نشر بتاريخ: 14/10/2018 ( آخر تحديث: 14/10/2018 الساعة: 15:28 )
القدس- تقرير معا- فرحة منقوصة وشعور بالفخر يعيشه أهالي الأسرى الذين نجح أبناؤهم في امتحان الانجاز "الثانوية العامة/ التوجيهي"، فهم يريدون للفرحة ان تتسلل من بين قضبان السجون لتلامس قلوب أبنائهم، فيما تقف القيود والأسوار حائلا بينهم.
الأول على محافظة القدس
الأسير المقدسي علاء اياد أبو عيشة 20 عاماً الأول على محافظة القدس والثالث على مستوى الوطن، أراد أن يستغل وقته بما هو مفيد له وليدخل الفرحة لعائلته، فاختار هذا العام أن يعيد التوجيهي للحصول على معدل أعلى من الذي حصل عليه عام 2016 قبل اعتقاله، وبالفعل تمكن علاء من النجاح والتفوق والحصول على لقب "الأول على مستوى محافظة القدس".
وفي فرحة نجاح علاء الأول والثاني ألم وغصة، فقد كانت ليلة نجاحه في التوجيهي عام 2016 هي ليلة اعتقاله.
وقال والده "كانت العائلة لا تزال مجتمعة تبارك لعلاء والفرحة كبيرة، وعند حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل قوات كبيرة اقتحمت منزلنا في كفر عقب شمال القدس، واعتقل علاء وسرقت الفرحة من المنزل، ثم حول إلى الزنازين والتحقيق مدة 48 يوماً، وخلال هذه المدة اعتقلت مع اثنين من أبناء عمه، وأعيد اقتحام المنزل برفقة علاء بحجة البحث والتفتيش".
وأضاف والد علاء "أيام مؤلمة وصعبة علينا، لأنه الاعتقال الأول لعلاء والتجربة الأولى للعائلة، وتوالت الأيام والأشهر وعلاء قيد الأسر، حتى صدر الحكم ضده مطلع العام الجاري بالسجن الفعلي لمدة 9 سنوات".
وأضاف والد علاء أن الزيارة كانت يوم الأربعاء الماضي وقد بدى عليه القلق والخوف لأن بعض الأسرى وصلتهم نتائجهم وهو لا يزال ينتظر، وبعد العودة من زيارته تلقت والدته اتصالا من رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين ليخبرها بنجاح علاء وتفوقه.
وتابع والده "عشنا لحظات من الفرح ونسينا الألم، فلم يكن النجاح فقط بل التفوق والحصول على ترتيب الأول على مستوى المحافظة، فابني رغم سجنه وبعده عن عائلته والقيود المفروضة على الأسرى والمضايقات تمكن من الدراسة والنجاح بمساندة عائلته الثانية -الأسرى".
وبفخر ورأس مرفوع قال والده :"علاء رجل من وراء القضبان، ففرحتنا به لم تكن على المستوى العائلة فقط، بل على مستوى الوطن، فاثبت على قدرة الأسير الفلسطيني على الإصرار وإكمال التحصيل الدراسي وتحدي الظروف القاهرة بتكاتف الأسرى داخل السجون".
وأوضح أنه وخلال فترة تقديم الامتحانات تعمدت ادارة السجون نقله من سجن لآخر ورفضت إدخال بعض الكتب إليه، لكنه تمكن من تجاوز هذه العقوبات بروح التعاون بين الأسرى وضغط ممثليهم على إدارة السجون.
ورغم نجاح وتفوق علاء إلا أن عائلته لم توزع الحلويات على المهنئين، لأن علاء لا يزال قيد الأسر والأسرى يعانون أوضاعاً صعبة على أمل أن يفرج الله عنهم.
