"العالمية للدفاع عن الأطفال": الاحتلال يحول أطفالنا لمعاقين
نشر بتاريخ: 11/10/2018 ( آخر تحديث: 11/10/2018 الساعة: 10:38 )
رام الله- معا- قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال -فلسطين إن قوات الاحتلال تسعى إلى تحويل أطفال فلسطين إلى معاقين، من خلال تعمد استهدافهم بالرصاص الحي والمتفجر.
وأوضحت الحركة أنها وثقت من خلال باحثيها الميدانيين، عدة حالات في قطاع غزة لأطفال أصيبوا بإعاقات دائمة جراء استهدافهم بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية.
فقد عينه اليسرى
الطفل محمود الصوالحي (12 عاما) من خانيونس أصيب بعيار ناري حي في رأسه في الرابع عشر من شهر أيار الماضي، فقد إثرها عينه اليسرى، وهو الآن لا يستطيع التحكم في قضاء حاجته، ويعاني أيضا من فقدان نسبي للذاكرة، ويتابع جلسات للعلاج النفسي في مركز للصحة النفسية بمدينة خانيونس، كما يعالج عند أطباء عيون في مستشفى غزة الأوروبي وأيضا في عيادات خارجية خاصة، وينتظر الحصول على تحويلة ثانية لتركيب عين زجاجية "تجميلية".
بتر القدم اليسرى
الطفل ع.ق (14 عاما) من حي الشجاعية أصيب بعيار حي في فخذه الأيسر في الثالث من شهر أيار الماضي، أدى إلى بترها بالكامل تقريبا.
وقال الطفل في إفادته للحركة العالمية" أنا كل ما أريده أن يتم تركيب طرف صناعي لي كي أستطيع المشي كالسابق"، أما والده فيقول" عندما استيقظ طفلي في المستشفى ووجد رجله اليسرى قد بترت، صار يصيح ويقول راح اتحسر على رجلي وراح أضل هيك طول حياتي، كان وضعه النفسي صعب جدا".
ويضيف الوالد" أضبح عصبيا بعد الإصابة، ويريد اللعب والركض لكن الوضع الآن تغير، حتى أنه لا يحب الحديث عن إصابته".
شلل بالأطراف السفلية
الطفل علي فروانة (16 عاما) من خانيونس أصيب برصاص حي في ظهره، في الرابع عشر من شهر أيار الماضي، أدى لإصابته بشلل كامل بالأطراف السفلية.
وقال الطفل فروانة للحركة العالمية" كنت أتعلم ميكانيكا سيارات وكانت أمنيتي بعد انهاء تعليمي أن أعمل في ورشة، الآن لن أستطيع إكمال تعليمي ولا العمل في أية ورشة، لا يوجد أي أمل بعد إصابتي".
وأضاف" أناشد كل العالم الاهتمام بوضعي وإصابتي والتدخل لعلاجي، لا أريد البقاء طوال حياتي على السرير، المرحاض لا أستطيع الذهاب إليه".
بتر القدم اليمنى
الطفل محمد أبو حسين (13 عاما) من مخيم جباليا، أصيب في التاسع والعشرين من شهر حزيران الماضي برصاص حي في قدمه اليمنى أدى لبترها.
وقال الطفل أبو حسين" حينما عرفت أن رجلي اليمنى بترت، شعرت أن حلمي تدمر، وحزنت كثيرا عليها، كان حلم حياتي أن أصبح لاعب كرة قدم، فأنا أحبها كثيرا، ولكن بعد الإصابة لن أستطيع اللعب والجري كالسابق، فقد أصبحت برجل واحدة، وكذلك لن أستطيع السباحة مجددا".
وتابع" أمنية حياتي الآن أن يتم تركيب طرف صناعي لي حتى أستطيع السير على الأقل، وأتمنى بعد تركيب الطرف الصناعي أن أستطيع لعب كرة القدم والسباحة كالسابق".
بتر كلتا القدمين
الطفل عبد الله قاسم (16 عاما) من حي الشيخ رضوان، أصيب في الرابع عشر من شهر أيار الماضي بالرصاص الحي في كلتا قدميه ما أدى لبترهما.
"شعرت بحزن كثير بعدما استيقظت ووجدت قدماي قد بترتا، وأول ما خطر في ذهني أنني لن أستطيع السير والركض مرة أخرى كالسابق، وسأبقى على كرسي طوال حياتي، هذا الحادث سيغير فيّ حاجات كثيرة"، قال الطفل قاسم.
وأضاف" قلت لوالدي أنني لن أعود للمدرسة إلا بعد تركيب أطراف صناعية، أنا بحب أصلح كل حاجة إلكترونية، وبناشد كل مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الصحفية أنها توصل صوتنا لكل العالم، وماذا يفعل جيش الاحتلال بأطفال غزة وكيف يتم استهدافنا برصاص غير معروف النوع، لقد أصبحت دون قدمين لمجرد مشاركتي في مسيرة سلمية".
