ثقافة الأطفال في فلسطين تتعرض لغزو مبرمج والمطلوب مؤسسات ثقافية متخصصة بثقافة الطفل
نشر بتاريخ: 24/02/2008 ( آخر تحديث: 24/02/2008 الساعة: 19:20 )
الخليل - معا - ثقافة الطفل, برامج الأطفال الثقافية,نشاطات الطفل, دعم حقوق الطفل الفلسطيني.. تعزيز ثقافة الطفل الفلسطيني , هذه المصطلحات والكلمات بدأت تظهر في قاموسنا الثقافي .. والجميع يتحدث عن ثقافة الأطفال ولكن ماذا نعني حقيقة بهذا الموضوع؟هل يمكن أن تتعرض ثقافة الأطفال الوطنية إلى غزو ثقافي, وما هو دور المؤسسات الثقافية الوطنية لصد هذه المحاولات الخبيثة التي تسعى لتدمير الثقافة الوطنية؟
مركز فنون الطفل الفلسطيني من المؤسسات الثقافية الوطنية الأولى في مجال ثقافة الطفل في فلسطين واستطاع هذا المركز أن يخطو خطوات ثابتة حاملا رسالة إنسانية خلاقة تهدف إلى تعزيز ثقافة الطفل الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ليمارس طفولته مثل باقي أطفال العالم ..حيث إن الطفولة في فلسطين تعاني وما زالت من الحرمان النفسي والاجتماعي والثقافي والتربوي جراء الاحتلال البغيض .
في مدينة خليل الرحمن نشأت فكرة المركز ليكون لكل أطفال فلسطين وليكون عنوانا لأطفال هذه المدينة( الأطفال أولا , ومن اجل طفل فلسطيني مبدع ,والمزيد من الاهتمام بثقافة الطفل الفلسطيني والسلام يبدأ من الأطفال , الأطفال هم محور عملية البناء , الأطفال أغلى رصيد في المجتمع الإنساني) ..
هذه الشعارات الجميلة أطلقها المركز منذ بداية تأسيسه في العام 1994 لتكون بمثابة صرخة تدعو إلى الاهتمام بصانع الغد الفلسطيني .
يقول الفنان الفلسطيني سميح أبو زاكية مدير المركز بأن فنون الطفل الفلسطيني من المراكز الثقافية المميزة على صعيد الوطن... انطلق المركز عبر أفكاره الإبداعية ليكون من المراكز الرائدة في تقديم خدماته إلى الطفل الفلسطيني رافعا شعار ( من أجل طفل فلسطيني مبدع ) وكان لبرامج المركز الأثر في تعزيز ثقافة الطفل الفلسطيني والسعي للنهوض به والاهتمام بدوره والدفاع عن حقوقه كذلك كان المركز من ضمن أنشط مجموعة من المراكز الثقافية في المنطقة التي ساهمت في التعريف بأهمية الطفل داخل المجتمع الفلسطيني وخاصة الأطفال المبدعون.لقد تعرضت ثقافة الأطفال في فلسطين إلى غزو مبرمج والمطلوب حاليا مؤسسات ثقافية متخصصة بثقافة الطفل.
دور المركز في ثقافة الطفل
وعن دور المراكز الثقافية ودور مركز فنون الطفل الفلسطيني في الإسهام في تثقيف الطفل الفلسطيني يقول سميح أبو زاكية بأن المركز يوفر للأطفال الفرصة للمشاركة في الأنشطة الثقافية المختلفة ويساعد في صقل مواهب الأطفال .. رغم أن الصقل الأساسي ينبع من البيت والأسرة ولذلك يجب أن نوجه الدعوة للأسرة الفلسطينية للتعامل مع الطفل على أنه إنسان كامل يستحق الاحترام والتعامل معه بلطف وعقلانية دون إذلال أو تسلط والاستماع للطفل كعقل ومشاعر والاهتمام بأسئلته والابتعاد عن الأوامر المتسلطة وتوفير كل ما يلزم للطفل للإسهام في عملية تزويده بالثقافة الوطنية الفلسطينية .
صقل موهبة الأطفال
وحول موهبة الأطفال يضيف مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني بأن كل الأطفال موهوبون ويضيف بأن الأسرة لها الدور الأول وبدون أسرة تعمل على الدعم وتدعيم موهبة الطفل فان ذلك يؤدي إلى تحطيم معنويات الطفل المبدع والحد من قدراته على التعبير والمشاركة في الأنشطة الثقافية الأخرى ..ولذلك فان دور المراكز الثقافية الخاصة بثقافة الطفل لها دور رائد ومهم في تنمية مواهب الأطفال وتعزيز قدراتهم الإبداعية ومن خلال التجربة في المركز حاولنا ونحاول اكتشاف المواهب ودعم هذه المواهب بكل امكاناتنا المتواضعة.
القراءة هي الأساس
وعن الوسائل المتاحة للأسرة لتعميق ثقافة الطفل يقول أبو زاكية:
المطالعة تسهم في تنمية الوعي الثقافي لدى الأطفال وتطور معرفتهم كما أنها تلعب دورا في تنمية شخصية الطفل باعتبارها من وسائل التعليم الذاتي ولذلك نعمل في المركز على تشجيع القراءة في المجتمع من خلال مكتبة الطفل التي تفتح يوميا أمام الأطفال ويشرف عليها متطوعون متخصصون..
الخبرات المطلوبة
وعن طبيعة برامج ثقافة الطفل التي تعد في المركز ..يقول:
لا شك أن خبراتنا متواضعة في هذا المجال ..أننا نعمل بحدود طاقاتنا ونلتقي أحيانا بأناس يعملون مع الأطفال والثقافة وأحيانا نشارك في بعض الو رشات الخاصة بتطوير البرامج .. هناك دول عربية لديها الكثير حول موضوع ثقافة الطفل ونحن نأمل أن تلتقي بهم ليتسنى لنا معرفة المزيد .
برامج 2008
لقد شهدت الأعوام الماضية نشاطات متنوعة للمركز وقد اشترك المئات من الأطفال في برامج المركز وتدرب العديد من الكوادر الشابة ضمن البرامج الخاصة في خدمة المجتمع المحلي وساهم المركز ضمن إمكانياته المتواضعة في التنوير الثقافي وإيجاد فرص للطفل المبدع للانطلاق نحو تحقيق أحلامه في بناء الوطن،وكان ذلك من أهم المشاريع والطموحات لمركز فنون الطفل الفلسطيني وعلى هذا الصعيد يأمل مركز فنون الطفل الفلسطيني بان يكون العام 2008 عام ثقافة وبرامج الأطفال من خلال خطة طموحة مشتركة لمراكز الأطفال الثقافية و من خلالها يتم توفير الفرص لجميع الأطفال للمشاركة في نشاطاتها المختلفة ويمارسون هواياتهم التي تتناسب مع ميولهم من خلال أقسام المكتبة،قسم الفنون ،المسرح والكمبيوتر.وبرامج التبادل الثقافي. ولا يجب أن ننسى وجود عدد كبير من الأطفال في أي تجمع ينمي روح الخلق والابتكار بينهم كل في مجال هوايته ولا يمنعه ذلك من ممارسة هواياته المفضلة ، كما أن الطفل الذي ليست لديه ميول محددة فان وجوده بين الأطفال يحفزه على الاهتمام بهواية معينة أو دفع طاقته الذاتية الكامنة في مجال تطوير قدراته ومداركه.