطعة والحصار. واقترحنا تشكيل حكومة سوية مع فتح. ليس مرة واحدة وإنما مئة مرة. لكن لا شيء، الرد كان الحصار وحسب. وهذه مسؤولية المجتمع الدولي أيضا". وأضاف أن الانقسام الفلسطيني الداخلي "هو نتيجة للحصار. وأنا أتفهم رام الله: مع حكومة وحدة وطنية هم يخاطرون بألا يحصلوا على أكثر حتى لو كان ذلك دولار واحد. إنهم يخاطرون بالإفلاس".
وأضاف السنوار أن اتفاق أوسلو لم يعد قائما، وأنه "كان حجة من أجل صرف أنظار العالم عن الاحتلال بواسطة مفاوضات لا نهائية، وفي غضون ذلك مواصلة بناء المستوطنات في كل اتجاه وشطب أي إمكانية لدولة فلسطينية".
وقال إن "وقف إطلاق النار ليس من أجل حماس أو فتح وإنما من أجل غزة. وما يهمني هو أن يدركوا أن حماس هنا، وأننا موجودون، وأنه لا سلام من دون حماس. لأننا جزء لا يتجزأ من فلسطين، حتى لو خسرنا الانتخابات المقبلة". واضاف أن المسؤول عن الكارثة الإنسانية في غزة "هو الذي أغلق الحدود، وليس من يحاول إعادة فتحها. ومسؤوليتي هي التعاون مع كل من باستطاعته إنهاء الحصار غير المبرر ويسبب الموت. لا يمكن الاستمرار هكذا. وفي الواقع الحالي، الانفجار لا مرد له".
وختم السنوار أقواله بأنه "حان وقت التغيير. وقف الحصار. ووضع نهاية للاحتلال".