حميد: ممارسات حكومة نتنياهو تستهدف المسيحيين الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 15/10/2018 ( آخر تحديث: 15/10/2018 الساعة: 17:59 )
بيت لحم- معا- قال محافظ بيت لحم كامل حميد إن على رئيس حكومة الاحتلال أن يسأل نفسه عن حجم الممارسات القمعية والعنصرية التي يتخذها بحق الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين قبل أن يتحدث عن الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في بيت لحم والأراضي الفلسطينية.
وقال حميد في تصريح صحفي يرد فيه على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال التي قال فيها إن أعداد المسيحيين تناقصت بعد تسليم بيت لحم للسلطة الفلسطينية، وإنهم يتعرضون للاضطهاد بالقول إن نتنياهو لا ولن يستطيع خداع الرأي العام العالمي حول الأسباب الحقيقية لهجرة المسيحيين وهي الإجراءات العنصرية الإسرائيلية المتمثلة بالاستيطان وبناء الجدار ومصادرة الأراضي ومنع الحريات وأهمها حرية العبادة إلى جانب سياسة التضييق على الاقتصاد الفلسطيني وأهمها التضييق على السياحة في بيت لحم حيث تسيطر إسرائيل على ما نسبته 95 % من السياحة الدينية التي تزور بيت لحم وتمنع عن سكانها الاستفادة من حركة الحجيج والسياح للمدينة من خلال اقتصار الزيارة لهم على الكنيسة لساعات قليلة.
واكد حميد ان القيادة الفلسطينية باعلى هرمها ممثلا بالرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله يولون بيت لحم اهتماما كبيرا من خلال الزيارات المتكررة التي يقومون بها، الى جانب ان توجيهاتهم وقراراتهم اكدت على ضرورة الاهتمام بالمدينة والحفاظ على طابعها وهو ما تم ويتم بالفعل على اعتبار ان المسيحيين جزء اصيل من الشعب الفلسطيني وبيت لحم لا تقبل مبدا التقسيم والطائفية والتمييز التي يعمل بها نتنياهو وحكومته اليمنية، وكانت دائما الصخرة التي تحطمت عليها مخططات الاحتلال من خلال تاخيها الاسلامي المسيحي والذي شكل نموذج حياة مشترك على المستوى العالمي وبالتالي لن تستطيع الاعيب نتنياهو تغيير هذه الصورة الاخوية لشعبنا ببيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية.
وأضاف حميد أن الفلسطينيين وعلى رأسهم المسيحيين في بيت لحم وغيرها يتعرضون لأنواع مختلفة من الظلم والاضطهاد الإسرائيلي واهم إشكال هذا الاضطهاد مصادرة الأراضي حيث صادرت سلطات الاحتلال الغالبية العظمى من أراضي بيت لحم لبناء المستوطنات والجدار العنصري وتمنع أصحاب هذه الأراضي من الوصول إليها، مشيرا إلى أن مستوطنة هارحوما" جبل أبو غنيم " التي تعود ملكيتها لمدينة بيت لحم بنيت بعد تسليم إسرائيل بيت لحم للسلطة كما أن أراضي المخرور ودير كريمزان والصليب ببيت جالا تم مصادرتها واقتطاعها ويمنع أصحابها من الاستفادة منها أو الوصول إليها والبناء عليها ما أثقل من هموم المواطنين وحملهم أعباء مالية واقتصادية واضطر الكثير منهم كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين للهجرة بسبب الإجراءات العنصرية الإسرائيلية حيث تتحمل إسرائيل المسؤولية عن هذه الهجرة التي تعمل إسرائيل على تسهيلها من اجل تفريغ مدينة بيت لحم وكل المدن الفلسطينية.
وأكد محافظ بيت لحم أن بيت لحم تتعرض لسياسة خنق وحصار إسرائيلي متواصل منذ سنوات حيث يحاصرها الجدار العنصري والحواجز العسكرية الإسرائيلية من جهاتها الأربع مما حولها إلى سجن كبير لا يستطيع فيه المواطنون الدخول أو الخروج إلا بموافقة إسرائيلية كما أن إسرائيل عملت على فصل المدينة عن محيطها خصوصا مدينة القدس حيث وصلت الأمور بإسرائيل منع حرية العبادة إلا لم يحصل على تصاريح خاصة من قبل الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها نتنياهو.
وتساءل محافظ بيت لحم هل العبادة بحاجة لتصاريح وإذن للوصول إلى الأماكن المقدسة مشيرا إلى أن نسب عالية من المسيحيين لا يحصلون على هذه التصاريح لأداء شعائرهم الدينية إلا في مناسبات معينة ولإعداد وأعمار تحددها سلطات الاحتلال فيما لا يمنحون هذه التصاريح على مدار العام.
وأكد محافظ بيت لحم أن ادعاءات نتنياهو لن تنطلي على احد مشيرا إلى أنها تأتي في إطار سياسة خداع الرأي العام العالمي، موضحا أن بيت لحم كانت وما زالت وستبقى نموذج للتآخي الإسلامي المسيحي حيث يعاني المسيحيون والمسلمون من نفس إشكال الظلم والعدوان والاضطهاد على يد حكومة إسرائيل اليمنية المتطرفة التي يحاول نتنياهو تجميل صورتها.
وقال حميد إن ما ينفي أكاذيب نتنياهو ما قاله استطلاع الرأي الذي أجرهُ المركز الفلسطيني للبحوث والحوار الثقافي أن 90٪ من المسيحيين قالوا أن لديهم أصدقاء مسلمين، ووافق 73,3% منهم على أن السلطة الوطنية الفلسطينية تُعامل التراث المسيحي في المدينة باحترام وقال ما نسبته 78% منهم أن سبب هجرة المسيحيين ناجم عن القيود الإسرائيلية التي تفرُضها إسرائيل عليهم.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في مؤتمر نظمه المكتب الإعلامي الحكومي الإسرائيلي وشارك فيه 180 صحفي يعملون في وسائل أعلام دينية مسيحية من مختلف أنحاء العالم: "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي فيها جالية مسيحية كبيرة ومزدهرة. لا يوجد لدينا أصدقاء أفضل من المسيحيين. أنتم تقفون إلى جانب إسرائيل والى جانب الحقيقة ونحن نقف إلى جانبكم". على حد ادعاءه
وتابع نتنياهو في مديحه إلى الصحافيين الأجانب قائلا: "أنتم سفراء وإبطال، أن كان هناك أمر اطلبه منكم، هو أن ترووا الحقيقة عن تاريخنا، عن مستقبلنا، عن من يريد ومن لا يريد سلام، وعن أن إسرائيل هي ديمقراطية قوية تدافع عن حقوق الجميع يهود ومسيحيين كما ادعى".
وأضاف" أتعرفون بيت لحم؟ يوجد لديكم ارتباط بها كما يوجد لدينا و عندما أعدنا بيت لحم كان يعيش فيها 80% مسيحيين واليوم فقط 20%. والسبب بذلك أن المسيحيين في السلطة الفلسطينية مطاردين المسيحية انطلقت من هنا ويوجد لها علاقة طبيعية مع إسرائيل و إنا لا أريد أن تنفصل إسرائيل عن أصدقائها المسيحيين".