فقد النظر في كلتا عينيه
الطفل صالح عاشور (16 عاما) من النصيرات، أصيب بعيار حي في رأسه في الرابع عشر من أيار الماضي، أدى لفقدانه البصر في كلتا عينيه.
وقال عاشور" استيقظت بعد فترة من إصابتي لكن أذكر نفسي كنت نائما على سرير ولا أرى شيئا، الدنيا كلها سوداء، وكنت أشعر بألم في رأسي، صرخت على الأطباء وعلى والدي، كنت آخر شيء أتذكره هو أنني كنت على الحدود ولا أرى من الغاز أي شيء، صرت أفكر وأقول في عقلي من الممكن أن الغاز فعل ذلك وجعلني لا أرى".
وتابع" عرفت أن الرصاصة سببت احتكاكا وكسورا في عظام الجمجمة والدماغ وأدت لتلف في العينين، فتم استئصال العين اليسرى فقط في العملية الأولى، وبعدها تم استئصال الثانية".
وأضاف:" بعد عودتي من العلاج في الأردن ورغم استئصال كلتا العينين، لكنني رأيت ضوءا صغيرا يلمع، وأرى شيئا مثل السماء في الليل وفيها نجوم تلمع، وأشعر أنني أرى يدي عندما أقربها كثيرا على وجهي، ولما أنظر جهة الشمس أرى ضوءا أحمر في عيني، معقول لو تم علاجي وتم تركيب عينين لي أرجع أشوف ثاني؟".
"أنا مستقبلي تدمر بعد إصابتي، فأنا كنت أتعلم مهنة الحلاقة وهي كانت أمنية والدي في البداية، وكنت أحلم بأن يصبح عندي صالون حلاقة ويكون لي مستقبل، أنا إسرائيل دمرت مستقبلي ولا يوجد لي مستقبل بالمرة الأن بعد الإصابة، أنا الآن أعيش في العتمة، وأصبحت أنا وحيطان المنزل أصحاب لأنني أضبحت أمسك بها عند الذهاب الى الحمام أو الخروج من غرفتي، معظم وقتي في غرفتي وأخرج للضرورة، كنت بحلم بمستقبل جميل لكني الآن أتمنى أن أرى مرة ثانية، بعد كم سنة لما أهلي بدهم يزوجوني من ستقبل فيّ بسبب حالتي، هذا شعور صعب بعيشه وبفكر فيه"، قال الطفل عاشور.
فقد النظر في عينه اليمنى
الطفل يوسف النجار (15 عاما) من قرية خزاعة بخان يونس، أصيب في الأول من شهر حزيران الماضي بقنبلة غاز في وجهه، ما أدى لفقدانه عينه اليمنى.
وقال الطفل" توجهت للعلاج في القدس وهناك أخبرني الأطباء أنني لن أستطيع الرؤية مجددا في عيني اليمنى".
وتابع" بعد حوالي شهر من إصابتي شعرت بصداع قوي، فذهبت مع والدي إلى المستشفى الأوروبي في القطاع، وبعد تصوير رأسي وعيني تبين وجود كسر في الجمجمة وصديد في المخ، فمكثت في المستشفى 18 يوما، وبعدها تم تحويلي إلى مستشفى المقاصد بالقدس، وهناك آخبر الأطباء والدي أن العملية خطيرة جدا، وتشكل خطرا على حياتي ونسبة نجاحها 20%، وقد رفضوا إجراءها وقالوا نكتفي بالأدوية وسنرى بعد فترة ماذا سيحدث".
ويضيف الطفل النجار أن الصداع القوي ما زال يلازمه، كما يشعر بضيق في التنفس.
صعوبة في السير وفقدان التوازن
الطفل ياسر بربخ (14 عاما)، من خانيونس، أصيب بعيار ناري حي في فخذه الأيمن، في الرابع عشر من شهر أيار الماضي، ما تسبب بشرخ في الحوض، وجراء ذلك أصبح يعاني من صعوبة في السير وفقدان للتوازن، الأمر الذي أثر على حالته النفسية.
وأكدتن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين أن القانون الدولي الإنساني يلزم دولة الاحتلال بفتح تحقيقات جدية ومهنية وشفافة ومحايدة في كل حوادث إطلاق النار، مشددة على ضرورة محاسبة جنود الاحتلال الذين يستهدفون الأطفال بقصد قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم.
إن ما يجري من استهداف للأطفال بقصد قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم، هو دليل على أن جنود الاحتلال يستمدون تغولهم من عدم مساءلتهم ومظلة الحماية التي توفرها دولة الاحتلال لهم.
ودعت الحركة مجددا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى حث الأمين العام للأمم المتحدة على إدراج قوات الاحتلال الإسرائيلي في تقريره السنوي حول الأطفال والصراعات المسلحة، لارتكابها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال خلال النزاعات المسلحة (الاحتلال) خاصة عمليات قتلهم وتشويههم، لضمان تحقيق العدالة للأطفال الفلسطينيين ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.