60 أسيرا من محافظة القدس
وحول تقديم امتحانات الثانوية العامة في سجون الاحتلال أوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أن قرابة 60 أسيرا من محافظة القدس نجحوا بامتحانات الثانوية العامة، من بينهم 3 فتيات هنّ: الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، والأسيرة ملك سليمان، والأسيرة منار شويكي، وثلاثة فتية وهم: الأسير فهد قيسية، والأسير عبد الحميد عواد، والأسير محمد أحمد شويكي.
وقال أبو عصب أن العلامات التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم تتبع تخفيض العلامات ضمن معادلة محددة لديها لإعطاء صورة بان لديها مصداقية في العلامات، مشددا على ضرورة إيضاح المعادلة التي يتم من خلالها حساب معدلات الاسرى من قبل "وزارة التربية والتعليم"، لافتا الى اعتراض مجموعة من أهالي اسرى محافظة القدس بسبب الفرق بين معدلات الاسرى الصادرة داخل السجون وتلك الصادرة والمعتمدة من "وزارة التربية والتعليم.
وأضاف أبو عصب: "نتمنى أن يكون هناك تقدير أكبر للأسرى خاصة الذين قدموا امتحانات الثانوية داخل السجون، فالذين حصلوا على معدلات متدنية للأسف لن يتمكنوا من الاستفادة منها والالتحاق بالجامعات".
وأوضح أبو عصب أن من يشرف على امتحانات الثانوية العامة داخل سجون الاحتلال هي لجان علمية مختصة مكونة من مجموعة من الأسرى حاصلين على شهادات علمية "بكالوريوس وماجستير"، مختارة من لجنة شؤون الأسرى، حيث يتم توكيلها بتوزيع أسئلة الامتحانات وتصحيحها واخراج النتائج من خلال المحاميين أو الرسائل لهيئة شؤون الأسرى ثم إلى وزارة التربية.
وأضاف أبو عصب أن من بين الأسرى الذين اجتازوا وتميزوا بالامتحانات مجموعة من الأسرى المحكومين عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة ومن أصحاب الأحكام العالية ومنهم: الأسير المقدسي أكرم إبراهيم القواسمي بمعدل 73.7- مضى على اعتقاله 23 عاما، ويعتبر من القادة المميزين للحركة الأسيرة، وساجد أبو غلوس، وأسحق عرفة، ، نصري عاصي ، وعبد الرحمن محمود، وطارق دويك، وعمر الشريف، لافتا أن الشريف أصر على تقديم الامتحانات والنجاح رغم الألم الذي مر به بفقدان والده قبل ثلاثة أشهر أصر دراسة .
وقال أبو عصب:" ان إصرار الأسرى الفلسطينيين على تقديم "امتحانات الثانوية العامة" وما يواكبه من انجازات داخل سجون الاحتلال يعكس شعور الأسير بعادلة قضيته وإصراره على الدراسة ، فالأسير يتحدى السجن والسجان وقلة الموارد التعليمية من الكتب والمعلمين، ويجتهد ذاتيا وبمساعدة الأسرى الآخرين الذين يكرسون أوقاتهم لتدريس أخوانهم الأسرى ليتمكنوا من الحصول على شهادة الإنجاز".
وأضاف:" إن ارادة الاسير لا تكسرها جبروت الاحتلال، والأسير بدراسته ونجاحه بامتحانات الثانوية العامة يتمكن من إدخال الفرحة والبسمة لأهله وعائلته."
وحول اكمال التعليم الجامعي للأسرى أوضح أبو عصب أن هيئة شؤون الأسرى لديها البرامج المعتمدة الخاصة بالتعليم الجامعي وهي: "التحاق للدراسة في"جامعة القدس المفتوحة" وهو برنامج متوفر بمعظم السجون، أو التحاق للدراسة في جامعة القدس ومتوفر في سجن هدريم فقط حيث يقود ويشرف على العملية التعليمة الاسير مروان البرغوثي، كذلك هناك مجموعة من الأسرى يدرسون عن بعد في المؤسسات والجامعات التعليمية في قطاع غزة أو خارج البلاد.